أسامة مهدي: قبل يوم من انطلاق عملية استفتاء الانفصال في اقليم كردستان الشمالي العراقي، اكدت الولايات المتحدة رفضها له ودعم جهود الحكومة العراقية لحفظ وحدة بلادها. فيما فشلت مباحثات وفد كردي في بغداد بعد رفض العبادي استقباله.

وخلال مكالمة هاتفية اجراها وزير الخارجية الاميركي ركس تيلرسون مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت متأخر الليلة الماضية، فقد اكد رفض بلاده لاستفتاء اقليم كردستان وشدد على "دعم بلاده الكامل للحكومة العراقية وجميع خطواتها الرامية لحفظ وحدة العراق".

وهنأ تيلرسون الشعب العراقي وقواته المسلحة "بالانتصارات الباهرة على عصابات داعش الارهابية في المعارك الاخيرة"، منوهاً الى ان "المجتمع الدولي يشيد بالدور المتميز للعبادي في الانتصار العسكري، وفي خطط إعادة الاستقرار والإعمار للمناطق المحررة"، مشيرًا الى "استمرار دعم بلاده والعالم للعراق في معركة التحرير والإعمار"، كما نقل عنه بيان صحافي للمكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية تابعته "إيلاف".

ومن جهته، أكد العبادي على "موقف الحكومة العراقية الصريح والواضح بعدم دستورية استفتاء كردستان".. مشدداً "على اتخاذ كل الخطوات القانونية اللازمة لمنع تعرض الأمن والسلم المجتمعي ووحدة البلاد للخطر".

واشار العبادي الى ان "العراق مصر على الإسراع باكمال عمليات تحرير جميع الاراضي من براثن الارهاب وحفظ الحدود العراقية".. مثمناً "الدعم الدولي للعراق في معركة التحرير وإعادة الإعمار والاستقرار".

وقبيل ذلك، اكد رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق يان كوبيتش للعبادي رفض المنظمة الدولية الاستفتاء في اقليم كردستان واهمية اللجوء الى الحوار، مشيرًا الى ان الإجماع الدولي كان واضحًا في بيان مجلس الامن الدولي الذي أبدى معارضته للاستفتاء الأحادي الجانب، لأن من شأنه زعزعة الاستقرار في المنطقة، اضافة الى تمسك دول العالم المستمر بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه.

وقد شدد العبادي على موقفه الثابت برفض الاستفتاء في اقليم كردستان لعدم دستوريته مؤكدًا أن الاولوية هي للحرب ضد الارهاب وتحرير كامل الاراضي العراقية.

فشل مفاوضات الوفد الكردي في بغداد

ومن جهته، عاد الوفد الكردي الى اربيل مساء امس قادمًا من بغداد بعد زيارة له استغرقت عدة ساعات بعد فشل مفاوضاته مع الأطراف السياسية العراقية ورفض رئيس الوزراء حيدر العبادي استقباله.

والتقى الوفد الكردي المفاوض برئاسة نائب رئيس الوزراء السابق القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني روز نوري شاويس وعضوية ممثلين عن الاحزاب الكردية المشاركة في حكومة الاقليم مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم (كردي)، وتباحث معه في ملف ازمة استفتاء كردستان كما اجتمع مع وفد من التحالف الوطني للامر نفسه.

وعقد الوفد محادثاته قبل يومين من استفتاء مقرر على استقلال الإقليم دون التوصل الى نتيجة حول الاستفتاء، الذي تعارضه بغداد بشدة وتعتبره مقدمة لتقسيم العراق. 

والتقى الوفد الكردي ايضًا مع ممثلين عن التحالف الوطني الشيعي الحاكم، وقال علي العلاق القيادي في التحالف عقب المحادثات، إن "التحالف الوطني يرفض استفتاء الاقليم جملة وتفصيلا". وأضاف ان "الاستفتاء يخالف الدستور وقرار المحكمة الاتحادية العراقية والإرادة الدولية".

وفي مواجهة ذلك يؤكد مسؤولو الاقليم أن التصويت يهدف إلى إعطاء الإقليم شبه المستقل تفويضًا شرعيًا لتحقيق الانفصال عن العراق من خلال الحوار مع بغداد ومع تركيا وإيران المجاورتين، لكنّ هذين البلدين يشعران بالقلق من أن يحيي الاستفتاء الطموحات الانفصالية لدى الأكراد فيهما.

ومن المنتظر ان يعقد رئيس الاقليم مسعود بارزاني مؤتمرًا صحافيًا في اربيل اليوم الاحد يتحدث فيه عن اخر التطورات المتعلقة بأزمة الاستفتاء.

ويتعرض بارزاني لضغوط وتحذيرات دولية متزايدة للعدول عن رأيه وتأجيل الاستفتاء المرتقب الاثنين المقبل، والذي يرى كثير من الاكراد انه فرصة تاريخية لتقرير المصير وانشاء دولتهم المستقلة الموعودة.