إيلاف من بغداد: اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفض الامر الواقع بالقوة من خلال اجراء استفتاء في اقليم كردستان وصفه بالعرقي محذرا من انه يعرض وحدة العراق وامنه وامن المنطقة كلها للخطر مهددا باتخاذ اجراءات ضده واتهم القادة الاكراد بالفساد والاستحواذ على ثروات الاقليم لحسابهم الخاص.

وشدد العبادي عشية اجراء استفتاء اقليم كردستان الشمالي للانفصال عن العراق غدا في كلمة وجهها الى العراقيين عصر الاحد وتابعتها "ايلاف" على انه لا يمكن الاستمرار بفرض الامر الواقع بالقوة مشيرا الى ان هذا المنطق سيفشل كما فشِلَ البعث الصدامي في فرضه على العراقيين بالبطش وقوة السلاح .

واضاف ان التفرد بقرارٍ يمس وحدةَ العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة عبر اجراء الاستفتاء على الانفصال من طرف واحد هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه وستكون لنا خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد ومصالح كل المواطنين.

واتهم العبادي القادة الاكراد بالفساد والاستحواذ على ثروات النفط المنتج في الاقليم لحسابهم الخاص في وقت يمتنعون عن تسديد مرتبات الموظفين. وقال انه رفضوا ادخال موارد النفط في موازنة الاقليم او السماه لهيئة النزاهة العراقية بمراقبة استشراء الفساد في الاقليم .. وهدد باتخاذ اجراءات ضد الاستفتاء ونتائجه لكنه لم يوضح طبيعتها.

نص كلمة العبادي

وفيما يلي النص الكامل لكلمة العبادي:

بسم الله الرحمن الرحيم

يا ابناء شعبنا العراقي الكريم

من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه

ومن سهوله الى جباله واهواره وهضابه وصحاريه ..

السلام عليكم .. اينما كنتم

في هذه اللحظات التي يبذل فيها ابناء العراق الغيارى ارواحهم ودماءهم الزكية دفاعا عن ارض الرافدين ووحدة البلاد.

وفي ايام اشتداد الحرب على الارهاب ومع اقتراب تحقيق النصر النهائي على الدواعش في غربي الانبار والحويجة وغربي كركوك وكل مكان ، تتعرض خارطة العراق لمحاولة تقسيم من من شأنها تمزيق وحدة العراق والتفريق بين ابناء الوطن الواحد على اساس قومي وعرقي وتعريضهم جميعا لمخاطر لايعلم الا الله مداها وعواقبها الوخيمة .

وفي الوقت الذي توحّدنا شعباً ومقاتلينَ لصد عصابة داعش المجرمة نفاجأ بدعوات التفرقة والعودة الى عهد الظلام والتسلط والدكتاتورية .

ان قواتِنا الغيورة حررت تكريت والانبار والموصل وابعدت الخطر عن اربيل ومدن الشمال العزيزة ، وهذا واجب اديناه وسنؤديه دفاعا عن كل شبر من ارض العراق الغالية . 

ونؤكد اليوم اننا لن نتخلى عن مواطنينا الكرد وقد رفضنا ونرفض الدولة الطائفية والدولة العنصرية ، وسيبقى العراق لكل العراقيين ولن نسمح ان يكون ملكا لهذا وذاك يتصرف فيه كيفما يشاء ودون حساب للعواقب .

ان واجب القادة هو رعاية شؤون المواطنين وحمايتهم من الاخطار التي تُحيط بهم وليس تعريضَهم للخطر وادخالهم في صراعات لاطائلَ منها .

ماذا جنى العراقيون من الصراعات التي زجهم بها الطاغية صدام داخليا وخارجيا ؟

لاشيء سوى الدمار واشباع غروره وتسلطه وتهوره الذي اوصل العراق الى الضياع والتخلف وفقدان الأمن والاستقرار .

ان نظام الطاغية صدام قد بطش بكل العراقيين عربا وكردا وتركمانا والمكونات الاخرى لأنه كان يرى في كل العراقيين الشرفاء تهديدا له ولحكمه المستبد ، وقد رفض اكثرية العراقيين هذا القمع والتسلط ولكن كان هناك نفر ضال من كل القوميات اصطف مع الطاغية من العرب والكرد ومن القوميات الاخرى ، وقد سانده في بطشه بالمواطنين الكرد بعثيون عرب وبعثيون وكرد، كما شاركه ببطشه بالمواطنين العرب بعثيون من العرب والكرد ايضا ، ومن الظلم والعنصرية بعد تذكيرنا بهذه الحقائق الثابتة اتهام كل العرب واتهام اهل بغداد بالظلم بينما أشد الظلم وقع عليهم من نظام قمعي اصطف معه ضعاف نفوس من مختلف القوميات .

ما يجب توضيحه لشعبنا الكردي العزيز ان معظم مشاكل الاقليم داخلية وليست مع بغداد وبالتالي فانها ستتفافم مع دعوات الانفصال ، والصعوبات الاقتصادية والمالية في الاقليم من نتاج الفساد وسوء الادارة .

اوجهُ كلامي لابناء شعبنا الكردي خاصة : اسألوا المسؤولين في الاقليم اين تذهب اموال النفط وهم استولوا على ما يقارب 900 ألف برميل نفط يوميا اي ما يعادل ربع النفط المنتج في باقي العراق .. لماذا لايدفعون رواتب الموظفين في الاقليم رغم تخفيضها الى مستويات دُنيا مع انهم يحصلون على كميات نفط اعلى بكثير من نسبة السكان في الاقليم مقارنة ببقية مدن العراق ، بينما نحن هنا في المركز وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية الكبيرة وكُلف الحرب الباهضة لم نخفض الرواتب ولم نوقفها .

اسألوا مسؤولي الاقليم : لماذا لا تدخل واردات النفط في حساب واضح معلن يطلع عليه المواطنون كما نفعل نحن هنا في الحكومة المركزية ، ولماذا لايسمحون للرقابة المالية على الاموال العامة.

ان هذه التساؤلات عن مصير اموال نفط الاقليم وعدم دفعهم الرواتب طرحناها على مسؤولي الاقليم عدة مرات ، ووجهنا اجهزة الرقابة المالية للقيام بواجبها ولكنهم ، وبحجة استقلالية الاقليم ، كانوا يرفضون عمل اجهزة الرقابة والنزاهة ويعتبرونه تدخلا ، بينما الهدف الحقيقي هو التغطية على الفساد وسوء الادارة ... ان هذه الحقائق رغم اننا طرحناها في السابق للعلن عدة مرات الا اننا لم نكن نركز عليها اعلاميا ولم نرغب الدخول بحرب اعلامية حرصا منا على الوصول الى حلول منصفة وعادلة تحفظ المال العام وحقوق المواطنين وضمن الاطر الدستورية والقانونية للعلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم . 

لا يجوز ان تكون الاموال العامة ملكا للاشخاص والاحزاب وان تدفع الرواتب والهبات للانصار ويترك باقي المواطنين.

ودليل آخر على ان مشاكل الاقليم داخلية هو تجميد عمل البرلمان لمدة اثنين وعشرين شهرا واستمرار حكومة الاقليم من دون غطاء قانوني بسبب سياسات المسؤولين في الاقليم . وهذه المشاكل الداخلية ضمن الاقليم ستتفاقم ايضا ، ولن يكون هناك اسناد لا من مجتمع دولي ولا من الجيران بسبب المواقف العدائية لمسؤولي الاقليم ضد كل جيرانهم وضد المجتمع الدولي وهي سياسات تقف بالضد من مصالح مواطنينا في الاقليم.

لايمكن الاستمرار بفرض الامر الواقع بالقوة ، وان هذا المنطق سيفشل كما فشِلَ البعث الصدامي في فرضه على العراقيين بالبطش وقوة السلاح .

ان التفرد بقرارٍ يمس وحدةَ العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة عبر اجراء الاستفتاء على الانفصال من طرف واحد هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه وستكون لنا خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد ومصالح كل المواطنين .

عاش العراقُ الواحدُ المنتصر 

وسيبقى لجميع ابنائِه ..

والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته .

مواقف وأجراءات دولية ضد الاستفتاء

وفي وقت سابق اليوم حذرت الولايات المتحدة مواطنيها في العراق من اضطرابات قد تصاحب اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان غداد وقررت الحد من تحركات موظفيها هناك بينما اغلقت ايران اجواءها مع الاقليم ... وقالت السفارة في بيان إن البعثة الأميركية في العراق ستقلل من حركة أفرادها مؤقتا كإجراء احترازي ودعت الأميركيين إلى تجنب السفر من وإلى المناطق المتنازع عليها بين الحكومتين المركزية في بغداد والكردية في اربيل.

ومن جهته اعلن مجلس الامن القومي الايراني اليوم عن اغلاق اجواء البلاد مع اقليم كردستان العراق ووقف جميع الرحلات الجوية اليه.

وقرر المجلس تعليق الرحلات الجوية من وإلى اقليم كردستان العراق تلبية لطلب من حكومة بغداد وذلك عشية الاستفتاء الذي يعتزم إقليم كردستان إجراءه غدا على الرغم من تحذير بغداد بأن ذلك يشكل لعبا بالنار وإعلان الولايات المتحدة أنه يمكن أن يقوض القتال ضد مقاتلي تنظيم داعش.

كما اكد مجلس الأمن القومي التركي أن الأجواء التركية ستغلق بوجه الطائرات التي تنطلق من وإلى إقليم كردستان . واعلن المجلس في بيان أن الأجواء التركية ستغلق بوجه الطائرات التي تنطلق من وإلى إقليم كردستان العراق .

وكان مجلس الأمن الدولي قد اكد الجمعة معارضته للاستفتاء محذرا من أن هذه الخطوة الأحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار واكد تمسكه بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه .

وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15 أعرب مجلس الأمن عن "قلقه ازاء التأثيرات المزعزعة للاستقرار التي قد تنجم عن مشروع حكومة إقليم كوردستان إجراء استفتاء بصورة أحادية الجانب الأسبوع المقبل".