قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن الحكومة العراقية لن تجري محادثات بشأن نتائج استفتاء الاستقلال "غير الدستوري" مع حكومة إقليم كردستان العراق.

وقال العبادي خلال اجتماع مع قيادة العمليات المشتركة "لسنا مستعدين لمناقشة أو التحاور بشأن نتائج الاستفتاء لأنه غير دستوري".

وقال العبادي إنه سيحمل القائمين على إدارة كردستان العراق مسؤولية إجراء الاستفتاء وليس المواطنين الأكراد.

وكان العبادي قال عشية التصويت إن الاستفتاء "يهدد العراق، والتعايش السلمي بين العراقيين، وخطر على المنطقة". وتعهد العبادي بـ"اتخاذ إجراءات لحماية وحدة الأمن وحماية كل العراقيين".

وقد طالبت الحكومة العراقية حكومة كردستان بتسليم المواقع الحدودية الدولية والمطارات ودعت الدول الأجنبية إلى وقف استيراد النفط الكردي.

كما طلب البرلمان العراقي من العبادي "نشر قوات" في كركوك والمناطق المتنازع عليها الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة الكردية.

وقال مسعود البارازاني، رئيس إقليم كردستان العراق، إن الاستفتاء غير ملزم ولا يقصد منه أن يكون تفويضا شرعيا للتفاوض مع بغداد والدول المجاورة بشأن انفصال الإقليم عن العراق.

ومن المتوقع أن تكون نتيجة التصويت لصالح "نعم" بهامش كبير، وستعلن النتائج النهائية للاستفتاء في غضون 72 ساعة.

وعارضت تركيا وإيران بشدة إجراء التصويت، خوفا من أن يزيد من الشعور بالانفصال بين الأقليتين الكرديتين لديهما.

وشددت أنقرة على أنها ستعتبر نتيجة الاستفتاء "باطلة ولاغية"، وأعلنت أنها تسعى لتوثيق الروابط مع بغداد.

كما هدد الرئيس التركي رجي طيب أردوغان بإغلاق المعبر الحدودي الوحيد لبلده مع الإقليم وكذلك خط تصدير النفط الاستراتيجي لأكراد العراق. وبالتزامن مع انتهاء التصويت، أعلن الجيش العراقي بدء مناورات عسكرية مع القوات التركية على الحدود المشتركة بين البلدين.

من جهتها، وصفت طهران الاستفتاء بأنه "غير قانوني وغير شرعي"، وأغلقت أمس مجالها الجوي مع إقليم كردستان. غير أنها نفت إغلاق الحدود البرية.

وحذّر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي من التأثير المحتمل للاستفتاء على زعزعة استقرار المنطقة.

وأعرب المجلس عن اعتقاده بأن الاستفتاء غير الملزم قد يعرقل جهود مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، التي تضطلع بها القوات الكردية بدور بارز، وعودة النازحين العراقيين، البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص، إلى ديارهم.

لكن مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، اتهم المجتمع الدولي بازدواجية المعايير.

وقال بارزاني "دعوة الناس للتصويت بسلام ليست جريمة"، متساءلا "إذا كانت الديمقراطية سيئة لنا، لماذا هي ليست كذلك للجميع؟".

كما قال إن "الاستفتاء ليس بهدف ترسيم الحدود أو فرض أمر واقع. نريد حوارا مع بغداد لحل المشاكل، والحوار ممكن أن يستمر عاما أو عامين".

لكنه شدد على أن "الشراكة الفاشلة" مع "الدولة الطائفية" في العراق قد انتهت.