«إيلاف» من بيروت: لا يزال اللقاء الذي جرى بين وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ونظيره السوري وليد المعلّم يثير جدلاً كبيرًا محليًا، وذلك لأسباب عدة، أبرزها أن باسيل بحكم انه وزير خارجية فهو لديه صفة سياسيّة وديبلوماسية وليس صفة تقنية، ومن ثم لقاؤه بالمعلّم يعتبر رسميًا ومشروعًا نال غطاء رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، وهو المسؤول عن السياسة الخارجية، وهو موقف يختلف مع الحكومة التي سحبت الغطاء بشكل تام عن زيارة بعض الوزراء الى دمشق أخيرًا.

حول هذا اللقاء تحدث النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف"، حيث اعتبر أنه بحسب ما شرح الوزير جبران باسيل فإن اللقاء كان ثنائيًا وعلى المستوى الشخصي، بين باسيل والمعلم، ربما لصداقة تجمعهما أو لحلف يربطهما، لكن عمليًا فالمؤكد أن هذا اللقاء لا يمثّل الحكومة اللبنانية، ولا يمثل التفاهم الذي حصل بين رئيس تكتل الإصلاح والتغيير ميشال عون وبين رئيس الحكومة سعد الحريري.

تداعيات

ما هي أبرز تداعيات هذا اللقاء على الداخل اللبناني؟ يشير علوش إلى أن ما يظهر اليوم هو توتر في العلاقات من الوضع المتشنج أيضًا داخل البلد، ولكن الحريري سيسعى إلى أن يواجه هذا التوتر السياسي كي لا يؤثر على المستوى الإداري في لبنان.

وردًا على سؤال هل جاء هذا اللقاء لإحراج الحريري وإشعال الجبهة الداخلية اللبنانية؟ يشرح علوش أن هناك مجموعات كثيرة تحاول اليوم إحراج الحريري، لإخراجه، ولكن الحكم بحد ذاته يجد نفسه اليوم بموقف الإحراج، بخاصة أن الحكم جاء في الأساس بناء على تفاهم مع الحريري بخصوص مواضيع محددة.

هل لهذا اللقاء أي تداعيات بالنسبة للعلاقات اللبنانية السورية المستقبلية؟ يؤكد علوش أن هذا اللقاء لا يزال على المستوى الفردي أما قرار العلاقات أو فتحها على المستوى الرسمي يعود إلى الحكومة، والحريري سيكون بالمواجهة مع فتح العلاقات مع سوريا كما يحاول أن يفعل جبران باسيل.

عودة اللاجئين

ماذا عن عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا ألا تحتاج برأيك إلى فتح العلاقات الرسمية مع سوريا كما يؤكد البعض؟ يرى علوش أن كل المؤشرات تدل على أن نظام الرئيس السوري بشار الاسد يسعى إلى عدم إعادة أي من اللاجئين السوريين لأسباب مذهبية، لأن بشار الأسد شعر بالأمان أكثر في إبعاد نصف الشعب السوري من طائفة محددة، خارج البلاد، إذا أراد بشار الأسد فعليًا إعادة الشعب السوري فما عليه إلا أن يفتح الحدود، ويعلن أن سوريا أصبحت آمنة، والعودة تتعلق بالوضع الأمني والسياسي في سوريا، ولا تتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية.

ماذا عن ما أشيع عن احتمال استقالة الحريري من رئاسة الحكومة بعد الضغوطات التي تعرض لها، ومنها لقاء باسيل المعلم؟ يؤكد علوش أنه حتى الساعة لا معطيات في هذا الموضوع، ولا يظن علوش أن الاستقالة تفيد بل تكون طلبًا من الطرف الآخر لإحراج الحريري.

الحريري وعون

وردًا على سؤال لأي مدى لقاء المعلم باسيل ساهم في تأزيم العلاقة بين عون والحريري؟ يرى علوش أن هذا نوع من الخيانة والتفاهمات التي حصلت، ولكن إلى أي مدى ستصل؟ كل ما نعرفه أن الحريري الإبن يعيش حاليًا ما مر به والده رفيق الحريري في فترة سابقة، وهو وضع شديد الصعوبة، لكن همّ سعد الحريري الأساسي يبقى إعطاء البلد كيفية الصمود على المستوى الإقتصادي بانتظار المراحل المقبلة التي ستشهد تفاهمات سياسية كبرى.