«إيلاف» من الرباط: اختارت الرسامة الإسبانية كارمن كولوغان " المشي في الغابة لتعيش الجزيرة" شعارا لمعرضها الفني الجديد المقام حاليا، ويستمر الى غاية 15 أكتوبر المقبل، تحت مسمى "حدائق الصحراء" في قاعة "باب الرواح" بمدينة الرباط.

لوحات بمقاسات وأحجام مختلفة، تتخذ من الشجرة محورا لها، ومنطلقا فنيا لتجسيدها في أشكال وتلوينات تثير في نفس المتلقي الكثير من الإحساس بالبهجة، وتسافر به بعيدا في عالم الخيال.

ونظم المعرض بتنسيق مشترك بين وزارة الثقافة والاتصال، والمعهد الثقافي الإسباني سيرفانتيس، والقسم الثقافي لسفارة اسبانيا في الرباط، وأشرف على افتتاحه محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، بحضور جمع غفير من رجال الثقافة والفن والإعلام.

 الرسامة الإسبانية كارمن كولوغان تقف أمام بعض أعمالها.

 

الطيف الضوئي

في هذا المعرض، تتضح قدرة الرسامة على التحكم في تقنية الرسم، صباغة وتدرجا في اللون، واستلهاما من الشجرة، كمكون رئيسي، بما تحمله من معان بين أغصانها، سواء المشرئبة نحو الأفق، أو المنحنية نحو الأرض مثقلة بثمارها.

ومن خلال متابعة المسار الفني للرسامة كولوغان، يتضح جليا أنها عاشقة للطبيعة في مختلف تجلياتها، وتحولات فصولها، وينعكس ذلك بشكل كبير في مجمل أعمالها التي تضج بالرؤى والصور المتموجة بالألوان،التي تتضح من قبسات الطيف الضوئي.

وقد تكون الرسامة الإسبانية كولوغان،بملامحها الدقيقة، وقامتها الصغيرة، غير معروفة لدى شريحة واسعة من الجمهور المغربي، غير أن المهتمين بتطورات المشهد التشكيلي، يدركون أن لها مكانة واسعة في الحقل الثقافي ببلدها جراء مساهماتها في العديد من المعارض والتظاهرات الفنية.

أسلوب خاص

ولعل أسطع مثال على ذلك، هو خوضها تجربة الجداريات على جدران العمارات، وإقامة بعض منحوتاتها في الساحات العمومية،في اسبانيا، بغية إضفاء لمسات من الفن على فضاءات التلاقي بين الناس.

وبانغمارها في هذا التوجه الفني، تؤكد كولوغان، أنها تخدم البيئة من اجل الحفاظ عليها، وحمايتها من المزيد من التدهور الذي بات يلاحق كل روافد الطبيعة، نتيجة الاحتباس الحراري، الذي لايؤدي سوى إلى إلحاق الضرر بكل أسباب الحياة.

لا تحتاج كولوغان إلى توقيع لوحاتها باسمها، ذلك أن بصمتها كرسامة ذات أسلوب تشكيلي خاص، في التعامل مع الألوان دليل على هويتها وطبيعة عملها.

شعار المعرض في بهو قاعة باب الرواح بالرباط.

لوحات ورسائل

ويحمل معرض "حدائق الصحراء" ضمن لوحاته عدة رسائل موجهة لمن يعنيهم الأمر، إنه يحذر من أن تتحول الأرض إلى صحراء قاحلة، لانبات فيها، ويوجه في نفس الوقت دعوة إلى الاحتفاء بالشجرة كرمز من رموز الحياة في أحسن تمظهراتها.

وبالإضافة إلى ذلك، فهو يحيل، حسب منظمي المعرض، على معطى أساسي يتمثل في بعض أوجه التشابه الحاصل بين بعض الأشجار وكذا مكونات الغطاء النباتي في المجال الجغرافي في امتداداته بين الجنوب في المغرب وجزر الخالدات.

وسيكون من حظ سكان مدينة تطوان، في شمال المملكة المغربية، أن يطلعوا على هذا المعرض الذي سينتقل إلى مركز الفن الحديث لنفس المدينة، لمدة شهر كامل ،ابتداء من 27 أكتوبر المقبل إلى غاية 27 نوفمبر المقبل .

وبالمناسبة، عبرت الرسامة كولوغان عن استعدادها لتنظيم أكثر من ورشة فنية لصالح الجيل الجديد، واضعة تجربتها الفنية رهن إشارته، لتتقاسمها معه، بكل أريحية، على أمل الاستفادة منها.