رفض المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني محاولات تقسيم العراق واقتطاع شماله، ودعا جميع الاطراف العراقية إلى الالتزام بالدستور، وطالب الحكومة بعدم المساس بحقوق الأكراد، وأكد ضرورة اللجوء إلى المحكمة الاتحادية لحل النزاع بين حكومتي بغداد وأربيل.

إيلاف من لندن: قال أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 جنوب بغداد) وتابعتها "إيلاف"، إن العراق وما كاد أن يتجاوز محنة الارهاب الداعشي بفضل تضحيات رجال القوات المسلحة والقوى المساندة لها حتى اصبح في مواجهة محنة جديدة من خلال محاولة تقسيم البلاد، واقتطاع شمالها عبر اقامة دولة مستقلة، حيث تمت منذ ايام اولى تلك الخطوات، على الرغم من كل الجهود والمساعي لثني سلطة الاقليم عن المضي في هذا المسار، في إشارة إلى الاستفتاء على الانفصال الذي نظمته سلطات اقليم كردستان الاثنين الماضي.

واضاف ان المرجعية الشيعية العليا التي طالما اكدت على ضرورة وحدة العراق شعبًا وارضًا، وعملت ما في وسعها لنبذ الطائفية والعنصرية وتحقيق التساوي بين جميع مكونات البلاد تدعو جميع الاطراف إلى الالتزام بالدستور العراقي نصًا وروحًا واللجوء في النزاعات بين الحكومتين المركزية وفي الاقليم إلى المحكمة الاتحادية العليا والالتزام بقراراتها واحكامها. 

وحذرت المرجعية من ان التوجه إلى الانفصال والتقسيم وجعله امرًا واقعًا سيؤدي إلى ردود فعل داخلية وخارجية غير محمودة وعواقب خطيرة تمس بالدرجة الاولى الاخوة الأكراد وتفسح المجال لتدخل العديد من الاطراف الاقليمية والدولية في الشأن العراقي لتنفيذ اجندتها الخاصة على حساب مصالح الشعب العراقي كله.

ودعا ممثل السيستاني مسؤولي الاقليم إلى الرجوع إلى المسار الدستوري لحل المسائل العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم.. وطالب الحكومة العراقية والقوى السياسية الممثلة في البرلمان العراقي إلى مراعاة جميع خطواتها وقراراتها المحافظة على الحقوق الدستورية للاخوة الأكراد وعدم المساس بها.

وشدد على المواطنين بأنه يجب ان لا تؤثر التطورات السياسية الاخيرة على العلاقات المتينة بين ابناء الوطن عربًا وأكراداً وتركماناً وغيرهم، وانما جعلها مدعاة لمزيد من التواصل بينهم وتجنب ما يسيء إلى اللحمة الوطنية بين المكونات العراقية.

ويأتي موقف السيستاني هذا في وقت يترقب اقليم كردستان العراق حظرًا جويًا على الطيران في اجوائه مساء اليوم تنفيذًا لقرارات عقابية لبغداد ضد الاقليم على خلفية اجرائه استفتاء الانفصال. 

وقد اعلنت شركات طيران مصرية ولبنانية واماراتية واردنية وتركية وايرانية وقطرية تعليق رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية بناء على طلب الحكومة العراقية من شركات الطيران كافة العاملة إلى إربيل والسليمانية بوقف تشغيل جميع الرحلات الجوية إلى هاتين المدينتين بدءًا من اليوم الجمعة وحتى اشعار آخر.

 وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعلن الثلاثاء ان حكومته قررت حظر الطيران الدولي من وإلى اقليم كردستان الشمالي، وقال ان الحكومة قررت فرض حظر على الرحلات الجوية من وإلى كردستان العراق خلال 3 أيام تنتهي الجمعة إن لم تخضع مطارات الإقليم للحكومة الاتحادية. 

وامس، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق رفضها لقرارات مجلسي الوزراء والنواب العراقيين ضد الاقليم، ووصفتها بأنها عقوبة جماعية ضد شعب الاقليم غير دستورية ولا شرعية، وطمأنت الدول المجاورة ودول المنطقة بأن استفتاء إقليم كردستان لن تكون له مخاطر على أمنها القومي.