«إيلاف» من لندن: شهدت مدينة طرطوس مساء الجمعة تشييعاً جماعياً لتسعة عشر عنصراً من قوات النظام السوري وميليشيات موالية له ممن لقوا مصرعهم في غوطة دمشق الشرقية بكمائن، لفصيل فيلق الرحمن التابع للجيش السوري الحر، أودت بحياة العشرات من قوات الحرس الجمهوري التي كانت تحاول اقتحام بلدة عين ترما.
‎وقد اعترفت شبكاتٌ عدة موالية للنظام بانتشال 45 جثة من عناصر اللواء 105 من الحرس الجمهوري وميليشيات مجموعات النسور وميليشيات جمعية البستان.

‎ولفتت المصادر إلى نقل 19 جثة إلى طرطوس لتشييعها بشكل جماعي من المستشفى العسكري هناك.

فيما تحدثت صفحة أخبار طرطوس وريفها الموالية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك "عن ما أسمته "معنويات عالية لجيش النظام السوري" بعد تفجير جوبر في ريف دمشق .

‎جبهة عين ترما

 كان قد أعلن فيلق الرحمن انه تمكن من قتل قرابة 50 عنصرا من مقاتلي النظام على جبهة عين ترما في الغوطة الشرقية خلال 24 ساعة حيث كانت قوات النظام تنفذ هجمات عنيفة على المنطقة المتاخمة للعاصمة في حي جوبر وعين ترما.
‎ويخوض فيلق الرحمن معارك حامية مع قوات النظام بالقرب من العاصمة دمشق، ويردد قياديو الفيلق إن قوات النظام لم تلتزم باتفاق التهدئة الذي وُقّع بضمانة روسية مؤكدين أن الحملة العسكرية مستمرة على الغوطة الشرقية منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
و نشر فيلق الرحمن صوراً للكمين الحادي عشر الذي نفذه بجنود النظام منذ بدء الحملة العسكرية على الغوطة، حيث تلقى النظام ضرباتٍ قويةٍ جداً أدت لمقتل أكثر من 100 من جنوده خلال أقل من يومين.
‎وقال وائل علوان المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن في تصريحات متفرقة إن" الفيلق تمكن ظهر الخميس الماضي من تفجير سلسلة أنفاق على جبهات عين ترما ما أدى لمقتل أكثر من 50 مقاتلاً من الفرقة الرابعة في قوات النظام مما جعل الغوطة تتعرض عقب الكمين الأخير لقصف انتقامي.

خسائر كبيرة للنظام
‎وفِي الكمين الأول الذي جرى الأربعاء الماضي تمكن فيلق الرحمن خلاله من استهداف دبابة خلال محاولة قوات النظام اقتحام بلدة عين ترما في ريف دمشق.

وأدى الكمين إلى عطب الدبابة ومقتل العناصر المقتحمة معها ولم يستطع النظام سحب الدبابة بعد وقوعها داخل الكمين فعمل على تفجيرها.
‎بينما الكمين الثاني قتل فيه أكثر من 15 عنصرا من عناصر الفرقة الرابعة .كما نفذ الفيلق كمينا على منطقة جسر المشاة في جبهة عين ترما، وقتل خلاله من 40 إلى 45 قتيلا للنظام حسب ما تم الاعلان عنه لدى وسائل اعلام المعارضة.
‎ ‎وقال علوان تعليقا على الخروقات المتكررة للنظام لاتفاق التهدئة "لم نلمس أية جدية لإجبار النظام على الالتزام بالاتفاق سواء بما يتعلق بوقف العمليات أو فتح المعابر كما لم تكن هنالك خطوات عملية للعمل على ملف المعتقلين".
‎واعتبر أن "توقيع اتفاق تخفيف التوتر مع موسكو في جنيف يوم 16 آب(أغسطس) لم يوقف الحملة المستمرة على الغوطة رغم التزام فيلق الرحمن ببنود الاتفاق بشكل كامل"..
تببيض سجون المعارضة
في غضون ذلك جرت الخميس الماضي عملية تبادل أسرى بين جيش الإسلام وهو من أكبر فصائل الجيش الحر في الغوطة وفيلق الرحمن، بعد أن كان العشرات من الطرفين قد اعتقلوا جراء الاقتتال الذي دار بينهما خلال الأشهر الماضية في الغوطة الشرقية.
‎جيش الإسلام أطلق خلال العملية 24 أسيراً لفيلق الرحمن، وفي المقابل أفرج عن 14 أسيراً لجيش الإسلام .

هذا الاتفاق الذي طالب به المعارضون والسكان المحليون أتى كمساعٍ للجان مدنية في الغوطة كما أن هذه عملية التبادل جاءت لتبييض سجون الطرفين عقب أحداث العنف التي اندلعت بينهما على مدار الأشهر الماضية.
‎وكان جيش الإسلام شن في 28 أبريل الماضي هجوماً عنيفاً على مواقع هيئة تحرير الشام في الغوطة الشرقية، ما فتح معارك داخلية شرسة شارك فيها فيلق الرحمن أيضا.
وفِي حين قرر جيش الاسلام أن يوقع على اتفاقية خفض التوتر مع روسيا في القاهرة برعاية مصرية اختار فيلق الرحمن أن يوقع منفردا منتصف أغسطس الماضي حيث وقّع فيلق الرحمن مع النظام اتفاقاً أدخل الغوطة ضمن اتفاق تخفيف التوتر بضمانة موسكو وينصّ على وقف القتال وفك الحصار عن المنطقة التي يفرض عليها النظام طوقا أمنيا محكما منذ أربع سنوات.
‎ويوم السبت الماضي اتفق أيضا جيش الإسلام وفيلق الرحمن على إزالة السواتر الترابية بينهما، وفتح الطريق بين بلدتي مسرابا وحمورية في الغوطة الشرقية الذي أغلق بالسواتر الترابية منذ الاقتتال الأخير .
‎وأعلنت القيادة الموحدة للغوطة آنذاك أن هناك خطوات عملية لإنهاء الملف بين الطرفين.