لندن: صدر هذا الصيف كتاب يقدم بديلاً راديكالياً عن الاستغراق في الذات الذي أصبح سمة عام 2018. وهذا البديل هو أن تنام لمدة عام!&

الراوية مجهولة الأسم في كتاب اوتيسا موشفيغ الشيق "سنتي من الراحة والاسترخاء" My Year of Rest and Relaxation، شابة يتيمة في الرابعة والعشرين تعيش في مانهاتن. وهي حسناء درست في جامعة كولومبيا وتعيش في بحبوحة من ميراث والديها. وتقضي الراوية ساعات في مشاهدة الافلام لأن أحداث الرواية تدور في السنة التي سبقت هجمات 11/9 على مركز التجارة العالمي في نيويورك.&

في حياة الراوية شخص واحد الى جانب طبيبها النفسي. وهذا الشخص هو صديقتها الحميمة ريفا التي لا تراها إلا عندما تزورها بلا دعوة في شقتها غير المرتبة للشكوى من مشاكلها. وتقول الراوية انها تشعر بالراحة والانزعاج حين تزورها ريفا كمن يحاول الانتحار ويقاطعه شخص في غمرة محاولته.&

نشأت الكاتبة اوتيسا موشفيغ في ضواحي بوسطن وهي تعيش الآن في لوس انجيليس بعد سنوات مارست فيها كل شيء، من التدريس في مانهاتن الى العمل في حانة يرتادها البانك في الصين.&

ويصور كتابها "سنتي من الراحة والاسترخاء" ما يعنيه ان يكون المرء حياً. وتمد الرواية جسراً بين الوقت الحاضر بهواجسه الدينونية وأشهر الفوضى المرتبطة بهجمات 11/9. وهما فترتان توحيان بأن كل شيء في نهايته وربما كل شيء يبدأ من جديد مرة اخرى.&

تطرح الراوية مقترحا للنوم سنة في بداية الرواية بعد طردها من وظيفتها في صالون فني قائلة إنها كانت تعرف في قرارة نفسها انها حين تنام فترة كافية ستجدد نفسها وتمر بولادة ثانية وستكون شخصاً جديداً بالكامل "وتتجدد كل خلية من خلايا جسمي مرات كافية بحيث تكون الخلايا القديمة مجرد ذكريات ضبابية بعيدة وحياتي السابقة حلماً واستطيع أن ابدأ من جديد بلا ندم على ما فات".&

وينال مشروع الراوية لسنة كاملة من السبات دعم طبيبها النفسي الدكتور تاتل. وتخترع الراوية كوابيس جامحة للحصول على أدوية ذات مفعول قوي تساعدها على تنفيذ مشروعها. وفي سنة 2000 يكون طبيبها أكثر من مستعد للاستجابة الى رغبتها. وتصبح الرواية رسالة حب معتوهة موجهة الى التطبيب الذاتي فتصف الراوية حبوبها وصفاً شعرياً كما يصف الهائم موضوع هيامه.&

ومن بين جميع الحبوب يحقق لها دواء (خيالي) اسمه امنفرميترول ما تريد. فكل حبة من هذا الدواء تمنحها ثلاثة أيام من الغياب الهانئ عن العالم. وبعد احد هذه الغيابات تستيقظ في شقتها على اخبار فيضانات وكوارث.&

وتكتشف على يدها ختم نادٍ ليلي لم تزره قط وعلى الطاولة الصغيرة قنينة فارغة من الكحول وإناء فارغ لمكعبات الثلج وخطوط من اقراص زاناكس المسحوقة وسكين جزار وصفحة منزوعة من كتاب "فن السعادة"، والأهم من ذلك كله صور جميع الغرباء الجميلين الذين خرجت تلهو معهم خلال غيابها عن الوعي: صبايا بأحمر شفاه داكن وصبيان بعيون حمراء وتوأمان يرتديان ملابس الفيس بريسلي وفتاة تمسك شريطاً ربطت به جرذا بسلسلة دراجة هوائية معلقة على صدرها.&

يمكن ان تتحول الرواية الى قصة مثيرة تلتبس فيها الذاكرة أو رحلة مظلمة مع مخاطر الصناعة الصيدلانية، ولكن الكاتبة موشفيغ تختار إرساء الرواية في رؤيتها لفتاة ضائعة بكل بساطة، وهي صورة مثلى لشخص يريد يائساً أن ينام لكي يشعر اخيراً انه مستيقظ.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "آي دي". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://i-d.vice.com/en_uk/article/kzykjx/ottessa-moshfegh-my-year-of-rest-and-relaxation-2018