الرباط : قالت وزارة الصحة المغربية، الجمعة، إن المغرب يسجَّلُ سنوياً ما يزيد عن 25 ألف حالة تسمم بلسعات العقارب، وحوالي 350 حالة تسمم بلدغات الأفاعي.

وأوضحت الوزارة، في بيان تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أن فصل الصيف يسجل ارتفاعاً في عدد حالات الإصابة بلسعات العقارب ولدغات الأفاعي في بعض المناطق، خاصة في القرى .

وأبرز بيان الوزارة أن نسبة الوفيات الناتجة عن لسعات العقارب تقلصت، بفضل الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة، من 1,7 بالمائة في 1999 (82 حالة وفاة) إلى 0,25٪ (51 حالة وفاة) في 2017؛ فيما سُجِّل انخفاض مهم في نسبة الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي والثعابين، إذ انخفضت نسبة الوفيات الناتجة عن هذه اللدغات من 2,88 بالمائة (6 حالات وفاة من 208 حالة لدغة) في 2012 إلى 1,96 بالمائة (08 حالات وفاة من 408 حالة لدغة) في 2017، خاصة بعد أن تم تزويد المستشفيات بالمناطق الأكثر إصابة بالمعدات الطبية والأدوية الضرورية، وتوزيع كميات كافية من تركيبة دوائية ضد لسعات العقارب، ومن الأمصال المضادة للدغات الأفاعي، وكذا تكوين الأطر الطبية والتمريضية في هذا المجال.

واستدرك البيان بالقول إن المصالح المختصة في وزارة الصحة ترى أن "القضاء على لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، يستوجب التحكم في المسببات البيئية والمجالية"، مع تشديده على أن مكافحة آفة التسممات تظل أولوية وزارة الصحة، ولكن لا يمكن لوزارة الصحة أن تواجه هذه الإشكالية من الجانب الصحي فقط، بل من الضروري مساهمة وانخراط جميع الفعاليات الحكومية وغير الحكومية، التي تهتم بمجالات السكن والتجهيز والتربية والتعليم والإعلام والتنمية المحلية.

وللوقاية من المخاطر المرتبطة بالإصابة بلسعات العقارب ولدغات الأفاعي، نصحت وزارة الصحة المواطنات والمواطنين، خاصة الأطفال، باتباع مجموعة من التدابير لتفادي تعرضهم لخطر التسمم جراء لسعات العقارب ولدغات الأفاعي: كعدم إدخال الأيادي في الحفر والجحور، وعدم الجلوس في الأماكن المعشوشبة وبجانب الأكوام الصخرية، مع ضرورة تحريك الأحذية والملابس الواقية قبل ارتدائها والانتباه في حالة القيام بعمل ميداني أو رفع الحجارة.

ولتجنب تكاثر العقارب والأفاعي بجانب المناطق السكنية، دعت إلى إزالة الأعشاب الموجودة قرب المنازل وصيانة الساحات المحيطة بها، مع إغلاق الغيران والثقوب التي قد توجد على مستوى الجدران والأسقف، بالإضافة إلى تبليط الجدران الموجودة داخل المنازل وخارجها، لتصبح ملساء على ارتفاع متر على الأقل، قصد منع العقرب أو الأفعى من تسلق الجدران والولوج إلى المنازل، مع تخزين الخشب والمتلاشيات في أماكن خاصة، للحيلولة دون إيجاد هذه الحيوانات لمخابئ.

كما أبرزت الوزارة أن تزويد السكان بالكهرباء وتوفير الماء وكذا الجمع المنتظم للنفايات يلعب دوراً مهما في هذا المجال.

وفي حالة حدوث إصابة، أكدت الوزارة على ضرورة التعجيل بنقل المصاب إلى أقرب مصلحة للمستعجلات الاستشفائية، مشيرة إلى أن كل تأخير في تلقي العلاج له نتائج سلبية وينقص من فعالية التدخل العلاجي، وحذرت، في ذات الوقت، من أن استعمال الطرق التقليدية للعلاج كربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط أو مص أوكي مكان اللدغة واستعمال مواد كيماوية أو أعشاب، تنتج عنه في غالب الأحيان مضاعفات خطيرة.

وبخصوص استعمال الأمصال، أكدت الوزارة، في بيانها، أن العلاج بالمصل المضاد للسعات العقارب تم حذفه من بروتوكول العلاج، وذلك لعدم فاعليته والتي قالت إن معظم الدراسات والأبحاث العلمية أثبتتها؛ فيما بينت الدراسات الدوائية أن استعمال المصل المضاد للسعات العقارب يمكن أن يعرض المصاب لخطر الصدمة الناتجة عن فرط في الحساسية، مما قد يؤدي الى الوفاة.

أما بالنسبة للدغات الأفاعي، فالعلاج بالمصل، يضيف بيان الوزارة، ولو أنه غير كافٍ في حد ذاته، إلا أنه يساهم في تحسين حالة المريض، ويقي من المضاعفات ويقلص من مدة الاستشفاء، مع الإشارة إلى أن إدماج العلاج بالمصل الخاص بلدغات الأفاعي في بروتوكول التكفل العلاجي منذ سنة 2011، ويتم استيراده وتوزيعه بصفة منتظمة كل سنة، فيما يتم العلاج بالمصل المضاد لسم الأفاعي داخل المؤسسات الصحية وتحت إشراف طبيب متخصص، شريطة أن ينقل المصاب، على وجه السرعة، إلى المستشفى لتلقي العلاج.
&