سوق في تركيا
Reuters

علّقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على الأزمة الاقتصادية التركية وذلك بعد أن فقدت الليرة أكثر من 40 في المائة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي.

وحاول كُتّاب بحث الأسباب الحقيقية الكامنة في الاقتصاد التركي التي أدت إلى الأزمة، وانتقد آخرون خطاب الساسة الأتراك الذي يُرجع أسباب تدهور العملة المحلية إلى "مؤامرة".

"اختلالات هيكلية"

ويحلّل عادل خالص في صحيفة هسبريس الإلكترونية المغربية أسباب الأزمة، فيقول إن "القراءة الموضوعية للتجربة الاقتصادية التركية على مدى ثلاثين سنة تؤكد أن الدولة، بقدر ما تسعى إلى تثبيت نفسها ضمن الدول الأقوى اقتصاديا، بقدر ما لحقت بها بعض الاختلالات التي تعرفها الاقتصاديات الناشئة ذات التكثيف الرأسمالي القائم على الانفتاح الاقتصادي وتحرير الأسواق".

ويضيف: "فقد تبدو المؤشرات الماكرو-اقتصادية لتركيا جيدة ظاهريا، إلا أن بنيتها الاقتصادية تعاني من اختلالات هيكلية، تعد السبب الرئيسي في تدهور الليرة".

ومن هذه الاختلالات، بحسب رأيه، "سياسة التوسّع النقدي، وتدويل أسواق المال التركية، وتحرير حركة رأس المال عبر إلغاء القيود على استثمارات الأجانب في الأسهم والأوراق المالية ... ولجوئها إلى تعويم عملتها في 2001 تحت ضغوط صندوق النقد الدولي ... والنمو المدفوع بالديون".

ويشير إلى أن معظم هذه الديون وُجّهت إلى قطاع الإنشاءات والبناء، "ما أدى إلى تضخم الفقاعة العقارية وخلق ما يصطلح عليه بالازدهار الكاذب، الذي سرعان ما ينقلب إلى انكماش وكساد بمجرد حدوث أزمات اقتصادية".

سوق في تركيا
Reuters

وفي صحيفة القدس العربي اللندنية، يقول نجاح محمد علي إن انهيار الليرة "مرتبط أساسا بطبيعة النظام المالي، وجاء نتيجة حتمية لعجز الميزان التجاري الذي يصل إلى 85 مليار دولار سنوياً، والديون الخارجية على تركيا التي زادت عن 400 مليار دولار، ومنها نحو 102 مليار دولار ديون قصيرة الأجل".

ويضيف أن "75 في المائة من رؤوس الأموال المتداولة في سوق الاستثمار التركي هي أموال أجنبية و65 في المائة من البنوك في تركيا بنوك أجنبية و74 في المائة من الأسهم والسندات المتداولة في البورصة التركية هي لأفراد و شركات أمريكية وألمانية وأوروبية".

ويرى أن كل هذه العوامل، تجعل العملة الوطنية "عرضة لهزات من قبيل تغريدة عدائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تربك السوق وتؤثر على ثقة المستثمرين".

وتعليقاً على العقوبات الأمريكية على أنقرة التي أدت إلى تصاعد حدة التصريحات بين البلدين، يتوقع عبد الكريم السويلميين في الرأي الأردنية أن تشهد التصريحات التركية "تصعيدا واشتباكا سياسيا مع واشنطن".

ولكنه يرى أن "تظل تركيا حريصة على عدم وصول العلاقات مع الولايات المتحدة لقطيعة كاملة أو أزمة مستفحلة".

ويُرجع "الأسباب الحقيقية" للأزمة بين البلدين إلى "الملفات الخلافية بين الشريكين الاستراتيجيين، والتي في مقدمتها الملفات الإقليمية (الملف السوري والقضية الفلسطينية) ومعارضة تركيا للعقوبات الأمريكية على إيران، ناهيك عن تقارب أنقرة مع موسكو".

أردوغان
Reuters

"انقلاب اقتصادي"

وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، يقول سلمان الدوسري إن الساسة الأتراك لجأوا إلى الحديث عن "مؤامرة" على اقتصاد بلادهم.

ويقول: "بالطبع، فإن مبرر المؤامرة كان الأسهل تناولا لدى سياسيي أنقرة، بدلا من الاعتراف بما يحدث، كان من الصعب عليهم الإقرار بهشاشة الاقتصاد التركي".

وترى جريدة الشرق القطرية أن الأزمة الاقتصادية في تركيا "انقلاب اقتصادي".

وتقول في افتتاحيتها: "مثلما منيت المحاولة الانقلابية التركية في 15 يوليو 2016 بالفشل، بعد أن استجاب الشعب التركي لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالنزول إلى الشارع والتصدي للانقلابيين ودحرهم، سيكون مصير محاولة الانقلاب الاقتصادي في تركيا أيضا الفشل الذريع، وذلك بفضل التلاحم بين القيادة التركية وشعبها الذي أثبت صلابته وقدرته على التصدي لكل الأخطار التي تواجه بلاده".

-----------------------------------------------------

يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.