نصر المجالي: وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صفعة علنية لرئيس تركيا الذي يحاول شق الصف الأوروبي من خلال باريس، وأبلغه بأن ليس هناك هناك فرصة لتحقيق أي تقدم في انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي.

وخاطب الرئيس الفرنسي ضيفه رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك جمعهما في قصر الأليزيه في باريس بأن ثمة مخاوف بشأن حقوق الإنسان منذ حملة التطهير التركية في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.

وقال ماكرون لأردوغان يوم الجمعة أن على الدول الديمقراطية احترام حكم القانون في معركتها ضد الإرهاب فيما عبر عن مخاوفه بشأن مصير طلاب ومدرسين وصحفيين معتقلين في تركيا. وأكد لنظيره التركي أن هناك خلافات بينهما حول رؤية كل منهما لحقوق الإنسان.

وأضاف الرئيس الفرنسي: "على نظمنا الديمقراطية أن تكون قوية في تصديها للإرهاب... لكن في الوقت ذاته على نظمنا الديمقراطية أن تحمي حكم القانون بشكل كامل".

ونوه إلى أن التطورات الأخيرة في تركيا لم تسمح بأي تقدم في عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي المستمرة منذ عقود. وقال إنه ينبغي أن تغير المناقشات محور تركيزها مشيرا إلى إمكانية التحدث عن (شراكة) لا ترقى لمستوى العضوية الكاملة.

حد للنفاق

وقال ماكرون إنه حان الوقت كي نضع حدا للنفاق في التظاهر بأن ثمة إمكانية لتحقيق تقدم في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وأضاف: "فيما يتعلق بقضية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإنه من الواضح أن التطورات والخيارات الأخيرة لا تسمح بأي تقدم في العملية التي نشارك فيها".

وقال ماكرون إنه أثار مع إردوغان قضايا صحفيين وأفرادا بعينهم من جامعة غلطة سراي لكنه أحجم عن الخوض في تفاصيل.

وعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من حملة أمنية في تركيا جاءت بعد محاولة الانقلاب في يوليو 2016 واستهدفت من تشتبه السلطات في أنهم مؤيدون له.

وأدت الحملة الأمنية إلى اعتقال نحو 50 ألف شخص في انتظار محاكمتهم ووقف أو فصل 150 ألفا آخرين من العمل بما يشمل مدرسين وصحفيين وقضاة.

تركيا سئمت

ومن جانبه، قال أردوغان إن تركيا سئمت من المناشدة المتواصلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، واتهم الاتحاد الأروبي بالخداع وتضييع وقت تركيا، وشدد على أن غالبية الأتراك "لم يعودوا يرغبوا في الاتحاد الأوربي."

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك، هاجم أردوغان صحفيا كان قد سأله عن مزاعم بإرسال تركيا أسلحة إلى سوريا. وطلب الصحفي من الرئيس التركي التعليق على تقرير نشرته صحيفة "جمهوريت" التركية عام 2015 كان قد ذكر أن الاستخبارات التركية أرسلت أسلحة إلى سوريا.

ورد الرئيس التركي باتهام الصحفي بأنه يتحدث كما لو كان عضوا في حركة رجل الدين فتح الله غولن، التي يحملها أردوغان مسؤولية الوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.

ودافع أردوغان، الذي يهيمن على المشهد السياسي التركي منذ 15 عاما، عن الحملة قائلا إن بعض الصحفيين يشجعون على الإرهاب بكتاباتهم.

وأضاف ”هؤلاء أشخاص ينظر إليهم على أنهم مفكرون. يسقون (الإرهاب)... من خلال أعمدتهم بالصحف... وفي أحد الأيام تجدهم وقد ظهروا كإرهابيين أمامك“.