كشف مرصد حقوقي عراقي عن قيام احزاب سياسية عراقية بالعمل على إعادة النازحين قسريًا إلى مناطق سكناهم، رغم أنها ما زالت غير آمنة أو مهيّأة لهذه العودة.. في حين تعرضت مدن عراقية إلى 38 هزة أرضية خلال أربع ساعات اليوم.

إيلاف من لندن: قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "بعض الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة العراقية، وتحديداً تلك التي تُسيطر على محافظة الأنبار الغربية تعمل على إعادة النازحين قسرياً بغية إجراء الإنتخابات في موعدها المُحدد". 

وأشار إلى أنّ العودة غير الآمنة للنازحين، ستحرم عشرات الآلاف من ممارسة حقهم الإنتخابي، وستخلق حالة من عدم التكافؤ بين الناخبين والمُنتخبين.

واوضح المصدر في تقرير اليوم، اطلعت على نصه "إيلاف"، أنّه قد رصد وجود أشخاص ينتمون لأحزاب سياسية في محافظة الأنبار يرغبون بعودة النازحين في مخيمات عامرية الفلوجة الى مناطقهم غير الآمنة في محافظة الأنبار. 

وأضاف أن "بعض الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة العراقية، وتحديداً تلك التي تُسيطر على محافظة الأنبار، تعمل على إعادة النازحين قسرياً بغية إجراء الإنتخابات في موعدها المُحدد".

وشدد على أن "إحترام التوقيتات الدستورية الخاصة بالإنتخابات ضروري جداً، شرط أن لا يكون ذلك على حساب حياة الناس وأمنهم".. محذرا من ان "العودة غير الآمنة والقسرية من مناطق النزوح، لن تُسهم في وصول جميع الناخبين لمراكز الإقتراع، وستحرم الكثير منهم من ممارسة حقهم الإنتخابي".

وبين إن "بعض نازحي مخيمات عامرية الفلوجة لا يستطيعون العودة لمناطقهم بسبب إتهام بعضهم بالإنتماء لتنظيم داعش وهذه مُشكلة أخرى تتعلق بعودتهم".

ونقل المرصد عن نازح في مخيم عامرية الفلوجة، ويُدعى أحمد الحلبوسي قوله "زارنا قبل أيام أشخاص قالوا إنهم من حكومة الأنبار المحلية وطلبوا منا العودة لمناطقنا بإعتبارها صارت آمنة، ولم نشك لحظة بكلامهم، لكن بعد عودة عشر عوائل عرفنا أن مناطقنا غير صالحة للعيش وأن الغاية من العودة هي المشاركة في الإنتخابات".

كما قالت إمرأة وهي قريبة أحمد الحلبوسي، إنها سمعت من عناصر الأمن المسؤولين عن حماية المخيمات وهم ينتمون للحشد العشائري، بضرورة العودة لمناطقهم لأن الحكومة العراقية ستغلق المخيمات قريباً".
وقررت الحكومة العراقية إجراء الإنتخابات التشريعية وإنتخابات مجالس المحافظات في 12 مايو 2018، في وقت مازال هناك أكثر من مليوني مواطن عراقي في مخيمات النزوح.

وكان يان كوبيش الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق قد حذر مؤخرًا من أن شكوكًا ستثار حول مصداقية الانتخابات المقبلة في البلاد إذا ما أجريت قبل عودة النازحين إلى مناطقهم.

وطالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي "بالتحقيق في عمليات الترغيب التي تُمارسها بعض الأحزاب السياسية من أجل إعادة النازحين لمناطق غير صالحة للعيش".

38 هزة أرضية في مدن عراقية خلال أربع ساعات

إلى ذلك، أعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي في العراق اليوم عن حدوث 38 هزة أرضية بين الساعتين العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر اليوم موضحة ان قوتها تراوحت بين 2.7 و5.5 على مقياس ريختر العالمي لتسجيل قوة الهزات الأرضية.

وأشارت الهيئة في بيان تابعته "إيلاف" إلى أنّ النشاط الزلزالي ما زال مستمرا في المنطقة لهذا اليوم موضحة ان العدد الكلي للهزات الأرضية الرئيسية والارتدادية المسجلة لديها لغاية الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم بلغت 38 هزة. وقالت إن الهزات الأرضية حدثت في إيران المجاورة لكن ارتداداتها في بغداد ومدن عراقية اخرى قد شعر بها المواطنون.

ودعت الهيئة المواطنين إلى الهدوء والابتعاد عن الشائعات التي تتعلق بالزلازل والهزات الأرضية وطالبتهم باتباع التعليمات الخاصة بالزلازل لضمان سلامتهم في حال حصول زلزال مدمر حول كيفية إخلاء المنازل والادارات الحكومية، والطرق الصحيحة للنجاة في حال حوصر الشخص في مبنى ما.

وفي وقت سابق اليوم، ضربت هزات أرضية بغداد ومدناً أخرى جنوبها مركزها يبعد عن العاصمة العراقية 104 كيلومترات.

وقالت الهيئة العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي العراقية إن الهزة الأرضية التي شعر بها المواطنون في بغداد ومناطق أخرى من العراق صباح اليوم حدثت قرب مدينة مندلي بمحافظة ديإلى شمال شرق بغداد. 

وأشارت إلى أنّ الهزة وقعت على مسافة 25 كيلومتراً جنوب شرق مندلي و 104 كيلومترات جنوب شرق بغداد و بلغت قوتها 5.5 درجات على مقياس ريختر المكون من تسع درجات، وقد شعر بها المواطنون واثارت هلعهم في العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي "السابعة بتوقيت غرينتش".

وأضافت أن السكان في مركز مدينة السليمانية وحلبجة ودربنديخان بشمال العراق قد شعروا بهزة أرضية كذلك عقب هزات مماثلة ضربت محافظتي كرمان وكرمنشاه الإيرانيتين على الحدود مع العراق.

وكانت مدن عراقية شمالية وشرقية قد شهدت هزات أرضية مماثلة واقوى من الحالية وخاصة في المناطق المحاذية لإيران الشهر الماضي اسفرت عن خسائر مادية وبشرية.