لندن: تعرضت الملكة اليزابيث لمحاولة اغتيال خلال جولة في نيوزيلاندا عام 1981، لكن الحكومة النيوزيلندية تسترت على الحادث خشية أن يثني الملكة عن القيام بزيارات لاحقة للبلد، كما أفاد ضابط شرطة سابق. 

وبعد زهاء 40 عاماً على الحادث كشف المحقق السابق في الشرطة النيوزيلندية توم لويس ان مراهقاً مختلاً أطلق النار على الملكة اليزابيث لكنه اخطأها ببضع ياردات. 

وذهب لويس في مقابلة صحفية إلى أنّ كريستوفر جون لويس البالغ من العمر 17 عاماً وقتذاك اطلق النار على ملكة بريطانيا حين توقف موكبها ونزلت من السيارة لتحيي الحشد الذي تجمع في مدينة دانيدن جنوب نيوزيلندا. ولكن الحكومة النيوزيلندية سارعت إلى التستر على الحادث لأنها كانت تخشى ان يؤدي الهجوم إلى امتناع الملكة عن زيارة البلد مرة اخرى.

واضاف المحقق السابق ان الشرطة حاولت التمويه على خطورة التهديد الذي تعرضت اليه الملكة قائلة للصحافيين البريطانيين الذين كانوا يغطون جولتها إن الصوت الذي سمعوه في المكان كان ناجماً عن سقوط يافطة كبيرة من يافطات البلدية. 

وردًا على التساؤلات التي أُثيرت لاحقاً قررت الشرطة تغيير روايتها والقول إن الصوت كانت مفرقعات نارية اشعلها شخص ما على مقربة من المكان. ولكن صحيفة الديلي تلغراف نشرت تقريراً في اليوم التالي يؤيد ما قاله المحقق لويس، مشيرة إلى أنّ صوتاً بدا وكأنه صوت مفرقعات نارية سُمع في المكان، ولكن الملكة لم تلاحظ ذلك على ما يبدو.

وأصبح ما حدث سراً محفوظاً بكتمان شديد وأمرت الحكومة النيوزيلندية باتلاف البيان الذي أعدته الشرطة بشأن محاولة الاغتيال الفاشلة. وقال لويس "الحقيقة ان الملكة تعرضت إلى محاولة اغتيال وكانت القضية ساخنة سياسياً" بحيث تعين التعامل معها بتكتم. 

وكانت الشرطة نشرت تقريراً في العام نفسه يؤكد الرواية بالقول "إن اطلاق سلاح ناري خلال زيارة صاحبة الجلالة يذكرنا جميعاً بالأخطار المحتملة على افراد العائلة المالكة وخاصة خلال المشي في اماكن عامة". 

وكشف المحقق السابق ان افادة المراهق الذي اطلق النار للشرطة أُتلفت وصدرت أوامر "من مراجع عليا" بألا توجه تهمة اليه. 

وكتب كريستوفر جون لويس في سيرة حياته التي نُشرت بعد وفاته، ان مسؤولين كباراً من الشرطة كانوا يزورونه في احيان كثيرة ويلزمونه بتعهد بالتزام الصمت، وأُبلغ بأنه إذا أفشى أي تفاصيل عن استجوابه أو حتى اقتياده إلى مقر الشرطة "سيواجه مصيراً اسوأ من الموت". 

في النهاية، أُحيل إلى القضاء ولكن ليس بتهمة محاولة اغتيال الملكة بل لحيازته سلاحاً نارياً في مكان عام. وسُجن ثلاث سنوات امضى الاخيرة منها في مصح للأمراض العقلية، حيث اتضح في عام 1983 انه كان يخطط لاغتيال الأمير تشارلس.

أُفرج عن كريستوفر جون لويس في عام 1984. وفي عام 1995 اكتشفت الشرطة انه رسم طريق مرور الملكة خلال زيارتها الثانية إلى نيوزيلندا. وبعد عامين انتحر قبل ان يُقدم إلى المحاكمة بتهمة قتل أُم شابة وخطف طفلها.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/news/2018/01/13/assassination-attempt-queen-covered-new-zealand-government-ex/