نصر المجالي: في لهجة طغى عليها التحذير والتهديد، ردت طهران ودمشق وموسكو وانقرة على قرار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف فرد بالتعاون مع المعارضة السورية.

وأدت مساندة واشنطن للمقاتلين الأكراد إلى توتر العلاقات مع أحد حلفائها (تركيا) الرئيسيين في الشرق الأوسط. وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بخنق" القوة المزمع تشكيلها "حتى قبل أن تولد". 

وأعلنت الولايات المتحدة يوم الأحد عن دعمها خطط تشكيل "قوة حدودية" للدفاع عن الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلون يقودهم الأكراد وتساندهم الولايات المتحدة في شمال سوريا.

وقال أردوغان، اليوم الثلاثاء، إن القضاء على "الإرهابيين" في منبج وعفرين سيتم خلال وقت قصير، رغم الدعم من التحاف الدولي، وأوضح: "سنقضي على الإرهابيين في منبج وعفرين خلال وقت قصير رغم الدعم الذي يقدم لهم"، في إشارة إلى القوات الكردية.

وأضاف الرئيس التركي: "العملية العسكرية التركية في عفرين بسوريا سيدعمها مقاتلون من المعارضة السورية".

لا تواصل مع ترمب

كما ذكر الرئيس أنه لن يتواصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في المستقبل القريب، حول الوضع في سوريا، في حين أنه مستمر في التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال بكر بوزداج نائب رئيس الوزراء التركي إن الولايات المتحدة "تلعب بالنار" عندما تسعى لتشكيل قوة أمنية حدودية تتضمن فصائل كردية. وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية التي ستشارك في هذه القوة جماعة إرهابية.

موقف طهران

وفي طهران، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي الاعلان عن تاسيس قوة حدودية اميركية جديدة في سوريا تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخلية لسوريا ومن شأنها تصعيد الازمة فيها.

واشار قاسمي الى اعلان المسؤولين الاميركيين تأسيس قوة حدودية جديدة في سوريا، معتبراً ذلك مصداقاً عينياً للتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول والتي من شأنها المزيد من تعقيد الازمة وزعزعة الاستقرار وتأجيج المزيد من النيران في هذا البلد.

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين إن إقامة منطقة يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا قد تؤدي إلى تقسيم البلاد.

سوريا

ووصفت الحكومة السورية يوم الاثنين تشكيل الولايات المتحدة قوة حدودية جديدة بالتعاون مع الفصائل الحليفة لها في شمال سوريا بـ"الاعتداء الصارخ على سيادة ووحدة سوريا".

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية: "إن ما أقدمت عليه الإدارة الأميركية يأتي في إطار سياستها التدميرية في المنطقة لتفتيت دولها وتأجيج التوترات فيها" ما من شأنه إعاقة أي حلول للأزمات فيها.