واشنطن: يقبل العام 2018 على دونالد ترمب حاملا مفاتيح مستقبل رئاسته مع التهديد بفقدان اكثريته في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر التشريعية التي تعتبر نقطة انطلاق للحملة الرئاسية المقبلة.

وغالبا ما شكلت انتخابات منتصف الولاية اقتراعا عقابيا للحزب الحاكم، الجمهوري راهنا، الذي يهيمن على البيت الابيض وغرفتي الكونغرس.

بعد عام على بدء رئاسة ترمب، يبدو ان التحديات المقبلة التي ستواجه طريق الملياردير الجمهوري، هي ما يثير حاليا اهتمام الاوساط السياسية في واشنطن.

وصرح مدير المركز السياسي لجامعة فرجينيا لاري ساباتو لوكالة فرانس برس "مقارنة بالسوابق التاريخية نعلم انه سيكون عاما ديموقراطيا". واضاف "السؤال الوحيد سيكون عما اذا كانت الموجة المقبلة ستكون متواضعة او كبيرة او هائلة".

وتتوقع استطلاعات الرأي عودة الديموقراطيين للسيطرة على مجلس النواب الذي سيجدد بالكامل لعامين، فيما يبدو ذلك بعيد المنال في مجلس الشيوخ الذي يجدد ثلثه لستة أعوام نظرا الى ان المعركة ستجري هذه المرة في ولايات تميل الى الجمهوريين.

ويريد الجمهوريون قطف ثمار خفض الضرائب. لكن ضعف شعبية الرئيس والتساؤلات حول شخصيته ستغذي الحملة كذلك، ناهيك عن السيف المصلت على الرئيس والممثل بتحقيقات المدعي العام الخاص حول التدخل الروسي.

وتوقع السناتور الجمهوري جون ثون "قتالا التحاميا" في الحملة.

وسيشكل هذا الاستحقاق اول امتحان فعلي للديموقراطيين الذين عززتهم انتصارات محلية مؤخرا. وسيكون امامهم عامان لاعداد برنامجهم وعرقلة برنامج الثري الجمهوري الذي سيبلغ 74 عاما في 2020.

واضاف ساباتو "اذا اصبح مجلس النواب ديموقراطيا فلن يعود ترمب قادرا على فعل شيء لان القاعدة الانتخابية الديموقراطية سترفض تصويت نوابها بالتأييد على أي اجراء يريده" الرئيس.

لكنه لفت الى ان الخسارة في 2018 لا تعني هزيمة في انتخابات 2020 الرئاسية.

ومني كل من الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك اوباما بهزائم فادحة اثناء انتخابات منتصف الولاية، في 1994 و2010، واعيد انتخاب كل منهما بعد عامين.

- معترك التمهيديات -قد تكمن المشكلة المحتملة الأبرز لدونالد ترمب في معاودة خوض الانتخابات التمهيدية التي يلزم الحزب الجمهوري بتنظيمها بموجب قوانينه الداخلية.

وخاض كل من اسلاف ترمب، بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك اوباما انتخابات تمهيدية شكلية بحتة، نتيجة إجماع معسكرهم عليهم. وتولى كل منهم الرئاسة لولايتين.

لكن بات من المفروغ منه ان عددا من الجمهوريين سيتحدى ترمب وخصوصا اذا بقيت شعبيته دون 40%.

ولهذه الظاهرة سوابق.

ففي 1976 وقف رونالد ريغان ضد الرئيس الجمهوري جيرالد فورد وفاز بعدد كاف من المندوبين في التمهيديات. كما ترشح تيد كينيدي، شقيق الرئيس جون كينيدي ضد الرئيس الديموقراطي جيمي كارتر في 1980.

والعبرة من ذلك بحسب ساباتو تكمن في ان "المُتحدي يهزم دوما، لكن تاريخيا كلما واجه رئيس مرشحا جيدا يستحوذ على ربع او ثلث اصوات المندوبين، خسر في الانتخابات لاحقا".

- من قد يتحدى ترمب؟ -لم يخاطر اي من الجمهوريين بإعلان ترشحه، وفضلوا جميعا انتظار النصف الثاني من الولاية.

ويبرز بين العائدين المرجحين جون كيسيك، الحاكم الجمهوري المعتدل لولاية اوهايو وآخر خصوم ترمب في 2016. وهو يبني لنفسه مذاك صورة اتزان رغبة منه في تجسيد قيادة هادئة بعد انقسامات المرحلة الراهنة.

كما قد يمثل جمهوريون يكنون عداء علنيا لترمب على غرار سناتور نبراسكا بين ساس او سناتور اريزونا جيف فليك، العودة الى التيار المحافظ التقليدي، بعيدا عن شعبوية الثري السبعيني. لكن ايا منهما لا يتمتع بشهرته.

يبقى سيناريو امتناع ترمب عن الترشح بقراره، علما ان فريق حملته بدأ يجمع الاموال. لكنها ستكون سابقة منذ ليندون جونسون في 1968. كما قد يستلم سياسيون يثق الملياردير فيهم الشعلة، على غرار السناتور توم كوتون.

في المقابل قد يضغط الديموقراطيون لعزل الرئيس، لكن لاري ساباتو اعتبر ان الفرص معدومة لحصول ذلك مع مجلس نواب ديموقراطي، لان مجلس الشيوخ الجمهوري لن يوافق عندها على العزل.

 اضاف انه قد يؤدي ايضا الى أثر عكسي اي الى "ترميم صورة ترمب"، على غرار الفشل الذريع للمبادرة الجمهورية ضد بيل كلينتون في 1998.