«إيلاف» من برلين: أضاف العلماء من معهد يوليوس فولف الألماني من مركز برلين -براندنبورغ للعلاج الترميمي، بالتعاون مع مركز الجراحات العظمية في شاريتيه جامعة برلين ومعهد وايس في جامعة هارفارد/بوسطن، أنسجة عظمية حية إلى سبائك التيتان التي تستخدم بصفتها بديلًا للعظام أو تساهم في ترميمها. 

أنسجة حية

وكتب علماء في مجلة "ترانسليشنال ميديسين" أنهم حازوا على نتائج أفضل، من ناحية تقبل الجسم وسرعة الاندمال، عندما زودوا هذه الأجزاء المزروعة في الجسم بأنسجة حية، استمدت من جسد المريض نفسه، وتحتوي على عامل النمو الطبيعي في العظام.

يطلق الأطباء على أجزاء التيتان البيولوجية المستخدمة في جراحة العظام اسم Titan Mesh Scaffolds، ويقول العلماء الآن إنهم انتجوها بتقنيات جهاز الطباعي الثلاثي الأبعاد بعد أن زودوها بالعوامل البيولوجية الطبيعية.

المهم في الطريقة انها "تفصّل" أجزاء التيتان البيولوجي المحسن بالأنسجة البشرية، بحسب حاجة كل انسان، وبما يلائم التركيبة العظمية في جسمه. ويمكن هذه الطريقة أن تحقق نجاحًا مهمًا حيث تخفق الجراحة في معالجة الكسور المركبة والمعقدة التي فقد فيها الإنسان كتلة كبيرة من عظامه المكسورة.

19 عملية ناجحة

يطلق الأطباء على هذا النوع من الكسور المعقدة اسم "ضياع العظم"، ويعني خسارة أو تهشم جزء كبير من العظم بسبب الحوادث الشديدة. وتعالج مثل هذه الحالة بنجاح محدود، باستخدام عظام من جسد الإنسان نفسه كبديل، أو باستخدام سبائك التيتان من نوع Titan Mesh Scaffolds.

استخدم العلماء التوموغراف الكومبيوتري في تصوير العظام المتضررة من كافة الجوانب، ومن ثم استخدموا أشعة الليزر في إنتاج العظام البديلة بواسطة تقينة الطباعة المجسمة. واضافوا الأنسجة البشرية المحتوية على عامل النمو ونخاع العظم، المستمدة من كل مريض، إلى سبيكة Titan Mesh Scaffolds.

زرع العلماء هذه الأجزاء في عظام 19 شخصًا في شاريتيه برلين التابعة لجامعة برلين الطبية، ويتوقعون أن تكون النتائج باهرة. ويعتمد العلماء على فريق من العلماء والجراحين والمهندسين لتقويم عملية الاندمال وسرعتها في هؤلاء المرضى. 

كتبت رئيسة فريق العمل أنا-ماري بوبلوت، من معهد يوليوس فوس البرليني، أن التجارب الأولى أجريت على "حيوانات كبيرة"، لأن عملية اندمال الجروح والكسور فيها مشابهة تمامًا للإنسان. ومن جديد، تم تفصيل العظام تمامًا كي تناسب كل حيوان على حدة.

عامل ميكانيكي بيولوجي 

ساهمت تقنية الليزر، والإنتاج الدقيق لحجوم العظام، في تحسين سرعة اندمال الكسور، إذ ثبت في السابق أن اختلاف الحجم بين العظم المكسور والعظم المزروع يؤدي إلى ضعف المادة العظمية. 

حفزت الأجزاء المزروعة من سبيكة Titan Mesh Scaffolds، المزودة بالأنسجة البشرية وعامل النمو، عوامل نمو العظام البيولوجية والميكانيكية. وكتب البروفيسور جورج ن. دودا، رئيس معهد يوليوس فوس، إن متانة العظام المندملة بعد العمليات، تم فحصها وتقديرها في أربع مجموعات من المرضى، وظهر أن التركيبة الزدوجة للتيتان والأنسجة البشرية حفزت نمو عظام متينة قياسًا بالطرق الأخرى. 

اتضح أيضًا أن هذا النوع من الأجزاء المزروعة حفر العامل البيولوجي-الميكانيكي في اندمال العظم، أفضل بكثير من سبيكة Titan Mesh Scaffolds الخالية من الأنسجة البشرية ونحاع العظام وعامل النمو.

أجريت عمليات الزرع الناجحة في شاريتيه برلين على مصابين بكسور معقدة في الأطراف، ولذلك سيكون الهدف المقبل لفريق العمل تطبيق الطريقة في ترميم العظام الصغيرة المهشمة مثل عظام الفك والوجه والعمود لفقري.