باريس: مثلت أمام المحكمة في جنوب فرنسا امرأة متهمة بإغراء وتسميم أربعة رجال توفي اثنان منهم لاحقاً.

وتعتقد الشرطة أن باتريسيا داغورن (57 عاماً) والتي أطلق عليها لقب «الأرملة السوداء في الريفيرا» قابلت ما لايقل عن عشرين رجلاً عبر وكالة تعارف وكانت تطلب منهم أموالاً أو أن يضعوا اسمها في وصيتهم الخاصة بالميراث، كما وأدينت بتهم الاحتيال والسرقة.

وتقضي داغورن حكمًا بالسجن 5 سنوات الآن، لارتكابها جرائم سرقة واحتيال واحتجاز شخص ثمانيني كان يعيش معها لإقامة علاقة جنسية في منتجع يقع في جبال الألب الفرنسية.

وقد بدأت الشكوك تحوم حول داغورن، بعد عثور الشرطة على جثة ميشيل نيفيل في يوليو عام 2011، وهو رجل في الستينات من عمره، كانت تقيم معه في أحد منتجعات نيس.

ولم توجه لها أية تهمة حينها، لكن جرت إعادة فتح التحقيق في السنة التالية، بعد أن فتشت الشرطة في أغراض المتهمة وعثرت على قارورات تحوي مسكنا من الفاليوم إضافة إلى وثائق تعود لعشرة أشخاص مختلفين، بمن فيهم من كانت على علاقة بهم.

وتابع المحققون عملهم في القضية ليكتشفوا قضية قتل أخرى تحوم فيها الشكوك حول داغورن، إذ عثرت الشرطة على جثة فرانسيسكو فيليبون (85 عاما) في حوض سباحة، وفي حالة متقدمة من التحلل في موانز-سارتوكس في ضواحي كان في فبراير عام 2011.

وكانت داغورن قد صرفت شيكاً من فيليبون بقيمة 21 ألف يورو، إذ ذكرت أن هذه النقود قدمت لها كهدية لتفتح محل حُليّ خاصًا بها. 

وذكر أحد محامي المتهمة بأن موكلته تنكر كل التهم الموجهة إليها بما فيها تهمة السرقة" 

وفي اليوم الأول للمحاكمة، حاول الدفاع التشكيك في تقرير النيابة بشأن التهم الموجهة لموكلته.

وحين سؤالهم عما إذا كانت لدى المتهمة دوافع لإغراق فيليبون وهو أحد ضحاياها، قال المحققون "إننا لم نجد أي دافع".

عندما أدينت داغورن بقضايا عام 2015، وصف ريموندي وهو أحد المحامين موكلته بأنها شخص هش عاشت في دار رعاية منذ صغرها، وتقول إنها تشعر بالأمان حينما تكون بصحبة كبار السن.

وأضاف الدفاع أن "الأرملة السوداء" تنتظر اللحظة التي ستأخذ فيها الكلمة مشيرًا إلى أن موكلته عانت كثيرا طيلة سنوات مكوثها في السجن. 

وتعتقد الشرطة بأن داغورن كانت على علاقة بنحو 20 رجلاً، منذ أن نقلت إقامتها إلى الريفيرا الفرنسية في عام 2011، أغلب هذه العلاقات كانت عن طريق وكالات التعارف.

وفي الكثير من الحالات، يعتقد أنها كانت تطلب المال من هؤلاء الرجال أو أن يذكروها في وصياتهم، فيما اتهمت البعض بالاغتصاب او سرقت منهم وثائقهم.

اللافت أن المتهمة حاصلة على شهادة في القانون. وقد صرح نجلها الأصغر لإحدى الصحف المحلية أنه لم يفاجأ بالاتهامات التي وجهت لوالدته. وقال "إن الحصول على المال بأسهل الطرق كان دائمًا شغلها الشاغل".