«إيلاف» من بيروت: بعد تحذير وزارة الخارجية الكندية في بيان رعاياها من السفر إلى لبنان جرّاء الظروف الأمنيّة التي لا يمكن التنبؤ بها وخطر وقوع أعمال "إرهابية"، يطرح السؤال حول مدى جدية هذا التحذير، وإذا كان لبنان فعليًا عرضة لخضات أمنية متوقعة.

في هذا الصدد، يؤكد النائب خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف" أن هذه التحذيرات تبقى روتينية، ولدى السفارات الأجنبية دائمًا آلية معينة في موضوع تحذير الرعايا وتصنيف المناطق، والتحذير لا يكون دائمًا مستندًا إلى معلومات دقيقة، أو مؤكدة، وما يطمئن في لبنان أن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها، وهناك تطمينات بأن الوضع الأمني يبقى ممسوكًا، رغم الحديث عن وجود مخاطر أمنية، فالجهد من قبل القوى الامنية من جيش وقوى أمن يجعلنا نطمئن في لبنان.

ضبط الأمن

وردًا على سؤال أي عوامل أخرى غير قوى الأمن والجيش اللبناني بإمكانها ضبط الأمن أكثر في لبنان؟ يجيب زهرمان أن هذا الموضوع يعود بالدرجة الأولى الى قوى الأمن من جيش وقوى أمن ومعلومات ودولة، كلهم يقومون بجهد إستثنائي من فترة طويلة جدًا، ويضيف زهرمان، أما العامل الآخر الذي يساهم في ضبط الأمن ويخفف الأعباء على القوى الأمنية فهو موضوع التوافق السياسي بين الفرقاء، والجميع يعلم أنه مع الإنقسام الذي حصل سابقًا قبل تسوية الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة في لبنان، كانت الأجهزة الأمنية تتحمل عبئًا أكبر بكثير مما هو اليوم، ومع توافق سياسي في البلد، ترتاح الأجهزة الأمنية ما يجعلها تقوم بدورها، وما يساعد أيضًا التوافق الإقليمي والدولي على النأي بلبنان عن كل الأحداث الأمنية المحيطة به.

ويتابع زهرمان:" كذلك يجب ألا ننسى الحرص الدولي على الإستقرار في لبنان، مع تعاون لصيق بين الأجهزة الأمنية الدولية واللبنانية لتزويد قوى الأمن بمعلومات عن أي خلايا إرهابية يمكن أن تعكر أجواء لبنان الأمنية."

تحذير الرعايا

ولدى سؤاله ما هو الغرض اليوم من تحذير الدول الأجنبية لرعاياها في لبنان، في حين أن "الإرهاب" أصبح معولمًا ويطال كل الدول وليس منطقة محددة فقط؟ يجيب زهرمان أن تلك الدول تعتمد معايير تخصها، وحتى عندما يكون الوضع الأمني مستتبًا فهناك دول لديها تحذيرات دائمًا، مع اعتبارها لبعض المناطق في لبنان على درجة من الخطورة، ومناطق أقل خطورة، ولدى تلك الدول معاييرها الخاصة، كما أنه عندما يكون هناك ارتياح أمني في لبنان تعتمد هذه الدول هواجسها الخاصة في بعض الأماكن.

الانتخابات النيابية

أي تأثير للتحذير من خضات أمنية في لبنان على حصول الإنتخابات النيابية في موعدها؟ يلفت زهرمان إلى ان هناك إجماعًا لدى كل القوى السياسية بإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها، ولا نية لدى أحد في تأجيل تلك الإنتخابات، إلا في حال حصول أمر ما كبير خارج إرادة الجميع، ويبقى أي حدث أمني مستبعداً حاليًا، مع عدم وجود تشنج سياسي بين الفرقاء، ونحن متجهون إلى إجراء الإنتخابات النيابية في لبنان من دون أي مشاكل تذكر.

التقارب

عن التقارب بين مختلف الفرقاء، الذي لوحظ في الفترة الأخيرة، وهي كانت متباعدة في فترة معينة، أي دور لهذا التقارب في حفظ الأمن والإستقرار في لبنان؟ يجيب زهرمان أن كل تقارب بين أي فريق وآخر يلعب دورًا كبيرًا في حفظ الأمن في لبنان، والوضع السياسي يساعد على ضبط الأمن، فما حصل سابقًا في طرابلس مع المعارك العبثية التي كانت تجري هناك أكبر مثال على أن التوافق السياسي على انهاء الازمة هناك جعل طرابلس أكثر أمنًا.

حيث أن التقارب السياسي والإبتعاد عن التشنج يساهمان أكثر في استتباب الأمن والإستقرار في لبنان.