أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجمعة ترشحه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجري جولتها الأولى في أواخر مارس 2018.

إيلاف من القاهرة: جاء هذا الإعلان خلال خطاب ألقاه السيسي في مؤتمر في القاهرة خصصه لشرح إنجازات ولايته الرئاسية، وتم بثه على التلفزيون الرسمي. 

وقال السيسي الذي يقود البلاد بيد من حديد منذ وصوله إلى السلطة في العام 2014 "أقول لكم بالصراحة والشفافية التي تعودنا عليها راجيًا أن تسمحوا لي وتتقبلوا ترشحي لمنصب رئيس الجمهورية".

لن يجد السيسي أي صعوبة في الفوز بولاية ثانية، بعد انكفاء المعارضة الإسلامية والعلمانية بجناحيها اليساري والليبرالي، إثر حملة القمع التي تلت الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو 2013.

خلال المؤتمر، دعا السيسي المصريين إلى المشاركة بشكل كبير في الانتخابات، قائلًا "صوّتوا لمن تريدون". جاء إعلان السيسي الترشح لولاية ثانية عشية وصول نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى مصر في جولة هي الأولى له إلى الشرق الأوسط، وتشمل أيضًا الأردن وإسرائيل.

وكان السيسي قد أطاح في العام 2013 حين كان قائدًا للجيش، بالرئيس الإسلامي محمد مرسي. وأمام الراغبين في الترشح إلى الرئاسة المصرية مهلة تنتهي في 29 يناير الحالي. ومن المقرر أن تبدأ حملة الانتخابات الرئاسية رسميًا في 24 فبراير، وتنتهي في 23 مارس.

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات حددت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية من 26 إلى 28 مارس، على أن تكون هناك جولة ثانية، إذا لزم الأمر، من 24 إلى 26 إبريل. وهي ثالث انتخابات رئاسية منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011، إثر انتفاضة شعبية.

والإثنين، أعلن رئيس حزب الإصلاح والتنمية المصري محمد أنور السادات عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية بعدما رأى أن المناخ الحالي لا يسمح بذلك.

وقال السادات، النائب البرلماني السابق، في مؤتمر صحافي في مقر حزبه في شرق القاهرة: "نزولًا عند رأي أعضاء الحملة (الانتخابية) قررنا ألا نشترك في الانتخابات، وألا نستمر في خوض العملية الانتخابية".

وأوضح السادات، وهو ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، أن قراره ليس "نابعًا عن خوف"، لكنه قال "لم يعد هناك أي نوع من احترام كرامات ولا حرمات الناس، وأتوقع أن تحدث مضايقات، وربما أكثر من ذلك في الفترة المقبلة".

نظام قمعي
كما كان رئيس الوزراء المصري السابق أحمد شفيق أعلن في أوائل يناير الجاري أنه لن يكون مرشحًا إلى الانتخابات الرئاسية، وذلك بعدما كان أكد من الإمارات نيته الترشح. 

ويواجه المرشح الآخر الناشط الحقوقي اليساري خالد علي مشاكل قضائية، وقد طعن في حكم صدر بحقه في سبتمبر بالسجن ثلاثة أشهر بتهمة ارتكاب "الفعل الفاضح"، ما قد يعطل مشاركته في الانتخابات.

أما رئيس نادي الزمالك المصري مرتضى منصور فأعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، غير أنه أقر في الوقت نفسه بصعوبة جمع التوكيلات اللازمة. 

وتتهم منظمات دولية تدافع عن حقوق الإنسان السيسي بأنه أرسى "نظامًا قمعيًا" لا يقبل بأي معارضة، وذلك منذ الإطاحة بمرسي.
وخلال ولاية السيسي الرئاسية، شهدت مصر العديد من الهجمات على قوات الأمن والمدنيين. 

وفي 24 نوفمبر، سجل أسوأ اعتداء في التاريخ الحديث للبلاد، أسفر عن سقوط 300 قتيل في مسجد في سيناء. ووافق مجلس النواب المصري في أوائل يناير الجاري على تمديد حال الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة أشهر، وذلك نظرًا إلى "الظروف الأمنية الخطيرة التي تمر بها البلاد".