مدفعية نابليون متهمة بكسر أنف أبو الهول، إلا أن لوحة دانماريكة سابقة لحملته على مصر تبرئه. ثمة نظريات أخرى كثيرة في هذا الإطار، لإلا أنها تبقى في إطار القصص التاريخي من دون إثبات حقيقي.

في مقالة نشرتها صحيفة "غارديان" البريطانية الجمعة عن مجموعة من المفاهيم التاريخية الخاطئة، أوردت في المفهوم الثامن الكلام الآتي: "تقول الأسطورة إنه عندما وصلت حملة نابليون إلى مصر في عام 1798، أصاب بعض جنوده أنف ابي الهول في أثناء تدريب على القصف المدفعي فكسروه. إلا أنها قصة مضحكة وغير صحيحة. فثمة لوحة زيتية يظهر فيها أبو الهول من دون أنف، رسمها القائد البحرى الدانماركى فريدريك لويس نوردن قبل ولادة نابليون بقرون.

وكان المؤرخ المصري المقريزى كتب عن أنف أبي الهول المفقود. ما زالت مسألة كسر هذا الأنف مثار جدال بين نظريات مختلفة، منها ما يرد ذلك إلى عوامل التعرية الطبيعية، ومنها إلى أسباب أخرى".

رسم نوردن رسومه لأبي الهول في عام 1737، ونشرها في عام 1755 في كتابه "رحلة إلى مصر وبلاد النوبة". وبذلك، يكون نابليون بريئًا من دم هذا الأنف.

ما قال المقريزي

للشيخ تقي الدين المقريزي نظريته في هذا الأمر، فبحسبه تشويه أنف أبي الهول متعمد، ارتكبه شيخ فاطمى متعصب يدعى محمد صائم الدهر. قام هذا الشيخ بحملة لإزالة المنكرات والتصاوير وعلى رأسها تمثال أبي الهول، واجتهد فى تحطيمه فما استطاع إلا تشويه فمه وأنفه، وبقي التمثال على هذه الحال إلى يومنا هذا.

عندما علم حاكم البلاد بما فعله الشيخ المذكور قبض عليه وقطعه إربًا ليدفن بجوار أبي الهول. تقول رواية أخرى إن أهل البلاد عاقبوه على فعلته هذا في عام 1378 فضربوه حتى الموت. والغريب أن بعد تحطيم الأنف، بدأ الرمل يزحف إلى أرجاء المنطقة حتى غطى أراضي كثيرة في الجيزة كانت يصل إليها النيل.

لكن ثمة آراء تختلف في ذلك، فبعضها يوجه الاتهام إلى الجيوش البريطانية والألمانية التي دخلت مصر في أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، إلا أن الخبراء نفوا تلك الشائعات بفضل صور للتمثال من دون أنف رسمت في عام 1886، أي قبل الحرب الأولى بعشرات السنين.

أضعف نقطة

ثمة روايات تقول إن أبناء الملوك الفراعنة كانوا يتبارون عليها في الرماية، وعوامل التعرية ربما تكون السبب، ويقال إنه أساسًا من دون أنف، فكل النظريات اتفقت على أن السبب الرئيس هو أن الأنف كان أضعف نقطة في تمثال أبي الهول.

وأبو الهول الفرعوني أحد أهم المعالم السياحية والتاريخية في العالم، إذ يتقاطر إليه الناس لمشاهدته متربعًا على هضبة الجيزة منذ 6500 عام تقريبًا. وهو أقدم منحوتة ضخمة معروفة، طوله نحو 73,5 مترًا، ضمنها 15 مترًا هي طول رجليه الأماميتين، وعرضه 19,3 مترًا، وأعلى ارتفاع له من سطح الأرض إلى قمة الرأس تبلغ نحو 20 مترًا. يُعتقد أن قدماء المصريين بنوه في عهد الفرعون خفرع بين عامي 2558 و2532 قبل الميلاد.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مصادر مختلفة. الأصول منشورة على الروابط الآتية:

جريدة الغارديان

آر تي | أر تي

فيتو غيت