هاجمت وحدات حماية الشعب روسيا معتبرة أن موافقتها على شن الهجمات الجوية مباركة للطائرات التركية على قصف عفرين، ومحمّلة موسكو مسؤولية "المجازر" التي ستنتج من جراء الغارات التي تستهدف عفرين السورية ذات الأكثرية الكردية.

إيلاف: قالت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب في مقاطعة عفرين، في بيان لها إلى الرأي العام، إن "قوات جيش الاحتلال "التركي أقدمت بتاريخ 20 يناير 2018 على شن غارات جوية غادرة استهدفت مقاطعة عفرين والمناطق والنواحي التابعة لها".

أضافت في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن "غارات طائرات الجيش التركي استهدفت أكثر من 100 هدف، من بينها مواقع للمدنيين، ومواقع مقاتلي وحدات الشعب، ووحدات حماية المرأة والقوات الثورية. حيث شنت 72 طائرة تابعة لقوات الاحتلال التركي، غارات متواصلة على المناطق السكنية للمدنيين في عفرين".

تراجع على وقع مقاومة
تحدث البيان عن تركيز "الهجمات المتواصلة حتى الآن على مركز مدينة عفرين، مخيم روبار للاجئين المدنيين. وأسفرت هذه الغارات عن استشهاد ستة مدنيين، وإصابة ما لا يقلّ عن 13 آخرين، جروح ثلاثة منهم حرجة. كما أسفرت عن استشهاد مقاتل واحد من وحدات حماية الشعب ومقاتلين من وحدات حماية المرأة".

وأكد البيان محاولات "قوات الاحتلال التركي تخطي الحدود والتغلغل إلى قرى كوردو وباليا، التابعة لناحية بلبليه، لكنها واجهت مقاومة من وحدات حماية الشعب والمرأة في المنطقة، ما اضطرها للانسحاب والتراجع".

وأوضح أنه "بعد سلسلة من محاولات قوات الاحتلال التركي أن تحتل المنطقة برًا، والتي باءت بالفشل، تعمدت عبر الغارات الجوية على ترهيب المدنيين لتحقيق التقدم في المنطقة". 

ترهيب بقصد التهجير
وبحسب الوحدات فإن "الجيش التركي يهدف عبر هذه العمليات العسكرية إلى بث الرعب بين المدنيين لإجبارهم على الهروب من أراضيهم، وبالتالي التمهيد إلى احتلال المدينة".

وأشار البيان إلى أن "هذه الأساليب تثبت عجز قوات الاحتلال التركي أمام ضربات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة". ولفت إلى أن الجيش التركي يعمد عبر سياسة الترهيب إلى إفراغ المنطقة من المدنيين، وإخافتهم" والإعداد لزجّ مرتزقته في مقاطعة عفرين".

مسؤولية روسية
وهاجم الأكراد روسيا، واعتبروا أنه "لولا موافقة روسيا على هذه الهجمات الجوية، لما أقدمت الطائرات الحربية على قصف عفرين، وأنه لما كان يمكن لهذه القوات التركية أن تتجرأ لتنفيذ هذه الهجمات". كما حمّل البيان روسيا "مسؤولية هذه الهجمات، بقدر تحمّل تركيا لهذه المسؤولية. لهذا رأى "أن روسيا ستكون مسؤولة عن كل المجازر التي سترتكب في مقاطعة عفرين".

وأكدت وحدات حماية الشعب في مقاطعة عفرين، لجميع مكونات المقاطعة وشمال سوريا، أننا "لن ننهزم أمام ألاعيب الفاشية التركية ومخططاتها. وحتى هذه اللحظات، شعبنا متمسك بأرضه، ولا يقبل الاستسلام والخنوع، وهذا يدل على فشل هذه الهجمات ومخططات الاحتلال التركي"، مجددين التصميم "على حماية شعبنا في مقاطعة عفرين ضد كل هجمات الاحتلال التركي الفاشية".
ووجّه البيان نداء إلى "شعبنا الوطني، والإنسانية التقدمية، للتوجه إلى خنادق المقاومة في عفرين بروح النفير العام". 

استهداف للقضية
في بيان مماثل، بارك المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD حلول الذكرى السنوية الرابعة لتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية، وفِي الوقت عينه أدان تصعيد القصف التركي على عفرين واستهدافه المدنيين العزّل.

وأكد البيان أن كل سوريا تخسر من خلال هذا القصف، وفي الوقت نفسه، فإنه استهداف مباشر لإرادة الشعب الكردي وللقضية الكردية وللمشروع الديمقراطي، الذي أعلنته مكونات شمال سوريا بإرادتهم الحرة.

وطالب البيان "واشنطن، وخاصة موسكو، أن تأخذ الموقف الحاسم من هذا القصف العدواني، وأن تتخلى عن المواقف الضبابية التي تعد ليست بمثابة تلقي النظام التركي للضوء الأخضر في قصف عفرين، إنما ترتقي إلى درجة الشراكة في هذا القصف". 

ستلقى مصير داعش
وأهاب البيان بالكردستانيين في العالم بالنفير العام كي يقفوا إلى جانب عفرين ومقاومة شعبها، التي تتكلل بالنصر وترسيخ المشروع الديمقراطي المستند أساسًا إلى أخوة الشعوب وعيشها المشترك. وعاهد البيان "أن تكون مقاومة عفرين الوجه الآخر لمقاومة كوباني وأن يكون مصير النظام العدواني التركي ومرتزقته مصير داعش نفسه في كوباني".

كما دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والجمعية العامة ومجلس الأمن؛ أن تكون في ذلك إلى جانب مواثيقها وشرعتها ذات الصلة بوقف اعتداء الدول المارقة للمناطق الآمنة المستقرة في بلدان أخرى، كما حال الاعتداء التركي لمقاطعة عفرين.