إيلاف من لندن: كشف مصدر خاص لـ"إيلاف" أن يوسي كوهين رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية في إسرائيل (الموساد)، هو الذي انهى الخلاف بين اسرائيل والمملكة الاردنية الهاشمية بعد حادثة السفارة ومقتل اردنيين اثنين على يد حارس في السفارة في اشكال فردي، يوليو الماضي.

علمت "إيلاف" من مصادر خاصة ان جهاز الاستخبارات الخارحية (الموساد) هو الذي عمل من وراء الكواليس لحل الازمة بين الاردن واسرائيل، وانه كانت لجهاز الموساد علاقات وقدرات في ابرام اتفاقية السلام مع الاردن في حينه ابان عهد الراحل الملك حسين، وايضا عمل الجهاز دائما على ابقاء العلاقات الجيدة مع الاردن من الناحية الاستراتيجية، بحسب ذات المصادر.

قادت وحدة العلاقات الخارحية بجهاز الموساد جهود حل الازمة، وفي نهايتها التقى رئيس الموساد يوسي كوهين في الايام الاخيرة العاهل الاردني وكبار المسؤولين اكثر من مرة الى حين التوصل للحل باعتذار اسرائيلي ودفع تعويضات بلغت نحو خمسة ملايين دولار لعائلات القتلى الاردنيين الاثنين في حادثة السفارة، والقاضي في حادثة أخرى عام 2014.

كما تمّ اطلاع الاردن على التحقيقات والامور القانونية والاجراءات المتعلقة بالموضوع خلال اسابيع قليلة، مقابل انهاء الخلاف وعودة السفيرة وطاقم السفارة الى عمان كما كان سابقًا، والاتفاق على اقامة لجنة دائمة لبحث العقبات والمشكلات والازمات بين البلدين.

كوهين اطلع نتانياهو تباعا على الامر وهو من اتصل به خلال تواجد الاخير بالهند وابلغه انتهاء الازمة بالشروط المذكورة، والتي وافق عليها نتانياهو فورا.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي شكر كلاً من جاريد كوشنير وجاسون غرينبلات، مستشاري الرئيس الاميركي على الجهود التي بذلاها لحل الازمة.

واكدت مصادر مطلعة ان الجانب الاردني أبدى مرونة في الايام الاخيرة قبيل زيارة نائب الرئيس الاميركي مايك بينس الى المنطقة، كما أنّ اسرائيل ارادت انهاء الازمة قبل هذه الزيارة.

وكانت "إيلاف" انفردت بنشر تفاصيل التحقيق الداخلي الذي اجرته السلطات الاسرائيلية مع الحارس زئيف ليئيل، حيث تبين ان كثافة النيران التي اطلقها الحارس كانت مبالغًا فيها، ولم تكن هنالك حاجة لقتل الاردنيين الاثنين في الاشكال الذي تطور في حينه في شقة الحارس بالعاصمة الاردنية عمان.

يذكر في هذا السياق أن استقبال نتانياهو في حينه للحارس زيف ليئيل استقبال الابطال، والتقاط الصور معه اثار غضب الاردن، الذي رأى في الأمر استثمارًا من نتانياهو لاغراض حزبية ضيقة، ومساً بالاردن.

واثارت تلك الخطوة استياءً اسرائيليًا، وقال مصدر مطلع إن تلك الصورة لنتانياهو كلفت اسرائيل أزمة مع دولة مهمة وحليف استراتيجي، وكذلك نحو خمسة ملايين دولار، وها هو الموساد يقوم باطفاء حرائق نتانياهو مجددًا على حد قول المصدر ذاته.