تمكنت القوات التركية من السيطرة على عدد من القرى بشمال غربي سوريا في اليوم الثالث لهجومها على المنطقة، حسب ما ورد في وسائل إعلام تركية.

وأفادت تقارير بأن القوات التركية سيطرت على القرى بمنطقة عفرين بمساعدة معارضين سوريين مسلحين اليوم.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه لن يتراجع عن العملية العسكرية، وذلك بعد أن أجرى محادثات مع روسيا.

وتعتبر تركيا جماعة "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تستهدفها في المنطقة "ميليشيا إرهابية".

وقال أردوغان في حديث تلفزيوني بث على الهواء مباشرة من العاصمة التركية أنقرة "نحن مصممون على أن نحل مشكلة عفرين، ولن نتراجع. هذا ما أبلغناه لأصدقائنا الروس، ونحن متفقون".

وتعتقد تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تسيطر على معظم الجزء الشمالي الشرقي من سوريا، هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي حارب ضد تركيا في السنوات الثلاثين الماضية.

وتنفي وحدات حماية الشعب أي علاقة مباشرة مع حزب العمال الكردستاني، وهي فريق أساسي في تحالف تدعمه الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد أدانت أنقرة الولايات المتحدة بسبب دعمها الجماعة الكردية.

ماذا يحدث على الأرض؟

قالت وكالة الأناضول التركية اليوم إن الجيش استولى على قرى شنكل وبالي وأده ومنلين بالإضافة إلى مناطق ريفية تتضمن كيتا وكوردو وببنو.

لكن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض، ومقره المملكة المتحدة، قال إن وحدات حماية الشعب دحرت القوات التركية من قريتين كانت قد احتلتهما سابقا لوقت قصير بعد قتال عنيف.

وقالت وحدات الحماية إن مسلحيها ردوا على الهجوم التركي بإطلاق الصواريخ على مناطق حدودية تركية.

وقتل شخصان وأصيب 12 آخرون حين أصاب صاروخ مخيما يقيم فيه معارضون مسلحون سوريون في بلدة هاطاي الحدودية التركية، حسب تقارير محلية.

وأدانت الحكومة السورية ومصر وإيران الهجوم التركي.

وقال مجلس الأمن الدولي إنه سيعقد جلسة طارئة الإثنين لمناقشة الوضع.

تبادل إطلاق النار
AFP

ما هي خلفيات الهجوم التركي ؟

كانت قوات برية تركية مدعومة من "الجيش السوري الحر" المعارض قد اجتازت الحدود في منطقة شمالي سوريا أمس ضمن عملية عسكرية أعطيت اسم "غصن الزيتون" من أجل إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة.

وكان أردوغان قد تعهد "بسحق" الجماعة الكردية سريعا، بالرغم من مطالبة الولايات المتحدة له بضبط النفس.

وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن هدف العملية العسكرية هو خلق منطقة آمنة تبلغ 30 كيلومترا في الأراضي السورية.

ويعتقد أنه تم التسريع بالعملية العسكرية التركية بعد تقارير عن أن الولايات المتحدة ستدعم تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، الذي تشكل وحدات حماية الشعب الجزء الأكبر منه، في تشكيل قوات حرس حدود تحول دون عودة تنظيم الدولة الإسلامية.

وانضم 25 ألف مسلح حليف لتركيا إلى الهجوم، حسب ما صرح ياسر عبد الرحيم من القيادي بصفوف المعارضة المسلحة لوكالة أنباء رويترز.

وقالت تركيا إنها أصابت 45 هدفا أمس ضمن حملتها العسكرية.

وكانت قد قالت إن الغارات الجوية ضربت 153 هدفا تابعا للمسلحين الأكراد.

وتحث القوى الغربية، وبينها الولايات المتحدة، الأطراف على ضبط النفس.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، لصحفيين "نبهونا قبل بدء العملية العسكرية، ونحن الآن نفكر في الخطوة القادمة".

وأدان الرئيس السوري، بشار الأسد، التوغل التركي، وقال إنه جزء من سياسة تركيا في دعم الإرهاب.

وعبرت روسيا، وهي حليف رئيسي للأسد، عن قلقها، وسحبت جزءا من قواتها المنتشرة في المنطقة.

وستطالب روسيا في الأمم المتحدة تركيا بوقف عملياتها العسكرية، وفقا لعضو مجلس الشيوخ الروسي، فرانتس كلينتسيفيتش، نائب رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان.

ودعت إيران، وهي حليف آخر للحكومة السورية، إلى إنهاء العملية العسكرية "بغية منع توسع الأزمة".