قابل مواطنون ورواد مواقع التواصل انتشار صور "غرق" شواطئ في كسروان بنفايات باستنكار وسخط شديدين، محذرين من خطورة الأمر بيئيًا وصحيًا ومطالبين بحل جذري للتخلص من النفايات بطرق لا تقتل البشر ولا تضر الطبيعة.

إيلاف من بيروت: بدأت السلطات في لبنان عملية تنظيف واسعة لشواطئ بيروت بعدما كشفت صور انتشرت أخيرًا بأن أطنانًا من النفايات ملأتها بعد عاصفة ضربت لبنان، في مشهد صدم الكثيرين فصرخوا عاليًا لإيجاد حل حاسم لهذه الأزمة المزمنة.

النائب سامي الجميل يسير وسط النفايات في جولة تفقدية 

"هل أصبح بحرنا مقبرة للنفايات" يتساءل أحد رواد فايسبوك بحزن وأسى فيجيب عليه آخر "إذا كانت اليابسة المكشوفة قد لوثتها النفايات فما بالك بالمحجوب".

وكشفت العاصفة التي رمت النفايات ولفظتها على الشاطئ أن معظمها بلاستيكية ما يضاعف الهواجس البيئية لكونها مواد لا تتحلل.

وتعود مشكلة النفايات في لبنان وتراكمها في الشوارع إلى سنوات مضت مع إغلاق مكب رئيس كانت تكدس وتحرق فيه. وأدى تراكمها في الأحياء السكنية والجسور وبين البنايات في لبنان عام 2015 إلى احتجاجات شعبية، أطلقت أو خرجت معها إلى العلن حملة "طلعت ريحتكن"، التي حركت المجتمع المدني ودعته إلى الانتفاض حتى إيجاد حل جذري لموضوع النفايات المكدسة في الطرقات. محملة السياسيين مسؤولية ما آلت إليه شوارع لبنان من تلوث وأمراض تهدد حياة المواطنين.

الجميل دعا إلى محاسبة المسؤولين في ملف النفايات

وكان النائب اللبناني سامي الجميّل اعتبر أن النفايات انتقلت إلى البحر من مكبات على الشواطئ. داعيًا إلى محاسبة المسؤولين.

وفي مؤتمر صحافي عقده أخيرًا قال: "لا أجد ما أقوله أمام هذه الكميات الضخمة من النفايات التي جرفتها عاصفة في الأسبوع الماضي".

أضاف "كل من سمح بمكب للنفايات على الشواطئ لا بد أن يحاسب على هذه الكارثة". بدوره أمر رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، السلطات، بتنظيف الشواطئ ومعالجة المشكلة "في أسرع وقت ممكن".

وكان خبراء اعتبروا أن النفايات نزحت من برج حمود إلى شاطئ كسروان عبر العاصفة. يحذر الباحث في المجلس الوطني للبحوث العلمية- الجامعة اللبنانية الدكتور كمال سليم في حديث لصحيفة النهار اللبنانية قائلا إن "امكان وصول النفايات الى تركيا او قبرص مسألة غير مستبعدة".

رئيس بلدية زوق مصبح عبدو الحاج فيوضح للصحيفة نفسها في مداخلة أن "الشاطئين اللذين التقطت فيهما الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي يعودان إلى عقارات خاصة". مستطردًا بالشرح: "قوة الموج أدت الى مضاعفة كميات النفايات التي استقرت على الشاطئ الكسرواني بسبب الرياح القوية".

العاصفة كانت سببا في التذكير بموضوع النفايات المكدسة بلا طمر 

ويرجّح الحاج أن "مكب برج حمود هو مصدر القمامة التي اخترقت أكثر من شاطئ يفتقر الى السنسول . وعن مباشرة تنظيف الشاطئ بعد العاصفة، يقول الحاج إنها "عملية ملقاة على عاتق المالكين الذين لا بد أن ينالوا إذنًا من مصلحة الأملاك البحرية للمبادرة الى التنظيف، فيتخذ عملهم صفةً قانونية". يأتي ذلك "تدراكاً لأي عملية شفط للرمول"، اذ ان "مفرزة الشواطئ تمنع العمل من دون ورقة موافقة من مصلحة الأملاك البحرية. فيما لا صلاحيات للبلدية في هذا الإطار، والورقة التي يمكن حيازتها منها لا تعتبر أساسية، رغم انها على أتم الاستعداد للمساندة في التنظيف".

عن التخوف من إمكان تأثير تلوّث الشاطئ الكسرواني على موسم الاصطياف في ظلّ تضاعف كميات القمامة، يشير الحاج للـ"النهار" إلى أن "الأمواج تهدأ خلال فصل الصيف، ما يجعل فرضية انتشار النفايات مستبعدة بعد انقضاء الشتاء. إذ تعمد حملة الأزرق الكبير سنويًا مع بداية فصل الربيع الى تنظيف الشاطئ وتضطلع بدورها على أكمل وجه".