بيروت: اختار مهرجان برلين السينمائي الدولي اللاجئة السورية ملكة جزماتي لطهو أطباق من المطبخ السوري لكبار الضيوف في افتتاح المهرجان في فبراير المقبل.

وستقوم ملكة بالطهو لأكثر من 400 شخص سيحضرون حفل افتتاح المهرجان الذي يعرف أيضا باسم (برلينالي). وتدير اللاجئة السورية مع زوجها لتوريد الأطعمة في برلين.

وقالت كما نقلت عنها رويترز: "عندما ذهبت واستوعبت أنه ليس أي مهرجان بل هو برلينالي غمرتني السعادة... بدا الأمر وكأنني أقترب من تحقيق أحلامي".

وستعمل ملكة تحت إدارة الطاهي الرسمي للمهرجان مارتن شرف، وبالتعاون مع الطاهية اللبنانية الأميركية باربرا مسعد المعروفة بتأليفها كتبًا عن الطهو والأطباق السورية.

وتتنوع الأصناف في قائمة الأطعمة التي ستقدمها من الباذنجان المحشو من حلب إلى المعكرونة السورية من دمشق المتبلة بصلصة التمر الهندي ودبس الرمان.

وقالت ملكة لرويترز "يعتقد الناس أن طعامنا ليس فيه إلا الفلافل والحمص، لكن بعد ذلك يعرفون أنه مطبخ ثري جدا".

ويعكس اختيار ملكة أهداف المهرجان الذي بدأ في عام 1951 ليسلط الضوء على أفلام تناقش قضايا اجتماعية وسياسية ملحة في العالم.

ويفتتح المهرجان في 15 فبراير بالعرض الأول عالميا لفيلم ويس أندرسون (أيل أوف دوجز)، وهو فيلم رسوم متحركة يقوم بالتجسيد الصوتي لشخصياته نجوم من هوليوود من بينهم بيل موراي وسكارليت يوهانسن وتيلدا سوينتون.

وكرس المهرجان، برنامجه في 2016 للاجئين والهجرة بعد وصول أكثر من مليون لاجئ من الشرق الأوسط وأفريقيا بينهم جزماتي نفسها، إلى أوروبا.

سفيرة المطبخ السوري

يذكر أن ملكة جزماتي تحولت إلى سفيرة للمطبخ السوري في ألمانيا عبر تأليفها كتابا للطبخ باللغة الألمانية، وتعتبر نفسها في مهمة للحفاظ على المطبخ السوري بعد الدمار الكبير الذي لحق بوطنها. 

 

غلاف كتاب ملكة جزماتي

 

وتقول ملكة "نحتاج إلى متخصصين من أجل إنقاذ وطننا"، وتضيف في كتابها "البعض منا في حاجة إلى إنقاذ ثقافتنا، والبعض الآخر لحماية المآثر التاريخية، والبعض لحماية أطفالنا، بينما يهتم البعض الآخر بالحفاظ على المعرفة. كما أن البعض في حاجة للحفاظ على تقاليد مطبخنا الذي يضم هدفاً نبيلاً يتعدى إشباع بطوننا".

ويضم الكتاب العديد من الصور التي تسهل على القارئ التعرف عن قرب على شكل الوجبات مثل الفتوش والبامية والملوخية. وتشير ملكة الى أن حبها للعمل ليس السبب الوحيد الذي يدفعها لمواصلة عملها في ألمانيا، بل أيضا عدم رغبتها في أن تجد نفسها تعيش من دون هدف في حياتها.