«إيلاف» من لندن: اعتبر جميل دياربكرلي مدير المرصد الاشوري لحقوق الانسان في لقاء مع "ايلاف " "أن عفرين كبلدة لا تختلف عن أيةً منطقة أخرى ساخنة في سوريا ".

وقال أن " المشترك بين كل هذه المناطق ومن بينها عفرين هو الحروب التي لا تمت بصلة للسوريين باستثناء أنها تحدث على الأراضي السورية ويدفع ثمنها المدنيين الإمنين الذين باتوا الحلقة الأضعف في كل الصفقات والمعادلات القذرة التي تعقد في المنطقة".

وأشار الى مشكلة أخرى يعيشها السوريون حاليا، وقال "كأن السوريين لا يكفيهم انقساماتهم السياسية والقومية والمذهبية والتي في الكثير من الأحيان تتحول لمعارك حقيقية يذهب ضحيتها الأبرياء، ها هم اليوم ينقسمون من جديد بين مؤيد لحكومة العدالة والتنمية وآخر مؤيد لمليشيات حرب العمال الكردستاني". 

وأكد دياربكرلي أن هذه الاصطفافات اللاسورية، في معظم الأحيان، والتي نجدها لدى أغلب أطراف النزاع السوري هي أحد اهم الأسباب التي أوصلتنا وأوصلت البلاد الى حالة الاحتضار التي نعيشها اليوم .

وفي ظل كل هذا الوضع المعقد اعتبر أن "السؤال يطرح نفسه ألم يحن الوقت ليلتف السوريون جميعا حول هويتهم السورية الجامعة عربا وكردا وآشوريين و مسلمين ومسيحيين ويزيدين ...ويطردوا كل الغرباء وكل أصحاب الأجندات الأجنبية أولئك الذين يحكمون القبضة على رقاب الناس ويتاجرون بدمائهم وبمستقبل اطفالهم والذين يتسترون وراء عقائد قومية أو دينية أو مذهبية في سبيل مصالح لا تمت للسوريين بصلة ...؟ 

وأشار الى أن "سوريا وطن يتسع لجميع السوريين ليعيشوا سوية باخاء ومحبة تحت ظل دساتير وقوانين تضمن حقوق المواطنة للجميع، ورأى " أن ما يحصل اليوم من تصريحات وحراك سياسي لا يوصف الا" بالجنون والهبل "السياسي الذي لن يزيد الا المكونات السورية تفرقة وحقدا وجنوحا الى الانتقام في المستقبل".

وعبر عن أسفه مما وصلت الأوضاع اليه وقال "أظهرت قضية عفرين هشاشة الرابطة الوطنية التي تجمع السوريين فبدل من تكاتفهم سوية نرى كل قسم يتخندق مع طرف خارجي ضد القسم السوري الاخر محوّلين صراع خارجي بحت الى صراع سوري سوري وكأن سوريا والسوريين ينقصهم صراعات جديدة"... 

وتساءل أين الحكماء والعقلاء من هذه الأزمة وغيرها من الأزمات السابقة واللاحقة.

وتساءل دياربكرلي مجددا مستنكرا من قال أن "الدول صاحبة القرار في سوريا تريد حلا للأزمة السورية".

وأضاف "برأيي الحل لازال بعيداً وفِي الوقت ذاته التقاسم الدولي على سوريا بات واضحا وجليا".

واستطرد دياربكرلي أنهم لو أرادوا حلاً لكانوا فعلوا قبل أكثر من ٥ سنوات، وبالتالي لكانت كل الدماء التي اريقت لم تراق.

ووجد أن كثرة الاجتماعات واللقاءات والحوارات الدولية التي لاتخرج بجديد بل على العكس لا تزيد إلا المشهد السوري تعقيدا والسوريين شرذمة ، وهي دليل واضح على اضاعة الوقت وإطالة أمد الصراع في البلاد ودق أسافين التفرقة بين السوريين منعا لأي اتفاق بينهم في المستقبل بينهم ، "ومع الأسف هناك قابلية عجيبة لدى السوريين في تقبل ذلك".