يعرف العلماء ان صحة الانسان تتحدد بتضافر جيناته والبيئة والخيارات التي يعتمدها في نمط حياته. واظهرت نتائج الفحص الطبي الذي أُخضع له دونالد ترمب ان الرئيس الاميركي، رغم نظامه الغذائي الذي يتضمن الكثير من الدهون والسكريات، بصحة جيدة لشخص في الحادية والسبعين مثله. 

 واعلن طبيبه الدكتور روني جاكسون ان هذا عائد الى جينات الرئيس "العجيبة".

فما هي حقيقة دور الجينات في صحة الانسان؟

للجينات دور في مرض القلب الى جانب عوامل أخرى بينها مستوى الدهون الثلاثية والكولسترول المفيد والكولسترول الضار. وبمرور السنين تمكن الباحثون من تحديد بضع عشرات من الجينات التي تُسهم في ارتفاع مستوى الكولسترول المفيد وهبوط مستوى الكولسترول الضار والدهون الثلاثية.

هل الجينات المتفوقة كافية؟

هذا كله لا يعني ان هناك اشخاصاً لديهم جينات متفوقة. فان أفضل الجينات لا تكون مفيدة إلا إذا أُحسن استخدامها ويمكن إبطال فائدتها إذا أُسيء استخدامها. والبعض ممن لديهم جينات مفيدة لصحة قلبهم وأوعيتهم الدموية يلحقون ضرراً كبيراً بصحتهم رغم هذه الجينات إذا اتبعوا نظاماً غذائياً غير صحي وامتنعوا عن ممارسة التمارين البدنية بانتظام. ومن لديه جينات تحافظ على بقاء الكولسترول في دمه بالمستوى الأمثل لن يجني فائدة من هذه النعمة إذا لم تقترن بنمط حياة صحي. 

وبالمقابل فان الذين تزيد جيناتهم خطر اصابتهم بمرض القلب يستطيعون ان يخفضوا هذا الخطر بدرجة كبيرة باتباع نمط حيات صحي.

وتوصلت دراسة الى ان الذين تزيد جيناتهم خطر تعرضهم لمرض القلب يستطيعون خفض هذا الخطر بمقدار النصف إذا اعتمدوا نظاماً غذائياً صحياً وعوَّدوا أنفسهم على التمرين بانتظام. 

تقدم كبير

يضاف الى ذلك ان السنوات الخمسين الماضية شهدت تقدماً كبيراً في تطوير أدوية تخفض حالات مثل ارتفاع ضغط الدم والكولسترول والدهون الثلاثية. 

ويعود فضل كبير في اكتشاف هذه الأدوية الى عائلات لديها تباينات جينية تجعلها عرضة للمرض أكثر من الآخرين. وعلى سبيل المثال ان باحثين كانوا يدرسون فرط كولسترول الدم استطاعوا أن يعرفوا كيف تعمل هذه الطفرات الجينية وأوجدوا عقاقير لعلاج المشكلة بخفض مستويات الكولسترول ليس للأشخاص الذين عندهم هذه الجينات النادرة وانما للجميع.

ويصح الشيء نفسه على الأشخاص الذين لديهم جينات وقائية. إذ وجدت دراسة ان المصابين بمتلازمة جيلبرت، وهي اضطراب وراثي يمنع الكبد من تحليل البيليروبين، يكون احتمال اصابتهم بمرض القلب والأوعية الدموية أقل من الآخرين. ولعل السبب هو دور البيليروبين الذي يكون مضاداً قوياً للأكسدة إذا ارتفع مستواه في الدم.

عموماً لدى الانسان عدد كبير من الجينات والتباينات الجينية بعضها مفيد وبعضها ضار وغالبيتها طبيعية عادة. وأفضل طريقة للتعامل مع الجينات التي ولدنا بها هي اتباع نمط حياة صحي سمته الاعتدال.

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بوبيولار ساينس". الأصل منشور على الرابط التالي
https://www.popsci.com/incredible-gene-variant-disease-risk