خاص بـ «إيلاف» من سوتشي: انطلقت أعمال مؤتمر الحوار السوري في سوتشي بعد تأخر دام حوالي الساعتين، إثر خلاف نشب بين المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وروسيا وتركيا، فيما يتعلق بلجان المؤتمر التي كان من المفترض أن تتشكل عبر المحادثات.

واستهل المؤتمر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بكلمة أكد فيها أن للشعب السوري له وحده الحق في تقرير مصيره.

وأكد أنه وبفضل محادثات أستانا، وبمشاركة تركيا وإيران، فإن روسيا تعمل على إقامة مناطق آمنة في سوريا.

وعبّر لافروف عن امتنانه لإيران وتركيا والأمم المتحدة للتحضير للمؤتمر.

وأضاف لافروف أن روسيا تبذل كل ما في وسعها لإحلال السلام في سوريا، منوهاً إلى أن الظروف اليوم باتت مهيئة لعملية السلام.

وعلت هتافات من مشاركين في المؤتمر، اثناء القاء لافروف كلمته، تطالب بوقف التدخلات الخارجية، وتؤكد على أن لا خلافات بين السوريين. وهتف الحاضرون "ليس بيننا خلاف نحن السوريين اوقفوا الطائرات عن شعبنا».

ولم ترصد مندوبة «إيلاف» في سوتشي وجود المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا داخل قاعة المؤتمرات، فكان يواصل مشاوراته خارج القاعة مع بعض المشاركين في المؤتمر

 أما أبرز الوجوه المشاركة فتتمثل بأحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري والرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهيثم مناع رئيس "تيار قمح"، وصفوان قدسي، وأمل يازجي ، وميس كريدي، وجمال قادري، وزياد طاووس، والدكتور قدري جميل، ورنده قسيس.

خلافات في الجلسة الإفتتاحية

ظهرت خلافات حادة بعد الجلسة الافتتاحية والقاء الخطب وإقرار المجلس الرئاسي، حيث حصل مشادات حول اسماء اللجان التي كانت من طيف واحد.

 وقال هيثم مناع رئيس تيار «قمح» «نحن في مؤتمر حوار وطني ويجب ان يكون في المؤتمر كل اطياف الوطن». وأضاف «كلنا في تيار قمح وتيار الغد السوري والمعارضة رشحنا أسماء للمؤتمر ومنع النظام عشرات المعارضين المشاركين من الخروج من سوريا».

ورفض قدري جميل رئيس منصة موسكو أيضا مبدأ الانتخابات والتصويت في اللجان وقال «يجب التوافق على اللجان». وقال قدري جميل «كلنا سوريون ويجب الا يكون هناك إهمال لتيار دون تيار» .

وتحدث أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري قائلا «نحن لم نأت لنكون شهود زور. ونحن جئنا لحوار سوري - سوري ووطني، ونريد وقف الدم السوري واتفقنا على ان يكون هناك توافق وليس انتخاب في اللجان واقترح تعليق الجلسة للتوافق».

احتجاج على الشعار

ورفض ممثلون عن فصائل سورية معارضة المشاركة في المؤتمر بعد رؤيتهم شعار المؤتمر الذي يتضمن صورة العلم السوري، إثر وصولهم الى مطار سوتشي، وفق ما قال أحد ممثلي الفصائل الثلاثاء.

ونقلت وسائل اعلام روسية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية قوله أن المؤتمر الذي كان يفترض أن يبدأ عند الساعة العاشرة (07,00 ت غ)، تأخر بسبب "مشاكل مع فصائل معارضة مسلحة قادمة من تركيا". ثم بدأ الساعة 12,30 بالتوقيت المحلي من دون حضور الفصائل الذين ينتظرون في المطار من أجل العودة إلى تركيا.

وعلقت في مطار سوتشي وشوارعها لافتات مرحبة بالوافدين السوريين كتب عليها عبارة "السلام للشعب السوري" باللغات العربية والروسية والانكليزية تحت شعار المؤتمر المؤلف من حمامة بيضاء اللون تحمل العلم السوري، بحسب ما ذكرت صحافية في وكالة فرانس برس.

وقال ممثل أحد الفصائل لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "كنا قد تلقينا وعودا من روسيا بإزالة اللوغو (الشعار) الذي يتضمن علم النظام او بإضافة علم الثورة إليه. حين وصلنا الى المطار فوجئنا أن شيئا لم يتحقق".

وتعتمد المعارضة السورية علماً مختلفا يعرف منذ بدء النزاع قبل سبع سنوات ب"علم الثورة". وحين اعترض ممثلو الفصائل في المطار، وفق المصدر، "وافق الروس على إطفاء الاضاءة عن اللافتات الكبرى وتغيير بطاقات التعريف" التي وزعت على المشاركين في المؤتمر.

وبقيت المشكلة "في اللافتات في قاعة المؤتمر"، بحسب المصدر الذي أوضح أن "مفاوضات جرت مع الروس حتى سمعنا منهم أخيرا انها انتهت وعلينا الرحيل، ولكن جرى تأجيل رحيلنا مرات عدة، ويفترض ان نغادر (...) إلا اذا تغير شيئا في آخر لحظة".

وتحدث الناطق باسم الخارجية الروسية أرتم كوجين عن "مشاكل مع فصائل معارضة مسلحة قادمة من تركيا وضعت بعض المطالب أمام مشاركتها". وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود تشاوش اوغلو اتصالين هاتفيين للوقوف عند الموضوع.

لكن يبدو ان القضية انتهت بعدم مشاركة الفصائل ومن يرافقهم من شخصيات معارضة، ولا يزالون في مطار سوتشي ينتظرون رحلة المغادرة.

وقال أحمد السعود، قائد الفرقة 13، "هناك تقريباً 80 شخصاً من سياسيين وناشطين وفصائل، جميعهم هنا بصفة شخصية". وأضاف "انتهت المفاوضات برفض قاطع لحضور سوتشي. ننتظر في المطار منذ نحو 12 ساعة، دفعنا ثمن موقفنا".