تعهدت الأسرة الدولية الجمعة في دكار بإعطاء دفع جديد للمساعدات المخصصة لتسهيل تأمين التعليم للأطفال، خصوصًا في أفريقيا، في خطوة لقيت ترحيب النجمة العالمية ريهانا.

إيلاف: قالت فرنسا، التي ترأست مع السنغال اجتماعًا حول تمويل الشراكة العالمية للتعليم، إن هذا الصندوق "يسير على الطريق الصحيح" لمده بـ3.1 مليار دولار.

فرنسا تبادر بالزيادة
شكلت هذه القمة التي حضرها رؤساء حوالى عشر دول أفريقية وممثلون للجهات المانحة الكبرى، المحطة الكبرى في اليوم من زيارة ماكرون.

تعهد هؤلاء بزيادة مساهماتهم في الشراكة العالمية للتعليم، التي تهدف إلى خفض عدد الأطفال المحرومين من التعليم في الدول الأقل تقدمًا، ويقدر عددهم بنحو 264 مليون طفل.

وقررت فرنسا أن تكون نموذجًا، إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن زيادة المساهمة الفرنسية في البرنامج لتبلغ مئتي مليون يورو (250 مليون يورو)، مقابل 17 مليونًا للفترة من 2014 إلى 2017. 

ماكرون يعانق طفلًا خلال زيارة إلى مدرسة ثانوية في دكار في 2 فبراير 2018

وأصبحت باريس بذلك تحتل المرتبة الرابعة بين المانحين بعد بريطانيا (417 مليون يورو) والاتحاد الأوروبي (400 مليون) والنروج (260 مليونًا). وهذا المبلغ يعادل تقريبًا ما طلبته ريهانا سفيرة الشراكة من أجل التعليم، التي عبّرت عن أملها في تغريدة على تويتر على 250 مليون يورو.

ريهانا: المعركة مستمرة
ورحّبت ريهانا في كلمة بـ"التقدم الهائل" الذي سجل في دكار. وقالت "إنها معركة لن نتوقف عن الكفاح فيها إلى أن يحصل كل طفل وكل طفلة على التعليم". وحيّت رؤساء الدول الحاضرين.

بلغت قيمة المساهمات التي أعلن عنها خلال الاجتماع حوالى 2.7 مليار دولار، لكن بعض الدول، مثل ألمانيا وهولندا، قالت إنها ستعلن في وقت لاحق عن المبالغ التي ستتعهد بدفعها. بذلك يفترض أن تحقق الشراكة العالمية للتعليم هدفها زيادة رأسمالها بنسبة خمسين بالمئة بعد ملياري دولار جميعًا للفترة الممتدة من 2014 إلى 2017.

لكن مديرة صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هنرييتا فور، التي تشارك في المؤتمر، قالت إن "3.1 مليارات دولار ليست كافية". وأضافت "سنحتاج ضعف (هذا المبلغ) أو ضعفيه"، مبدية أسفها لعدم اعتبار التعليم أولوية في المساعدة الدولية على غرار الصحة أو سوء التغذية.

وطلب ماكرون في كلمته ان تخصص المساعدة لتعليم البنات. وقال "في اي مكان يريدون نشر الظلامية ومنع الديموقراطية من التقدم فيه، يخرجون البنات من المدارس".

نسهر على أمنكم
خلال زيارته السادسة إلى أفريقيا جنوب الصحراء، وعد ماكرون الجالية الفرنسية في السنغال بأن تسهر فرنسا على أمنهم. وقال "أنتم في منطقة يمكن أن ينقلب فيها أي شيىء، ندرك التهديد القائم".

أضاف إن فرنسا تشارك في مكافحة "الإرهاب" في إطار عملية برخان، مؤكدًا أن "هذا الكفاح سيستمر لسنوات، هذا أمر مؤكد وسنبقي على التزامنا بالمستوى الذي هو عليه حاليًا على الأقل".

أخيرًا وردًا على أسئلة صحافيين بعد المواجهات العنيفة بين مهاجرين في مرفأ كاليه الفرنسي، قال ماكرون "سنفعل ما بوسعنا لتسوية هذا الوضع بشكل إنساني وفعال"، مذكرًا بأنه تم إنشاء مراكز إيواء. ووعد "بتقديم عرض إنساني كامل في الأسابيع المقبلة".

وقال ماكرون "مع العديد من الدول، بينها السنغال، لدينا هجرات منظمة بسياسات مناسبة للتأشيرات". وأضاف "مع السنغال نريد إقرار تأشيرات للتنقل لفترات طويلة تسمح للطلاب والجامعيين ورجال وسيدات الأعمال بالتحرك بحرية أكبر".

مواجهات في كاليه
تابع "لكن الذين يصلون بطريقة غير مشروعة، ولا يملكون حق اللجوء، نريد إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية. هذا طبيعي ومطابق للقانون، وهذا ما ينتظر شرعيًا مواطنينا".

وكانت مواجهات عنيفة بين مهاجرين أفغان وأفارقة في أماكن عدة في كاليه أدت الخميس إلى سقوط عشرين جريحًا، بينهم أربعة أصيبوا بالرصاص، وهم بين الحياة والموت.

سيرافق ماكي سال السبت ماكرون وزوجته بريجيت إلى سانت لويس العاصمة السابقة لأفريقيا الغربية الفرنسية والسنغال، والمهددة بارتفاع منسوب المياه. وكان رئيس بلدية هذه المدينة منصور فاي طلب مساعدة ماكرون خلال القمة التي عقدت في 12 ديسمبر في باريس.

وتنتظر المدينة التي يقطنها صيادو سمك، وكانت أول موقع تؤسسه فرنسا في جنوب الصحراء، مساعدة من باريس والبنك الدولي لمكافحة تراجع البر الساحلي الذي يهدد بجرف منازل.

وأعلن البنك الدولي في باريس مساعدة لدعم السواحل الأفريقية يفترض أن تكون سانت لويس أولى المستفيدين منها. ويفترض أن تستفيد سانت لويس المدرجة على لائحة التراث العالمي للإنسانية، من مساعدة متزايدة من فرنسا لترميم مواقعها الأثرية.