صحيح أن ديفين نونيز النائب الجمهوري ورئيس لجنة الإستخبارات في مجلس النواب لعب دورًا كبيرًا في تجهيز المذكرة التي ضربت إف بي آي ووزارة العدل، غير أن هناك من عمل طوال الفترة الماضية على محاولة تقويض مصداقية المحققين وتحقيقاتهم.

إيلاف من نيويورك: إذا كان نونيز قد استثمر إلى أبعد حد حالة الوئام القائمة بين الرئيس دونالد ترمب وقادة الحزب الجمهوري، متكئا على دعمهم لإنجاز مذكرته، فإن الإعلامي الأميركي شون هانيتي لعب أدوارًا كبيرة في الأشهر الأخيرة، مستغلًا شهرته وبرامجه المرئية والمسموعة، التي تحظى بمتابعة كبيرة، من أجل التصويب على روبرت مولر وفريقه.

درع ترمب المنيع
شكل هانيتي درع الإعلام المنيع لترمب، الذي لا ينفك يبدي إعجابه بأداء مذيع قناة "فوكس نيوز"، ففي الوقت الذي كان فيه طيف روبرت مولر يخيّم على الولايات المتحدة الأميركية، وأخبار مقابلاته تهز البلاد وترتعد معها الفرائص، أطلق هانيتي مصطلح التحقيق مع المحققين، باحثًا عمّا قد يساعد على ضرب مصداقية التحقيقات.

لا رحمة
أبرز إعلاميي شبكة "فوكس نيوز"، كان أول من تحدث عن قيام عدد من العاملين في فريق المحقق الخاص بتقديم تبرعات مالية إلى الحزب الديمقراطي، مفندًا التواريخ، وهدف من وراء هذه الخطوة إلى إظهار التحقيقات على أنها منحازة، ولم يرحم هانيتي المحقق بيتر سترزوك، الذي تبادل رسائل نصية مناهضة لترمب مع ليزا بايج، فعمد إلى إثارة قضيته كل يوم على برامجه الإذاعية والتلفزيونية.

لم يترك هانيتي مناسبة إلّا ووجّه انتقادات عنيفة إلى فريق التحقيق، وكان من أبرز الداعين إلى نشر المذكرة التي عمل عليها ديفين نونيز اعتقادًا منه بأن ما ستتضمنه سيكون كافيًا لتشويه سمعة التحقيقات القائمة.

لو كان موجودًا
الأمر اللافت ظهر في حديث المحامي والإعلامي جيرالد ريفيرا، الذي توجّه إلى هانيتي بالقول خلال لقاء تلفزيوني: "ريتشارد نيكسون (الرئيس الأميركي الذي استقال قبل عزله عام 1974) لم يكن ليستقيل لو كنت موجودًا". مضيفًا: "إنه أمر سيئ للغاية بالنسبة إلى نيكسون، لأنه لم يكن هناك واحد مثلك".

هانيتي لم يقف عند حدود نشر المذكرة فقط، بل عمل إلى فتح جبهة جديدة، بعدما دعا إلى إسقاط جميع التحقيقات التي أجراها مولر وفريقه، مطالبًا أيضًا بإسقاط جميع الاتهامات الموجّهة إلى الجنرال مايكل فلين، وبول مانافورت.