بدأ السباق لخلافة جان كلود يونكر على رأس المفوضية الأوروبية في الكواليس، لكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تزال بعيدة عن اتفاق حول قواعد اللعبة.

إيلاف: يبرز اسم ميشال بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست حاليًا، بين المرشحين المحتملين لخلافة يونكر في خريف 2019.

وكان ترشيحه طرح في 2014، لكن الكتلة السياسية للحزب الشعبي الأوروبي (يمين، غالبية في البرلمان الأوروبي) اختارت الرئيس الحالي للمفوضية.

وكان يونكر اعتبر "أبرز مرشحي" الحزب الشعبي الأوروبي، ما يعني أن الأحزاب الأوروبية هي التي تعيّن "أبرز المرشحين" في الانتخابات الأوروبية. والمبدأ في هذه العملية التي دشنت في 2014 هو أن رئاسة المفوضية تعهد إلى مرشح الحزب الذي وصل في الطليعة.

أما البرلمان الأوروبي الذي يصوّت لانتخاب رئيس للمفوضية، فيصرّ على العمل مجددًا وفق هذا الأسلوب، إذ يرى فيه شفافية أكبر وترسيخًا لشرعيته السياسية وشرعية المفوضية.

إحباط
لكن المعاهدات الأوروبية منحت الدول الأعضاء، بغالبية موصوفة، صلاحية تعيين المرشح لرئاسة المفوضية، حتى وإن طلبت القواعد القيام بذلك "مع أخذ الانتخابات في البرلمان في الاعتبار".

ويعارض قادة دول عدة، وفي مقدمهم الفرنسي إيمانويل ماكرون، أسلوب اقتراع "أبرز المرشحين"، كما سيشير خلال قمة تعقد في بروكسل في 23 فبراير. وقال مصدر أوروبي "في 2014 أعربت عواصم عدة عن استيائها لأن عملية تعيين يونكر رئيسًا للمفوضية لم تكن شفافة كفاية".

يرى منتقدو هذا الأسلوب أنه يؤدي إلى تسييس المفوضية، ويعود عليها بالضرر. ويخشى آخرون أن يعطي ذلك زخمًا للأحزاب المشككة في أوروبا خلال الانتخابات الأوروبية، ما سيؤدي إلى اختيار مرشح منبثق من صفوفها.

حيال هذه التحفظات، قرر النواب الأوروبيون إعلاء صوتهم خلال الجلسة التي تعقد في الأسبوع المقبل في ستراسبورغ (شرق فرنسا). وحذر الألماني مانفريد فيبر زعيم كتلة الحزب الشعبي الأوروبي في البرلمان الأوروبي "أن البرلمان الأوروبي سيرفض أي مرشح لرئاسة المفوضية ما لم يتم اختياره +كأبرز المرشحين+".

وأضاف متوجّهًا إلى ماكرون: "إذا حاولت حكومات الدول الأعضاء العودة عن هذا المبدأ سيتعيّن عليها تبرير السبب رغم خطاباتها الطنانة حول ضرورة إجراء تغيير ديموقراطي في أوروبا، وهم في الواقع غير مستعدين للتخلي عن السرية وانعدام الشفافية".

أبواب مغلقة
ودعا المسؤول عن مكتب جان كلود يونكر الألماني النافذ مارتن سيلمير إلى أن تتبع في 2019 مجريات العملية التي اعتمدت في العام 2014.

وقال أخيرًا في تغريدة، "مرشح بارز فائز أطلق حملة في أنحاء أوروبا كافة للحصول على غالبية المقاعد سيتمتع بشرعية أكبر كرئيس للمفوضية الأوروبية من شخص يتم اختياره في جلسة وراء أبواب مغلقة". وبانتظار اختيار طريقة خلافة يونكر، لم يطرح بعد اسم مرشحين رسميين.

لم يعلن ميشال بارنييه المفوض السابق والوزير الفرنسي السابق، ترشحه مجددًا لهذا المنصب، لكن مسؤولياته الحالية وضعته مجددًا تحت الأضواء.

وقال مسؤول أوروبي كبير "لقد أنجز عملًا ممتازًا"، معتبرًا أن "الطريقة التي تعامل بها مع ملف بريكست زادت الثقة في اللجنة" التي هو مرتبط بها. أضاف مصدر أوروبي آخر "إنه يدرك تمامًا المكاسب السياسية التي جناها".

كما يرد مرارًا اسم المفوضة المكلفة شؤون المنافسة الليبرالية الدنماركية مارغريث فيستاغير، كمرشحة محتملة منذ انتقادها الشديد لشركات الانترنت الأميركية العملاقة.

من جهته، أعلن الاشتراكي الفرنسي بيار موسكوفيسي، الذي يتولى حاليًا منصب المفوض المكلف الشؤون الاقتصادية، "قد يثير منصب رئيس المفوضية اهتمامي".