نصر المجالي: حذرت تقارير من مؤامرة تجري ضد رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي وخلعها من منصب رئاسة الحكومة وزعامة الحزب، إذا استمرت في محاولاتها إبقاء بريطانيا في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي.

وجاء التحذير على لسان أعضاء في حزب المحافظين الحاكم ممن يتشككون في بقاء بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي، وقالوا إن "المؤامرة" يقودها فريق "حلم بريكسيت" المؤيد بعنف للخروج ومن إبرزهم وزير الخارجية بوريس جونسون الذي يطمح لخلافة ماي على أن يكون نائبه مايكل غوف، بينما يصبح جاكوب ريس ـ موغ وزيرًا للخزانة.

وتشكل المعلومات المسربة عن "المؤامرة" ضربة قوية لسلطة رئيسة الوزراء، وخصوصا قبل 24 ساعة فقط من استضافتها لمفاوضات جديدة مع المفاوض الرئيسي للاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه في 10 داونينغ ستريت وتناول طعام الغداء معه.

زعيم الانقلاب المفترض بوريس جونسون

وقال تقرير لصحيفة (صنداي تايمز)، اليوم الأحد، إن الوزير جونسون قد أخبر أحد المتآمرين بأن "الفرسان قادمون" وإنه "جاهز" للانقلاب وتولي الزعامة.

كما نقل التقرير عن ليام فوكس، وزير التجارة الدولي وأحد مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي في "بريكسيت" تعهده لحلفائه باستعداده للاستقالة من مجلس الوزراء اذا بقيت المملكة المتحدة في اتحاد جمركي.

انقسام

يذكر أن حزب المحافظين منقسم بشكل عميق على الاستراتيجية التفاوضية، وذلك قبل الاجتماع المهم لمجلس الوزراء لمناقشة الموقف من الاتحاد الأوروبي يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

وكانت وسائل إعلام بريطانية قد ذكرت في وقت سابق أن حكومة لندن تدرس ما إذا كان باستطاعة بريطانيا إبرام اتفاق يبقيها في الاتحاد الجمركي بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي من عدمه.

ويخشى البريطانيون من أن تجد رئيسة الوزراء اهتماما كبيرًا من وزرائها الداعين للبقاء في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتهم وزير الخزانة فيليب هاموند.

يذكر أن الحكومة البريطانية كانت أكدت التزامها بمغادرة الاتحاد الجمركي الأوروبي بعد انفصال البلاد عن الاتحاد الأوروبي في غضون عام 2019.

التزام

وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في تصريحات يوم الجمعة الماضي الموافق 2 فبراير، إنها كانت واضحة بشأن مسألة مغادرة البلاد للاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي بعد انفصال لندن عن هذا التكتل الاقليمي بعد عام من الآن، ووفقا لاتفاق (بريكسيت).

وأوضح أن رئيسة الوزراء حددت الوضع الذي يقتضي الحاجة لمغادرة الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة بعد الانفصال النهائي عن الاتحاد، مشيرا إلى أن الحكومة ستبحث بعد هذا الموعد عن أطر جديدة للتعاون الثنائي بما يخدم مصالح الطرفين.

وكانت الحكومة البريطانية وضعت خططًا للحفاظ على تجارة السلع معفاة من الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي والتفاوض على صفقات تجارية منفصلة على الخدمات مع دول غير الاتحاد الأوروبي.

ويحذر رافضو "بريكسيت" من أن تلك الخطط ستعيق بشكل خطير قدرة بريطانيا على توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع دول أخرى حول العالم.