نصر المجالي: تواصل وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية الصيد في الماء العكر في حملتها ضد (إيلاف) وترصد كل تقرير وخبر وتعليق، حتى لو كان منقولا من وسائل إعلام أخرى أو جهات بحثية وإلصاقه بها عن تعمد وسابق إصرار. 

وفي أحدث "مطاردة" كيدية تحريضية من وسائل الإعلام الإيرانية، بثت وكالة (فارس) الرسمية، الوثيقة الصلة بالحرس الثوري الإيراني، خبرًا وابرزته على موقعها كانت نشرته (إيلاف) حول دراسة جديدة عن فائدة تناول كأسين من النبيذ. 

وعادت الوكالة لوصف (إيلاف) بـ"السعودية" رغم تأكيد جهة محايدة مثل (بي بي سي) في تصويب لها بأن (إيلاف) ليست صحيفة سعودية تصدر في المملكة العربية السعودية، بل هي صحيفة إلكترونية عربية تصدر من لندن، ملكيتها خاصة ولا علاقة للدولة السعودية بها. 

وكان موقع بي بي سي واتش حرص على تصويب معلومة وردت في "بي بي سي"، تضلل القراء بالاشارة الى أن "إيلاف" صحيفة سعودية بعد نشرها مقابلة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.

تقرير النبيذ

وإلى ذلك، قال تقرير (فارس) يوم الثلاثاء تحت عنوان بارز (موقع سعودي: تناول كأسين من النبيذ يوميًا مفيد للدماغ!!) وارفقته بصورة عن التقرير الذي كان ترجمه الزميل عبدالاله مجيد، وتم نشره يوم الاثنين 5 فبراير 2018.

وأضاف تقرير الوكالة الإيرانية: نشر موقع "إيلاف" السعودي الالكتروني، تقريرًا حول دراسة جديدة تزعم أن تناول كأسين من النبيذ في اليوم لا يصفي الذهن فحسب، بل وينظف الدماغ أيضاً، في سلوك واضح للترويج للمنكر وفعل الحرام.

وتابعت فارس: ونقل الموقع أن الدراسة اكتشفت بأن فئران اختبار أُعطيت ما يعادل نحو كأسين ونصف الكأس من النبيذ في اليوم كانت أعلى كفاءة في تنظيف الدماغ من النفايات التي ترتبط بالخرف. كما ان أداءها لا يقل عن أداء القوارض التي "لا تتعاطى الحكول" في الاختبارات الذهنية والحركية.

كما نقل التقرير عن رئيس فريق الباحثين، الذي أجرى الدراسة في جامعة "روتشيستر" في نيويورك الدكتور مايكل نيديرغارد، قوله إن المعروف أن لتناول الكحول بافراط على امتداد فترة طويلة آثاراً سلبية على الجهاز العصبي المركزي.

ونوهت (فارس) إلى أنه "وفي الوقت الذي جزم موقع "إيلاف" بأن تناول كأسين من النبيذ مفيد، قال الدكتور نيديرغارد :ولكننا أظهرنا في هذه الدراسة للمرة الاولى ان جرعات قليلة من الكحول "يمكن" أن تكون مفيدة للدماغ ، وبالتحديد تحسين قدرته على إزالة النفايات". 

ويلاحظ أن الوكالة الإيرانية تناولت نشر الموضوع من زاوية غير علمية بل محض دينية تدخل في إطار التحريم والتحليل، متناسية أن المعلومات الواردة كانت على لسان باحثين وليست "معلومات" من عنديات (إيلاف) أو أنها ادعتها أو ابتكرتها.