إيلاف من لندن: تحشد السلطات الإيرانية عناصر مخابراتها في سفارتها في ألبانيا لرصد ومراقبة تحركات عناصر منظمة مجاهدي خلق المعارضة الذين نقلوا اليها من العراق عام 2016 إضافة إلى التجسس على بلدان البلقان ودول أوروبية أخرى.

وتكثف السلطات الإيرانية حاليًا من عمليات الدفع بعناصر المخابرات وقوة القدس إلى البانيا حيث يوجد نحو 3 الاف عنصر لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة الذين نقلوا إلى ضواحي العاصمة تيرانا من العراق الذي لم تستطع سلطاته الوقوف بوجه الضغوطات الإيرانية لترحيلهم إضافة إلى عمليات القصف التي تعرضوا لها في مخيمهم "الحرية" بالقرب من مطار بغداد الدولي من قبل العناصر العراقية المسلحة الموالية لإيران.

وأبلغ عضو لجنة العلاقات الخارجية في "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" موسى افشار "إيلاف" اليوم الثلاثاء ان "السلطات الإيرانية أرسلت قبل أيام إلى العاصمة الالبانية للعمل في سفارتها هناك أحد عتاة جهاز المخابرات وهو "مصطفى رودكي"حيث تولى منصب السكرتير الأول في السفارة".

وأوضح افشار أن "مصطفى رودكي الذي كان في مطلع عام 2010 مسؤولا عن محطة المخابرات في سفارة النظام الإيراني في النمسا قد عاد إلى إيران في سبتمبر عام 2014 وباشر العمل في المقر المركزي لوزارة المخابرات في طهران بعد ان كان يعمل في النمسا في الطابق الثالث من مبنى السفارة الإيرانية هناك تحت واجهة مستشارسياسي". 

وفي أواخر مهمته في فيينا توسعت مهامه ليتولى مسؤولية محطات المخابرات الإيرانية في جميع الدول الأوروبية. 

وأشار افشار إلى أنّ "رودكي كان مكلفا خلال عمله في النمسا بملف مجاهدي خلق وكان على اتصال ببعض عملاء النظام في الدول الأوروبية ولهذا الغرض كان يتردد على فرنسا حيث مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورئيسته مريم رجوي".

وأكد افشار ان "لدى المجلس الوطني معلومات تؤكد أن رودكي يتصل بعدد من عناصر المنظمة السابقين والذين طردوا منها خلال سنوات مضت وجندهم النظام للعمل مع مخابراته وبعضهم موجود الان في باريس ولندن وبرلين حيث يقومون بنشاطات لخدمته".

 

عناصر منظمة مجاهدي خلق لدى وصولهم الى العاصمة الالبانية تيرانا

 

وأضاف افشارانه "لغرض التنسيق مع وزارة الخارجية لتسهيل عمل رودكي فقد نشطّت وزارة المخابرات الإيرانية فرعين لها في البانيا تحت واجهتين صحافية وثقافية هما "مركز هابيليان" و"مؤسسة ديدبان (المرصد)" يقوم مسؤولوهما بالاتصال بالمساجد والجامعات واجهزة الاعلام للترويج لسياسات النظام واهدافه باسم هاتين المؤسستين". 

يشار إلى أنّه في عام 2016 وخلال عملية انتقال عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إلى ألبانيا تم تعيين "غلام حسين محمد نيا" من جهاز المخابرات الإيراني في السفارة الإيرانية بألبانيا فيما يتولى الملا "أحمد حسيني الست" المستشار الثقافي في السفارة مهام تنفيذ عمليات التجسس والملاحقة للمعارضين في ألبانيا وغيرها من دول البلقان وهو ممثل "رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية" التابعة لمكتب المرشد الاعلى للنظام علي خامنئي. 

وكانت الامم المتحدة قد اعلنت في العاشر من سبتمبر عام 2016 الانتهاء بنجاح من مهمة نقل عناصر منظمة مجاهدي خلق من مخيم ليبرتي قرب بغداد إلى خارج البلاد واعربت عن الارتياح لنجاح مساعي "حل هذه القضية الإنسانية".

كما عبرت المنظمة من جهتها عن ارتياحها لانتهاء هذه العملية.. وأضافت قائلة "بذلك اختتم مشروع نقل مجاهدي خلق من العراق على رغم كل المؤامرات والعراقيل والتهديدات المتواصلة من نظام الملالي حتى آخر يوم من الانتقال".

ومنظمة مجاهدي خلق التي تأسست في 1965 بهدف الإطاحة بشاه إيران ثم النظام الذي أسسه الخميني طُردت من إيران في ثمانينات القرن الماضي واستقر اعضاؤها في العراق.

وكان أعضاء مجاهدي خلق قد أقاموا أولاً في مخيم "أشرف" بمحافظة ديإلى شمال شرق بغداد خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) لكن بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تم نزع أسلحتهم بعد تقارب الحكومة العراقية مع إيران. وفي عام 2012 شطبت الولايات المتحدة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ذراع مجاهدي خلق من لائحتها للمنظمات الإرهابية.