إيلاف من لندن: أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن خطط عراقية أميركية مشتركة لتخفيض عدد القوات الدولية في العراق لانه ما زال يحتاج إلى غطائها الجوي القوي لمواجهة تحركات داعش عبر الحدود السورية والاراضي الصحراوية الشاسعة.

وقال العبادي في مؤتمره الصحافي الاسبوعي في بغداد اليوم وتابعته "إيلاف" ردا على سؤال عن تخفيض القوات الأميركية الموجودة في العراق ازاء تهديدات جماعات مسلحة موالية لإيران بمواجهتها عسكريا.. قال ان العراق هو الذي طلب رسميا من الولايات المتحدة دعمه على مواجهة تنظيم داعش لدى سيطرته منتصف عام 2014 على اراض عراقية ثم توسع الوجود العسكري الدولي بعد ذلك إلى اقل من عشرة الاف عسكري.

وكشف عن مشروع عراقي بالاتفاق مع التحالف الدولي لتخفيض قواته التي تشكل القوات الأميركية عمودها الفقري تدريجيا نظرا لوجود خطر حقيقي مازال قائما من وجود تنظيم داعش في سوريا يمكن ان تنتقل عناصره منها إلى العراق خاصة وان التنظيم يدرب حاليا انتحاريين لارسالهم إلى دول المنطقة.. مؤكدا ان بلاده ازاء ذلك هي بحاجة الان إلى غطاء جوي هائل لمراقبة الحدود مع سوريا والاراضي الصحراوية الواسعة اضافة إلى وجود خلايا ارهابية مازالت تحاول استهداف المدنيين لذلك فأن تخفيض الوجود العسكري الأميركي سيكون تدريجيا.

وأشار العبادي إلى أنّ مكافحة الارهاب ليس حاجة عراقية فحسب وانما حاجة دولية ايضا لانه يهدد جميع الدول والتي هي بحاجة إلى مواجهته والتخلص منه.

تهديدات بمواجهة القوات الأميركية

ويأتي إعلان العبادي عن خطط لحكومته بتخفيض عديد القوات الأميركية في العراق في وقت يتعرض فيه لضغوط قوى شيعية مسلحة موالية لإيران تهدد بمواجهة هذه القوات.

فقد طالبت جماعتان عراقيتان مسلحتان مدعومتان من إيران بانسحاب كامل للقوات الأميركية من العراق مؤكدتان معارضتهما لخطط بغداد وواشنطن بالإبقاء على جزء من القوات لأغراض التدريب وتقديم المشورة.

 وقالت منظمة بدر بزعامة القيادي في الحشد الشعبي والعضو السابق في الحرس الثوري الإيراني إن أي قوات أميركية ستبقى في البلاد ستكون مصدراً للاضطرابات. واضاف المتحدث باسم بدر كريم النوري انه "يجب أن يكون التنسيق بين الحكومتين العراقية والأميركية من أجل الانسحاب الكامل لا من أجل البقاء لأن البقاء من شأنه أن يعرض البلاد للانقسام الداخلي وأن يشكل نقطة جذب للإرهاب".

كما خددت كتائب حزب الله بمهاجمة القوات الأميركية. وقال المتحدث باسم المنظمة جعفر الحسيني "نحن جادون في عملية إخراج الأميركان بقوة السلاح، لأن الأميركان لا يفهمون إلا هذه اللغة".

ولكتائب حزب الله صلات قوية بالحرس الثوري الإيراني وكانت هددت بمهاجمة القوات الأميركية عدة مرات من قبل ووصفت وجودها في العراق بأنه احتلال.

وساعد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة القوات العراقية على استعادة أراض سيطر عليها تنظيم داعش في عامي 2014 و2015 بتقديم دعم جوي ومدفعي في معركة استعادة الموصل وتدريب عشرات الآلاف من جنود القوات الخاصة العراقية.

وكان لدى الولايات المتحدة أكثر من 5500 جندي في العراق وقت ذروة معركة الموصل في يوليو تموز عام 2017 أي ما يمثل نصف قوات التحالف في البلاد.

وامس الاثنين قال متحدث باسم الحكومة العراقية إن القوات الأميركية بدأت خفض أعدادها في العراق بعد أن أعلنت بغداد "النصر" على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

واستعادت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة العام الماضي كل الأراضي التي سقطت في أيدي التنظيم في عامي 2014 و2015 بما في ذلك مدينة الموصل التي كانت عاصمة فعلية لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم.

وقال المتحدث "بدأت القوات الأميركية بتخفيض تواجدها نظراً لانتفاء الحاجة بعد إعلان النصر على الدواعش". وأضاف "التنسيق مستمر من أجل مواصلة الدعم الأميركي بما يتلاءم مع متطلبات القوات العراقية في المرحلة المقبلة".

لكن وزارة الدفاع الأميركية أعلنت اليوم أن التحالف الدولي لمحاربة داعش لم يعد بحاجة لإبقاء وحداته المدفعية في العراق إلا أنه سيواصل تواجده بالتنسيق مع الحكومة وفقا للأوضاع على الأرض.

وكان لدى الولايات المتحدة أكثر من 5500 جندي في العراق وقت ذروة معركة الموصل في يوليو تموز عام 2017 أي ما يمثل نصف قوات التحالف في البلاد.