يبقى كلام وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حول ملكية إسرائيل للبلوك النفطي التاسع في لبنان، يحمل في طياته أهدافًا عدة، منها ما هو إستراتيجي وسياسي وإقتصادي.

إيلاف من بيروت: ماذا يعني اقتصاديًا للبنان كلام وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حول ملكية إسرائيل للبلوك النفطي التاسع في بحر لبنان؟.

يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ"إيلاف"، أن هناك أهدافًا عدة وراء إعلان ليبرمان، أهمها عرقلة عملية استخراج النفط من بحر لبنان، إضافة إلى أهداف أخرى، ففي هذه المنطقة هناك بحدود الـ 340 مليار متر مكعب من الغاز، ما يعني ثروة هائلة. أما من جهة إسرائيل في المنطقة الإقتصادية الخالصة، فلديها حقل كارديش، فهذا الحقل لم تستغله إسرائيل حتى الساعة، وهو على حدود البلوك 9 التابع للبنان، وقد يبدأ لبنان باستخراج غازه قبل إسرائيل، وهذا لا يناسب إسرائيل، وهدف آخر له علاقة بخوف إسرائيل من استخراج لبنان لغازه، لأن هذا يعني أن لبنان ثبّت الحدود البحرية بينه وبينها.

من هنا سعيها إلى عرقلة استخراج النفط من بحر لبنان. كذلك هناك الهدف الإستراتيجي المتعلق بأنبوب الغاز، حيث هناك اتفاقية بين إسرائيل وتركيا لمد أنبوب غاز بينها وبين تركيا، لذلك يناسب تركيا أن تجر الغاز من إسرائيل بسبب خلافاتها السابقة مع روسيا، ولا يمكن أن يتم إمداد هذا الأنبوب في المنطقة الإقتصادية الخالصة للبنان، سوف يتم إمداده في المنطقة الإقتصادية الخالصة التابعة لقبرص، وقد اشترطت قبرص لهذا الأمر أن تعترف تركيا بقبرص التركية تابعة لقبرص اليونانية، ومع تعقد الأمور فإن أحد أهداف إسرائيل الإستراتيجية من وراء إعلان ليبرمان عرقلة الأمور في لبنان حتى تأخذ موافقة الحكومة القبرصية بمد أنبوب الغاز إلى تركيا.

"ظاهرة" حزب الله
يضيف عجاقة، تملك إسرائيل هدفًا أيضًا من وراء إعلان ليبرمان يتمثل في ما هو إستراتيجي سياسي مبني على أن تقوم بين الحين والآخر باستفزاز لبنان من أجل هدف لإسرائيل في فتح قنوات تواصل مع الحكومة اللبنانية، في المرحلة الأولى بطريقة غير مباشرة، عبر دولة وسيطة كألمانيا مثلًا، التي لعبت دور الوسيط دائمًا، وفي مرحلة أخرى مباشرة مع لبنان، وهذا الأمر سيتزامن مع زيادة الضغوطات على حزب الله، وعلى الحكومة اللبنانية مباشرة عبر الضغط على حزب الله، كي تستطيع إسرائيل إنهاء "ظاهرة" اسمها حزب الله، بحيث لم تستطع إسرائيل من خلال ماكينتها العسكرية إزالة تلك الظاهرة.

التطبيع
يبقى هناك أيضًا عامل إستراتيجي إقتصادي وراء تصريح ليبرمان، يضيف عجاقة، وهو هدف التطبيع مع لبنان، بعدما طبّعت إسرائيل علاقاتها مع مختلف الدول العربية، ولبنان يبقى الأساس، وفي حال حصل التطبيع مع لبنان، فإن إسرائيل تهدف إلى جعل تل أبيب محوّلاً إقتصاديًا إقليميًا.

ويبقى أن التطبيع ليس من مصلحة لبنان على الإطلاق، ويلفت عجاقة إلى أن تصريح ليبرمان الأخير لا يملك أي قيمة قانونية للتطبيق.

كما يبقى هناك هدف آخر يتمثل في عامل الإستثمارات، وهي من الأمور التي تنقص إسرائيل، من هنا تريد إسرائيل من أجل تحفيز استثماراتها أن تربح وقتًا إضافيًا من خلال عرقلة التنقيب عن النفط في لبنان، من خلال التهويل على الشركات الثلاث المعنية بتنقيب النفط في لبنان، حتى يتم وقف التنقيب، بحيث تعلم هذه الشركات أن الطيران الإسرائيلي يستطيع أن يقصف منصاتها من جهة البحر، رغم أن إسرائيل غير مستعدة لخوض صراع عسكري مع لبنان، لأنها تعرف أن هناك ثمنًا إقتصاديًا ستدفعه وليست مستعدة له.