«إيلاف» من بيروت: تسعى موسكو لإبرام إتفاقية تعاون عسكري مع لبنان تشكل إطارًا شاملاً للتنسيق وإطلاق نشاطات مشتركة في مختلف القطاعات التي تُعنى بالمؤسستين العسكريتين في كل من روسيا ولبنان.

في هذا الصدد، يؤكد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج لـ"إيلاف" أنه في الأساس تبقى العلاقات اللبنانية الروسية وثيقة، وهذه الإتفاقية الجديدة لا تشكل تغييرًا نوعيًا في العلاقة بين البلدين، بل تشكل إمتدادًا لها لأن من حق لبنان أن يستفيد من الإمكانات الروسية وخبراتها، كما يستفيد أيضًا من إمكانات دول أخرى وخبراتها كالولايات المتحدة الأميركية.

الإستفادة

عن كيفية إستفادة لبنان أمنيًا وسياسيًا وإقتصاديًا جراء هذه الإتفاقية العسكرية التي ستبرم بين روسيا ولبنان، يؤكد مرهج أن تلك الإتفاقية تعزز إمكانات لبنان بوجه محاولات الإعتداء عليه، خصوصًا من قبل المجموعات "الإرهابية"، حيث تتكفل روسيا بدعم لبنان في محاربته للإرهاب في المنطقة، وهذا يؤدي الى تقاطع في المصالح لا بد أن ينعكس أمنًا واستقرارًا في المنطقة.

أميركا

ماذا عن الولايات المتحدة الأميركية، هل ستبقى صامتة جراء مساعدة روسيا للبنان عسكريًا، وهل يشكل الأمر تهديدًا لمصالحها الخاصة في لبنان؟ يجيب مرهج أن واشنطن ستمتعض من هذا التطور، ولكن في الأساس عندما تساعد لبنان فهي محكومة بالعلاقة الأميركية الإسرائيلية التي تحدد تلك المساعدات وتجعلها تحت السقف، والتي يحتاجها لبنان في هذه المرحلة للدفاع عن نفسه سواء بوجه التهديدات الإسرائيلية أو "الإرهابية".

الجيش اللبناني

عن مدى مساهمة هذه الإتفاقية في تدعيم الجيش اللبناني ضد "الإرهاب"، يشير مرهج إلى أن هذه الاتفاقية ستساعد الجيش اللبناني على تحصين أوضاعه وتطويرها بمواجهة "الإرهاب" لأن الإمكانات الروسية تتعدى الدعم العسكري إلى المشاركة في المعلومات، وهو أمر مهم جدًا في ما يتعلق بما يهدد لبنان على جبهات "الإرهاب".

ويؤكد مرهج أن ما حدث أخيرًا في باب التبانة في طرابلس يشير إلى أن "الإرهاب" ليس حالة جامدة بل ديناميكية، وتتوالد في المناطق والدول والأجيال، وبالتالي هناك إستعداد كامل للمواجهة ويجب أن تتسم المواجهة بالديناميكية والتطوير المستمرين.

دور روسيا

وردًا على سؤال هل تلعب روسيا اليوم دورًا محوريًا في تدعيم الأمن في لبنان، وما مصلحتها في ذلك؟ يؤكد مرهج أنه بعدما تمكنت روسيا من لعب دور محوري في المنطقة هي مهتمة بالإستقرار في لبنان لأنه يشكل موقعًا مهمًا في المنطقة، سواء من الناحية العسكرية أو الأمنية أو الثقافية، لأن "الإرهاب" لا يقاوم فقط من الناحية العسكرية، ومصلحة روسيا ولبنان في أن يكون الوضع مستقرًا في المنطقة، وأن يعود القرار في المنطقة لأصحابه.

حرب باردة

هل يشهد لبنان حربًا باردة على أراضيه بين المصالح الأميركية من جهة والمصالح الروسية من جهة أخرى؟ يجيب مرهج أن الحرب الباردة بين روسيا وأميركا موجودة في كل المناطق وبخاصة في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا، وهذا الأمر لن يكون جديدًا بالنسبة للبنان، وقد عشنا تداعياته على فترة طويلة بعد الأزمة الفلسطينية، ونعول كثيرًا على التزام الجميع بمبادىء الأمم المتحدة وقراراتها والعمل على تنفيذها.