لندن: نُشر اخيراً الجزء الرابع لعمل ميشال فوكو الريادي "تاريخ الجنسوية" بعد 34 عاماً على وفاة الفيلسوف الفرنسي الكبير.

وقررت دار غاليمار نشر الجزء الرابع غير الكامل "اعترافات الجسد" الذي يتناول المسألة الشائكة للجنس بالتراضي، بعد ان قرر منفذو وصية فوكو ان المرحلة اصبحت ناضجة لنشر افكاره في هذا الشأن.

ومع صعود حركة "أنا ايضاً" المناهضة للتحرش الجنسي، قال فريدريك غروس محرر اعمال فوكو "إن الوقت حان لنشر هذا العمل الكبير والأصيل".

وكان فوكو بدأ العمل على الكتاب اوائل الثمانينات حين كان مصاباً بمرض الأيدز الذي قتله في يونيو 1984.

يبدأ الكتاب بإلقاء نظرة على تعامل الآباء المؤسسين للكنيسة المسيحية مع الجنسوية بمن فيهم القديس إكليمندس الاسكندراني والقديس أوغسطينوس ، أسقف هيبو.

وذهب فوكو الى انه على الضد من الاعتقاد الشائع، فإن المسيحية الأولى لم تكن متزمتة تجاه الجنس أكثر مما كان الوثنيون بل انها كانت متساهلة فيه أكثر من الفلاسفة الوثنيين.

وكتب فوكو "أن هذه المبادئ القمعية انتقلت بطريقة ما الى الفكر المسيحي والممارسة المسيحية عن طريق الممارسات الوثنية".

وبحسب فوكو، فإنه حتى إذا كانت بعض المعايير التي وضعها الآباء المؤسسون للكنيسة المسيحية تبدو قمعية فانهم كانوا على الأقل يتحدثون بصراحة عن الجنسوية والزنا والعفة والمثلية والاستمناء ، ولم يجعلوا الجنس من المواضيع المحرمة ذات يوم.

ومنذ الأيام الأولى للمسيحية كانوا يدركون أهمية موافقة الطرفين وتحريم الاغتصاب.

وكان مؤلف "الجنون والحضارة" و"نظام الأشياء" الذي مارس التدريس في جامعة كاليفورنيا في بيركلي يريد أن ينشر "تاريخ الجنسوية" في ستة اجزاء، ولكن المرض أجبره على تغيير مشاريعه ونشر الجزأين الثاني والثالث "استعمال الملذات" و"الاهتمام بالنفس" قبل اسابيع على وفاته في عام 1984.

 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "لوكال". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.thelocal.fr/20180206/confessions-of-the-flesh-french-philosophers-book-to-finally-be-published-in-france