«إيلاف» من نيويورك: قبل الثامن والعشرين من شهر يوليو 2017، كان الجناح الغربي في البيت الأبيض غارقا في الفوضى والمواجهات بين مسؤولي الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، والتسريبات الخطيرة التي كانت تصل بسهولة ويسر الى وسائل الاعلام.

الرئيس الأميركي أدرك ان الخلل يكمن في أداء رئيس اركان الموظفين، فرينس بريبوس القادم من رئاسة اللجنة الوطنية الجمهورية لم يكن على مستوى الآمال والتطلعات حيث ظهر بمظهر العاجز عن فرض النظام وبدلا من ان يقدم الحلول اللازمة لوقف الصراعات، إنخرط في كثير من المرات في المواجهات كطرف مما ساهم في تدهور الأمور نحو الأسوأ .

نجاح عملية التطهير

تحرك ترمب، وزج بجون كيلي، لخلافة بريبوس والهدف الأول كان ضبط الأوضاع ووقف التسريبات. لم يخيّب الجنرال الأميركي الحديدي ظن رئيسه فسارع الى اجراء عملية تطهير واسعة أطاحت برموز إدارة ترمب كستيفن بانون، كما أنهى حالة التخبط التي كانت قائمة، فأصبح لزاما على ايفانكا ترمب ان تعبر من بوابة كيلي بحال ارادت مقابلة والدها.

فرض الجنرال نفسه بسرعة، وتمكن من وضع قواعد جديدة للعبة في البيت الأبيض، مما اثار ارتياح الرئيس الأميركي، ولكن هذه الصورة يبدو انها في طور الانقلاب بعد أكثر من ستة اشهر على تعيين كيلي، فالتقارير الصحفية تشير الى ان ترمب محبط من أداء رئيس اركان موظفيه.

أداء مخيب

وساهم الأداء الذي انتهجه كيلي في قضية استقالة سكرتير موظفي البيت الابيض روب بورتر بعدما اتهمته زوجتاه السابقتان علنًا بممارسة عنف عائلي، في تطور الأوضاع نحو الأسوأ، وسط معلومات أفادت بأن الجنرال كان على علم بهذه القضية منذ أسابيع.

وحاول رئيس اركان الموظفين استعادة المبادرة بحسب بوليتيكو، فقد ارسل بريدًا الكترونيًا الى الموظفين، مؤكدًا تعاطيه بجدية بالغة مع العنف الأسري، وكذلك شدد على ضرورة ان تشعر المرأة بالراحة التامة في البيت الأبيض.

الخيارات المتاحة

موقع أكسيوس أشار الى ان الرئيس ترمب بدأ فعليًا يفكر في تغيير رئيس اركان موظفيه، وتباحث مع أصدقاء مقربين منه بأسماء يمكن لها ان تحل مكان كيلي، ومن بينها، مدير الميزانية مايك مولفاني، وزعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب، كيفن ماكارثي، وصديقه المقرب رجل الاعمال توم باراك الذي ابلغ ترمب صراحة انه غير متحمس لشغل هذا المنصب لسببين، لأن صداقتهما ستتدمر، وأيضاً لكون جون كيلي يقوم بعمل جيد حتى الآن.

ورغم ان ترمب يشعر بالإحباط من أداء كيلي غير ان مركز الأخير لا يزال آمنًا، فالرئيس يشكو من موظفيه بانتظام، بحسب بوليتيكو.