«إيلاف» من القاهرة: في الوقت الذي ينفذ فيه الجيش المصري عمليات شاملة ضد الجماعات الإرهابية، باسم "سيناء 2018"، أصدر ما يعرف بتنظيم داعش في مصر أو "ولاية سيناء" مقطع فيديو جديداً أظهر عمليات قتل وتصفية وحشية ضد عناصر من الجيش والشرطة والمواطنين، ودعا فيها المصريين إلى عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مهددًا باستهدافها.

غير أن أخطر ما كشف عنه الفيديو هو ظهور نجل قيادي بجماعة الإخوان، مكذبًا رواية الجماعة عن اختفائه قسريًا من خلال الشرطة المصرية.

بينما يشن الجيش المصري عمليات واسعة ضد التنظيم، أصدر ما يعرف بـ"ولاية سيناء" مقطع فيديو جديداً يظهر عمليات قتل وتصفية بطرق وحشية ضد عناصر من قوات الشرطة والجيش وهم عزّل من السلاح، كما قتل التنظيم مواطنين مدنيين، بزعم تعاونهم مع قوات الجيش والشرطة.

وهدد التنظيم باستهداف مقرات انتخابات الرئاسة، وطالب المصريين بالابتعاد عنها وعدم المشاركة فيها، زاعمًا أنها "شرك بالله"، وأن "صنم هذا العصر".

ووصف التنظيم السلفيين بأنهم "أبواق الطواغيت"، لأنهم أحلوا المشاركة في الانتخابات، وأظهر بعض مشايخ السلفية وهم يحثون على المشاركة فيها تارة ويحرمونها تارة أخرى، ولاسيما الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الجبهة السلفية بالإسكندرية، والشيخ محمد عبد المقصود، أحد قيادات التيار السلفي في مصر، والمؤيد لجماعة الإخوان.

وأطلق التنظيم على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصف "الطاغوت"، وقال إنه يأتي للمصريين بانتخابات بعدها انتخابات، لتوطيد حكمه، وزيادة الفجور والبعد عن الشريعة.

وفي رسالة تهديد إلى القضاة المصريين، اعتبر التنظيم أنهم يحكمون بغير ما أنزل الله، وأظهر لقطات للقاضي أحمد رفعت قاضي محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك الأولى، وظهر في المقطع محاميه فريد الديب.

داعش قال إن نجل القيادي الإخواني قتل في مواجهات مع الشرطة

 

كما اعتبر التنظيم أن البوذيين يعبدون حجرًا من دون الله، كما أن المسيحيين يعبدون المسيح عيسي، كما أن الهنود يعبدون البقر، واعتبرهم جميعًا مشركين بالله.

وأظهر مقطع الفيديو أحد عناصره وأطلق عليه اسم " الأخ الاستشهادي أبو سليمان المصري"، ويظهر في المقطع هذا الشاب وهو يقود سيارة محملة بالمتفجرات ويصدم في رتل عسكري، فتنفجر فيه، ثم تنهال مجموعة أخرى على من تبقى من العسكريين بالرصاص.

كما أظهر مقطع الفيديو عمليات تفجير آليات متنوعة، ودبابات تابعة للجيش المصري عبر زرع ألغام أرضية، وعبوات ناسفة.

غير أن أخطر ما كشف مقطع الفيديو، هو ظهور عمر نجل القيادي الإخواني إبراهيم الديب الهارب في تركيا، ضمن عناصر التنظيم، ليكذب بذلك رواية الإخوان عن اختفائه قسريًا على أيدي قوات الشرطة المصرية.

وأعلن التنظيم، في مقطع الفيديو أن عمر هو أحد جنود التنظيم في سيناء، وشارك معهم لفترة من الزمن، ومن بعدها تم إرساله إلى القاهرة لتشكيل خلية إرهابية، أو كما يطلق عليها التنظيم (خلية أمنية)، ولكنه قتل بعد مواجهات مع الأمن.

وزعمت جماعة الإخوان أن عمر إلقي القبض عليه خلال زيارة لأسرته في القاهرة، متهمة الأمن باخفائه قسريًا وتصفيته.

وقال القيادي الإخواني إبراهيم الديب، إن ابنه كان مهتمًا على وجه التحديد بمجال الإعلام، فضلًا عن نبوغه الرياضي، الذي أهلّه للفوز بماراثون رياضي في ماليزيا.

وأضاف في لقاء له مع برنامج على قناة إخوانية، مطلع أكتوبر الماضي، أن ابنه "عمر ترعرع في ماليزيا، وانتقل إلى مصر في إحدى الإجازات الصيفية، ضمن معرض أقامته جامعته للتعريف بها في القاهرة، واتهم السلطات المصرية بالقبض عليه وتصفيته.

ونشر القيادي الإخواني عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، صورًا لنجله عمر، قال إنها ملتقطة من داخل مقر مكتب الإرشاد السابق للجماعة في المقطم، وظهر في صورة أخرى إلى جوار شعار الجماعة، ومع الشيخ يوسف القرضاوي، المقيم في قطر والمدرج على لائحة الإرهاب.

بينما أعلنت وزارة الداخلية القبض على عناصر خلية تعرف بـ"خلية أرض اللواء"، في محافظة الجيزة "داخل شقتين يستخدمونهما كأوكار لهم، ومن بينهم عناصر إرهابية هاربة من سيناء".

وأضافت في بيانها الصادر، في 10 سبتمبر الماضي، أن "عناصر العمليات الخاصة التابعة لقطاع الأمن المركزي داهمت الشقتين، وقتلت 10 أفراد من عناصر الخلية، وضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة والذخائر ومبالغ مالية، بعد اشتباكات أدت لإصابة 6 أفراد شرطة".

وأشار البيان إلى ضبط "عمر إبراهيم رمضان إبراهيم الديب، مواليد 3 ديسمبر 1994، مقيم في القاهرة، طالب، مطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 79/2017 حصر أمن الدولة "تحرك للعناصر الإرهابية في شمال سيناء".

عمر نجل القيادي الإخواني يطعم القرضاوي

ويأتي الفيديو في الوقت الذي أعلن فيه الجيش المصري إطلاق عملية شاملة "لاقتلاع جذور الإرهاب في سيناء" أطلق عليها اسم "سيناء 2018" تشارك فيها مختلف قوات الجيش وقوات الشرطة.

وأعلن الجيش اليوم الاثنين عن تدمير عشرات الأهداف، وقال المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي: تمكنت القوات الجوية من رصد وتدمير 60 هدفا للعناصر الإرهابية بعد توافر معلومات استخباراتية حول هذه الأهداف، والقضاء على 12 فردًا من العناصر التكفيرية المسلحة خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات المكلفة بأعمال المداهمة، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر، والقبض على 92 من المطلوبين جنائياً والمشتبه بهم، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

وأضاف في بيان عسكري: "نجحت القوات في ضبط وتدمير والتحفظ على 20 سيارة تستخدمها العناصر الإرهابية في عملياتها الإجرامية لترويع المواطنين، وتدمير 27 دراجة نارية بدون لوحات معدنية و30 عشّة، وتدمير وكر ومخزن عثر بداخلهما على كميات من المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة العبوات الناسفة وأجهزة اتصال اللاسلكية وكميات من قطع الغيار والمواد المخدرة.

كما تمكنت العناصر التخصصية من المهندسين العسكريين من اكتشاف وتفجير 23 عبوة ناسفة تمت زراعتها بمناطق العمليات، واكتشاف وتدمير 7 مزارع لنبات البانجو والخشخاش المخدر وضبط أكثر من نصف طن من المواد المخدرة المعدة للتداول.

كما نجحت القوات في العثور على 13 مخبأ تحت الأرض بداخلها كميات كبيرة من (مواد إعاشة - قطع غيار دراجات نارية - أدوات تصنيع عبوات ناسفة)، واكتشاف وتدمير خندق مجهز هندسيًا ومغطى بطول 250 مترا وعرض 2 متر، وضبط ورشة لتفكيك العربات المسروقة.

واستمرارًا لنجاحات القوات الجوية في فرض سيادة الدولة على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، فقد تمكنت من إحباط عملية تهريب أسلحة وذخائر إلى البلاد عبر الاتجاه الاستراتيجي الغربي، وذلك من خلال استهداف وتدمير 4 عربات محملة بالأسلحة والذخائر ومقتل العناصر الإرهابية القائمة على أعمال التهريب.