«إيلاف» من لندن: بعد اكثر من سنة ونصف على التحقيقات بشبهات فساد بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في قضيتي 1000 و 2000، اوصت الشرطة بتقديم نتانياهو للمحاكمة في القضيتين؛ الاولى هي تلقي رشاوى وهدايا من رجل اعمال يهودي اميركي يدعى رونين ميلتشين بمئات الاف الدولارات على شكل سيجار واساور وبدلات ومشروبات روحية وشمبانيا وغيرها، والملف الثاني هو شبهات بمحاولة اتفاق بين نتانياهو وناشر صحيفة يديعوت احرونوت، يقوم نتانياهو بموجبها بحسب الشبهات بمنع اصدار صحيفة يسرائيل هيوم التابعة للمليادرير شلدون ادلسون لملحق يوم الجمعة الذي قد يضر بمبيعات يديعوت احرونوت، علما ان صحيفة يسرائيل هيوم توزع مجانا وذلك مقابل ان لا تهاجم يديعوت نتانياهو بل وتدعمه.

التحقيقات تشعبت وطالت رجال اعمال آخرين وشخصيات كبيرة من محيط نتانياهو بينهم زوجته ومستشاروه ومقربون منه سابقون وحاليون، ورجل الاعمال شلدون ادلسون والمليونير ميلشين وغيرهم، وتم التحقيق مع نتانياهو عشرات الساعات الى ان وصلت الشرطة الى قناعة بأن توصي بتوجيه تهمة الرشوة وخيانة الامانة ضد نتانياهو وضد نوني موزس ناشر يديعوت احرونوت وضد رجل الاعمال والمليونير رونين ميلتشين.

من ناحية اخرى، فتوصية الشرطة ليست نهائية او دامغة فإن القانون الاسرائيلي يحتم الان ان يقوم المستشار القانوني للحكومة باستدعاء نتانياهو لجلسات استماع ومواجهة الادلة والاثباتات التي وجدتها الشرطة وبعد ذلك يقوم المستشار القضائي مع الادعاء العام بفحص دقيق للادلة وقوتها وصمودها في المحكمة، وبعدها يقرر ان كان سيقدم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء ام لا، وهنا لا ينهي الامر فحتى لو قدم المستشار القضائي لائحة اتهام فهذا لا يعني استقالة رئيس الوزراء لان كل متهم بريء حتى تثبت ادانته، ولكن جرت العادة ان يستقيل الوزير او رئيس الوزراء في حين قرار المستشار القضائي تقديم لائحة اتهام والمتوقع ان يستقيل حينها نتانياهو ان قدمت لائحة اتهام ضده الا ان الامر قد يكون بعيدا وبعيدا جدا من اليوم.

يذكر هنا وفي هذا السياق ان الشرطة الاسرائيلية كانت في العام 1998 اوصت بتقديم نتانياهو للمحاكمة في قضية بارأون حبرون حينها، ولكن المستشار القضائي في حينه الياكيم روبنشتاين برّأه من القضية التي كانت حول تعيين برأون مستشارا قضائيا للحكومة يقوم بتبرئة ارييه درعي الذي كان وزيراً للداخلية واتهم بقضية فساد ودرعي يقوم بعم نتانياهو في صفقة الخليل(حبرون) مع عرفات في حينه.

هذا وبعد قرار الشرطة الاسرائيلية تعالت اصوات في المعارضة الاسرائيلية تطالب نتانياهو بالاستقالة فورا من منصبة من الناحية الاخلاقية ولانه فاسد بنظرهم، اما الائتلاف فيلتف حول نتانياهو ويعولون على جلسات الاستماع وقرار المستشار القضائي ويعلنون انه بريء وان الشرطة واليسار يلاحقانه منذ انتخابه في العام 1996 وحتى انتخابه المجدد منذ 2009 وحتى اليوم.

هذا ونشر رئيس الحكومة الاسبق ايهود باراك نداءً لنتانياهو بأن يعلن تعليق عمله كرئيس حكومة حتى قرار المستشار القضائي او حتى انتهاء المحاكمة وان لا ينتظر دقيقة واحدة ووصفه بالفاسد والمتهم ويضيف ان رئيس حكومة متهم بهذه القضايا لن يستطيع العمل والقيام بواجبه في الدولة وخاصة في الظروف الحالية والاوضاع السائدة في الشرق الاوسط وفي العالم، وخاصة ان الفساد الذي تكشف تقشعر له الابدان اقوال ايهود باراك، والذي كان حتى قبل ثلاث سنوات الحليف الاكبر والصديق الاقرب لنتانياهو.

وقد حذى اقطاب المعارضة الاسرائيلية حذو ايهود باراك وطالبوا نتانياهو بتعليق عمله والالتفات لمعالجة قضايا الفساد وترك امور البلاد والعباد لحكومة انتقالية تكون قادرة على عبور المرحلة ما قبل الانتخابات المبكرة بنجاح.

اما نتانياهو فرد على قرار الشرطة بالقول إن هذا القرار لن يستمر وانه واثق من براءته، وانه لم يكن هناك اي شيء ولن يتضح اي لبس في تصرفاته وانه سيستمر بالقيادة مضيفًا ان كل التوصيات هذه ستنتهي بلا شيء.