بيروت: اعتبر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من بيروت أن أفعال حزب الله وترسانته العسكرية تثيران القلق، مشدداً على أن انخراطه في النزاعات الاقليمية "يهدد" أمن لبنان والاستقرار في المنطقة.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في مقر الحكومة "لا يشكل حزب الله مصدر قلق للولايات المتحدة فحسب. ينبغي للشعب اللبناني أن يقلق أيضاً كيف أن أفعال حزب الله وترسانته المتنامية تضعان لبنان بطريقة غير مرغوبة وغير بناءة تحت المجهر"، معتبراً أن "ضلوع حزب الله في النزاعات الاقليمية يهدد أمن لبنان ويزعزع الاستقرار في المنطقة".

وشدد تيلرسون على أن "وجود حزب الله في سوريا لم يؤدِ الا الى مواصلة سفك الدماء وفاقم نزوح الأبرياء ودعّم نظام الاسد الوحشي"، معتبراً أنه "من غير المقبول لمليشيا كحزب الله ان تعمل خارج سلطة الحكومة اللبنانية".

لبنان حر وديموقراطي

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الأميركي، وقوف بلاده الى جانب الشعب اللبناني "من أجل لبنان حر وديموقراطي"، تزامناً مع تبلغه من الرئيس ميشال عون طلباً بتدخل واشنطن لمنع اسرائيل من استمرار "اعتداءاتها" على السيادة اللبنانية.

ويسود توتر بين لبنان واسرائيل في الأسبوعين الأخيرين على خلفية ملفين، الأول بناء اسرائيل جداراً اسمنتياً على طول الخط الأزرق حيث توجد 13 نقطة متنازع عليها بين الدولتين. ويتعلق الملف الثاني بالتنقيب عن النفط في المياه الاقليمية في رقعة يؤكد لبنان انها ملك له بالكامل، فيما تعتبرها اسرائيل "ملكاً" لها.

ونوه تيلرسون وهو أول وزير خارجية أميركي يزور لبنان منذ اربع سنوات، في كلمة دونها على سجل الشرف في القصر الرئاسي، بـ"المباحثات الصريحة والبناءة" التي اجراها مع عون، مؤكداً أن "الولايات المتحدة تقف الى جانب الشعب اللبناني من أجل لبنان حر وديموقراطي".

ووصل تيلرسون الى بيروت صباح الخميس في زيارة تستمر لساعات، ووسط اجراءات أمنية مشددة، على ان ينتقل بعد الظهر الى تركيا لاستكمال جولة بدأها في المنطقة منذ ايام.

الاعتداءات الاسرائيلية

وقال عون في بيان اصدره مكتبه الاعلامي إنه طلب من تيلرسون أن "تعمل الولايات المتحدة على منع اسرائيل من استمرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701" الذي ارسى في العام 2006 وقفاً للقتال بين اسرائيل وحزب الله، وعزز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان.

وأكد عون رفض لبنان "ادعاءات اسرائيل بملكية اجزاء من المنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه اللبنانية"، في اشارة الى الرقعة 9 التي وقع لبنان عقوداً مع ثلاث شركات دولية للتنقيب عن النفط فيها.

وقالت مصادر دبلوماسية لبنانية الخميس لوكالة فرانس برس إن المسؤولين اللبنانيين اتفقوا "على ابلاغ تيلرسون موقفاً موحداً يرفض مسعى أميركياً سابقاً يقترح تقسيم الثروة النفطية في الرقعة 9 الى ثلثين للبنان وثلث لاسرائيل، وسيتمسكون بأن كامل المخزون ملك للبنان".

وكان تيلرسون انتقل مباشرة من مطار بيروت الدولي قادماً من عمان الى القصر الرئاسي، الذي وصله قبل نحو عشر دقائق من الموعد المحدد له.

 وبعد دخوله قاعة الاجتماع، انتظر لدقائق عدة وحيداً أمام عدسات وسائل الاعلام بحضور الوفدين الأميركي واللبناني، قبل أن يدخل الرئيس اللبناني في الموعد المحدد للاجتماع، بحسب ما يقتضي البروتوكول.

والتقى تيلرسون رئيس البرلمان نبيه بري، الذي تطرق بدوره الى "التهديدات الاسرائيلية".

واستبق تيلرسون وصوله الى بيروت بالقول خلال مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في عمان، إن "حزب الله اللبناني متأثر بإيران، وهذا التأثير لا يساعد في مستقبل لبنان على الامد الطويل".

ويشارك حزب الله أبرز مكونات الحكومة اللبنانية منذ العام 2013 بشكل علني في القتال الى جانب قوات النظام في سوريا، الأمر الذي يثير انقساماً في لبنان الذي تبنى سياسة "النأي بالنفس" تجاه النزاع في سوريا.