حذرت تركيا الحكومة السورية من مساعدة الأكراد الذين يقاتلون القوات التركية في شمال سوريا.

وقال بكر بوزداغ، نائب رئيس الوزراء التركي إن العمليات العسكرية كانت تسير وفقا لما هو مخطط لها، وسوف تكون "كارثة" إذا تدخلت القوات السورية.

وأوردت وسائل إعلام سورية أن الجيش السوري سوف يساعد الأكراد في التصدي للعمليات التركية في عفرين، لكن لم تظهر أية إِشارات على الأرض لحدوث ذلك، كما نفت وحدات حماية الشعب الكردية إبرام اتفاق مع دمشق.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية "جماعة إرهابية"، وامتدادا لحزب العمال الكردستاني. لكن الميليشيا الكردية تنفي وجود أي صلة مباشرة بالحزب المحظور داخل تركيا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين إن دمشق سوف تواجه "تبعات غير محمودة" إذا عقدت اتفاقا مع الأكراد، وفقا لسي إن إن الناطقة بالتركية.

كما كرر نائب رئيس الوزراء التركي ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، تصريحات أردوغان على مدار اليوم.

وقال جاويش أوغلو: "إذا تدخلت (القوات السورية) للدفاع عن وحدات حماية الشعب، فلن يكون هناك ما يوقف الجنود الأتراك".

وقال المتحدث باسم الحكومة الروسية إن اجتماعا بين أردوغان، وبوتين، والرئيس الإيراني حسن روحاني من المقرر أن ينعقد في إبريل/ نيسان المقبل لمناقشة الموقف في سوريا.

هجوم بري

على صعيد متصل، أشارت تقارير إلى أن القوات الحكومية السورية تستعد لشن هجوم بري على قوات المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية على أطراف دمشق.

وقال ناشطون سوريون إن العشرات من المدنيين قتلوا على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية إثر هجمات حكومية اعتبروها من أكثر الهجمات دموية في الغوطة الشرقية منذ توقف هجمات القوات الحكومية على المنطقة وحتى استأنفوها هذا الشهر.

قوات سورية حكومية
AFP
تحرس القوات الحكومية السورية نقاط تفتيش على الطريق المؤدي إلى عفرين

ما هو الاتفاق المزعوم؟

قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) الاثنين الماضي إن "القوات الشعبية" سوف تصل إلى عفرين لدعم أهلها في مقاومة "هجوم النظام التركي".

وقال بدران جيا كورد، أحد كبار المسؤولين الأكراد، لوكالة أنباء رويترز إن "القوات الحكومية سوف تنتشر في عدة نقاط حدودية."

لكن نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب، أكد أنه "ليس هناك اتفاق، بل هو نداء منا للجيش السوري ليأتي ويحمي الحدود."، وحال التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، سوف تجد القوات التركية نفسها في مواجهة المقاتلين الأكراد في عفرين، والجيش السوري.

لماذا تستهدف تركيا عفرين؟

بدأت القوات التركية هجومها في المناطق الحدودية مع سوريا تحت عنوان ما أطلقت عليه "عملية غصن الزيتون" في يناير/ كانون الثاني الماضي. وتحاول قوات الجيش التركي إخراج وحدات حماية الشعب الكردية، وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

وتخضع بعض الجيوب الواقعة جنوب الحدود التركية لسيطرة الأكراد منذ انسحاب القوات الحكومية السورية عام 2012 لتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على تلك المناطق بعد طرد عناصر تنظيم الدولة.

وتعتبر تركيا هذه القوات امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي قاتل من أجل استقلال الأكراد في تركيا لثلاثين سنة، لكن وحدات حماية الشعب تنفي أي صلة عسكرية أو سياسية لها بحزب العمل الكردستاني.

رؤساء روسيا، وتركيا، وإيران
Getty Images
يجري ترتيب اجتماع بين الرؤساء الروسي، والتركي، والإيراني في إبريل/ نيسان المقبل للتباحث في الوضع في سوريا

ما هي حصيلة الصراع في عفرين حتى الآن؟

فر الآلاف من سكان عفرين منذ بداية الهجوم التركي في يناير/ كانون الثاني الماضي، وذلك وسط تعتيم من قبل طرفي الصراع على المعلومات عن الضحايا والمصابين، ما يجعل من الصعب التوصل إلى عدد القتلى في هذا الصراع.

وقالت وسائل إعلام كردية إن تركيا كثفت من ضرباتها الجوية وقصف المدفعية على المنطقة الاثنين، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة ثمانية من المدنيين في إحدى القرى في محيط عفرين، وفقا لوكالة أنباء حوار الكردية. لكن تركيا قالت إن قوتها لا تستدف سوى المقاتلين.

ما هو الدور المتوقع للقوات السورية؟

لم يكن هناك وجود عسكري لسوريا في عفرين منذ حوالي ست سنوات. وعلى مدار سنوات الصراع، تتجنب القوات الحكومية السورية المواجهة المباشرة مع وحدات حماية الشعب الكردية، لكن عدة صدامات وقعت فيما بينهما في أوقات متفرقة.

ورفضت حكومة بشار الأسد مطلب وحدات حماية الشعب باستقلال المناطق التي يسيطرون عليها، وتعهدت استعادة السيطرة على المناطق السورية التي سيطرت عليها الوحدات الكردية، لكن الجانبين يتفقان على ضرورة منع تقدم القوات التركية.

التحالفات

تشهد منطقة شمال وشمال غرب سوريا تحالفات معقدة بين لاعبين أساسيين على الصعيدين الإقليمي والدولي في الصراع في سوريا منذ بداية الحرب.

ويزداد الموقف تعقيدا بعد ظهور وحدات حماية الشعب الكردية في المشهد، والتي تتلقى تمويلها من حلف شمال الأطلسي، الذي تتمتع تركيا بعضويته، كشركاء في قتال تنظيم الدولة.

وتدعم تركيا المعارضة المسلحة في حربها ضد القوات الحكومية منذ نشوب الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

لكن المنطقة لم تشهد أي مواجهات مباشرة بين تركيا سوريا منذ أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة تركية، ما أسفر عن مقتل طاقمها المكون من اثنين عام 2012.