عثرت فرق البحث الإيرانية الثلاثاء على حطام طائرة ركاب فقدت في جبال زاغروس قبل يومين، وعلى متنها 66 شخصًا، بحسب ما أعلن متحدث باسم الحرس الثوري الثلاثاء لوسائل إعلام حكومية.

إيلاف من طهران: اختفت الطائرة التابعة لشركة آسمان أثناء قيامها بالرحلة إي.بي-3704 صباح الأحد فوق جبال زاغروس بعد حوالى 45 دقيقة من إقلاعها من طهران. وبعد يومين شهدا تساقط ثلوج وضبابًا كثيفًا، تحسنت الأحوال الجوية صباح الثلاثاء وباتتت الرؤية أكثر وضوحًا أمام فرق المروحيات.

قال المتحدث رمضان شريف لإذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران (إيريب) إن "مروحيات الحرس الثوري عثرت في هذا الصباح على حطام الطائرة في جبال دنا" في جنوب غرب البلاد.

وذكر صحافي لدى إيريب تحدث إلى أحد الطيارين أنه شاهد "جثثًا حول الطائرة"، وأن الموقع حدد في قرية نوغول على ارتفاع نحو 4 آلاف متر في جبال دنا.

تحليل صور الطائات المسيرة
وقال شريف "منذ يوم أمس بدأت الطائرات المسيرة التابعة للحرس الثوري بمسح المنطقة الجغرافية، حيث يحتمل أن تكون الطائرة قد تحطمت، وهذا الصباح تم إرسال مروحيتين تابعتين لسلاح الجو إلى الموقع".

نشرت العربات المخصصة للثلوج في وقت سابق على سفح الجبل البالغ ارتفاعه 4409 مترًا، حيث انضم أكثر من مئة من متسلقي الجبال إلى جهود البحث.

وقال منصور شيشيفوروش رئيس مركز الأزمات المحلية لوكالة إيسنا للأنباء "الليلة الماضية، بقي عدد من الأشخاص على سفح الجبل، ومن خلال التنسيق مع المرشدين المحليين تمكنوا من البحث في جميع الشقوق". أضاف إنه تم خلال الليل تحليل نحو 500 صورة التقطتها الطائرات المسيّرة.

غادرت الطائرة ذات المحركين من طراز "إيه تي آر-72"، التي دخلت الخدمة منذ 25 عامًا، مطار "مهرآباد" في طهران حوالى الساعة الثامنة صباحًا (04:30 ت غ) الأحد متوجهة إلى مدينة ياسوج الواقعة على بعد نحو 500 كلم جنوبًا. لم تنجح 60 طلعة للمروحيات الاثنين في العثور على أثر للطائرة بسبب سوء الأحوال الجوية.

وكان من المتوقع وصول محققين من وكالة "بيا" الفرنسية لأمن الطيران إلى إيران الاثنين، لكن لم يتم تأكيد وصولهم بعد.

سلامة الطيران
أعادت الحادثة إلى الأذهان المخاوف بشأن سلامة الطيران في إيران التي خضعت لسنوات من العقوبات الدولية. ووضعت المفوضية الأوروبية شركة "آسمان" للطيران على اللائحة السوداء في ديسمبر 2016، حيث كانت واحدة بين ثلاث شركات طيران فقط تحظر على خلفية مخاوف تتعلق بالسلامة.

وحظرت أوروبا 190 شركة طيران أخرى على خلفية مخاوف أوسع نطاقًا تتعلق بإجراءات السلامة التي تفرضها دولها. واشتكت إيران من أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها قوّضت سلامة طائرات شركاتها، ما يجعل من الصعب صيانة أسطولها القديم وتحديثه. 

أجبرت آسمان على وقف العديد من طائراتها في فترة العقوبات بعدما واجهت صعوبات في الحصول على قطع الغيار. وذكرت طهران في ورقة عمل قدمتها إلى منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة عام 2013 أن العقوبات الأميركية تمنعها من "الحصول على القطع والخدمات والدعم الضروري من أجل سلامة الطيران".

وشهدت إيران كوارث طيران عدة، آخرها عام 2014، عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة "سباهان" مباشرة بعد إقلاعها من طهران قرب سوق مكتظة، ما أسفر عن مقتل 39 شخصًا. 

لكن أرقامًا صادرة من مؤسسة سلامة الطيران، وهي منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، تشير إلى أنه رغم العقوبات، لا تزال إيران فوق المعدل في تطبيقها لمعايير السلامة المحددة من قبل "إيكاو". وكان رفع العقوبات عن عمليات الشراء في قطاع الطيران بندًا رئيسًا في الاتفاق النووي، الذي أبرمته طهران مع القوى العظمى عام 2015. 

عقب الاتفاق، وقعت شركة "آسمان" عقدًا لشراء 30 طائرة من طراز "بوينغ 737 ماكس" بقيمة ثلاثة مليارات دولار (2.4 مليار يورو) في يونيو الماضي، مع خيار شراء 30 طائرة إضافية. لكن من الممكن أن تلغى الصفقة في حال نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديداته، وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية خلال الأشهر المقبلة.