لا يزال القلق يسيطر على الوضع في المنطقة، بعد الإشتباك الإسرائيلي الإيراني الأخير والخوف من اندلاع حرب تُبقي الوضع في لبنان والمنطقة مفتوحًا على كل الإحتمالات.

إيلاف من بيروت: بعد الاشتباك الإسرائيلي - الإيراني الأخير، لا يزال القلق يلفّ الوضع في المنطقة، ولا شك في أن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات، لا سيما وأن التفاهم الروسي - الإسرائيلي حول الجنوب السوري لا يُنفّذ، ولا يلتزم به أي طرف، وفي كل الأحوال، لن تترك الولايات المتحدة إيران تؤثر في الملف السوري، وهذا الأمر يبدو من الآن وصاعدًا محط اهتمام أميركي يلي مباشرة أولوية إنهاء "داعش"، وسواء كانت هناك مصانع أسلحة في لبنان أم لا، فإن الاتهام بالنسبة إلى إسرائيل يُشكل سببًا أو حجة للتهديد بالضربة أو للقيام بها فعلًا إذا حصلت ظروف مواتية إقليميًا ودوليًا.

في الوضع الحالي الذي تعيشه المنطقة، كل الأمور تبقى محتملة، لأن الدولة الوحيدة التي ترتاح من أي خضات أمنية تبقى إسرائيل، بالمقارنة مع كل ما يجري في سوريا والعراق واليمن، وما سمعناه بأن حزب الله يبحث في وضع قواته في لبنان وسوريا على حدود الجولان، يعني أن المنطقة ستكون تحت النفوذ الإيراني، وإذا صح الأمر يعتبر الإسرائيليون الوضع وكأنه تهديد مباشر لهم.

أمن لبنان وإستقراره
فهل من حرب في المنطقة تهدد أمن لبنان وإستقراره، وهل يحتمل لبنان في وضعه الإقتصادي والإجتماعي الحالي حربًا إسرائيلية اليوم؟.

يتساءل الوزير السابق والنائب نبيل دو فريج في حديثه لـ"إيلاف": "هل كان لبنان يحتمل حربًا إسرائيلية في العام 2006؟، طبعًا لا، لبنان لا يحتمل أبدًا حربًا إسرائيلية ضده، لأن الإقتصاد فيه مهدد".

المناخ الإقليمي
وردًا على سؤال هل المناخ الإقليمي مهيّء لحروب في المنطقة؟

يجيب دو فريج :"الدول الكبرى بصفتها موجودة في المنطقة، بأساطيلها وطائراتها، تبقى مهيئة لأي حدث، فالسلاح موجود، ولكن يبقى السؤال ما هدف الحرب اليوم؟، هل إسرائيل تريد التوسع أكثر؟، هل الحرب للتوصل إلى شرق أوسط جديد؟، أو لتقسيم المنطقة إلى دول جديدة؟، لا إجابة حتى الآن عن هذه الأسئلة. ولكن لا شيء مستبعدًا اليوم.

هاشم
بدوره، يؤكد النائب قاسم هاشم في حديثه لـ"إيلاف" أن كل ما يجري في المنطقة ليس بجديد، وليس له بعد محلي فقط، لأن أبعاده تخطت حدود أوطانها، إلى مساحة من الصراع في المنطقة، فبالتأكيد الإسرائيلي يتحضر دائمًا ليكون موجودًا في كل الساحات، وليكون شريكًا دائمًا، ولينفذ مشروعه وسياسته، والأمر طبيعي لكل متابع يعرف أن الإسرائيلي غير بعيد عن أي خطوة، يعتقد أنها تخدم مصلحته في النهاية، فمن الطبيعي أن يكون شريكًا في حرب هنا واعتداء هناك، فهذه طبيعة الاستخبارات الإسرائيلية، وطبيعة تركيبة الكيان الإسرائيلي.

الظروف
ما يردع أي حرب بين إيران وإسرائيل اليوم، يلفت هاشم إلى أن الظروف قد لا تكون مواتية على المستوى العام، علمًا أن الإسرائيلي قد لا يكون جاهزًا لتلك الحرب على لبنان أو في المنطقة، ولكن نعرف أن الإسرائيلي قد لا يحدّد نتائج تلك الحرب بعدما عاش تجربة 2006 التي كانت مريرة عليه.