دعت الأمم المتحدة إلى ضرورة تمكين النازحين العراقيين من المشاركة في الانتخابات المقبلة، مؤكدة أن هؤلاء الذين اضطرّوا للنزوح لهم حق&في التصويت غيرُ قابلٍ للتصرّف.. فيما كشفت منظمة الهجرة الدولية عن عودة أكثر من 3.3 ملايين&نازح إلى مناطقهم الأصلية، في حين لا يزال هناك 2.5 مليون نازح.

إيلاف: شدّدت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق خلال زيارتها اليوم إلى مخيمٍ موقتٍ للنازحين في كركوك في شمال شرق بغداد على أن العراقيين الذين اضطرّوا للنزوح جرّاء النزاع الأخير، لهم حقٌ في التصويت غير&قابلٍ للتصرّف، وينبغي تمكينهم من المشاركة في الاقتراع المقبل المقرر في 12 مايو المقبل، وأن يكون لهم صوتٌ في رسم مستقبل بلادهم.

هدفت زيارةُ نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والانتخابية أليس وولبول للنازحين في مخيم ليلان -١ في كركوك إلى إبراز أهمية مشاركة النازحين في الانتخابات وتشجيعهم على ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم في البرلمان، حيث التقت الأسر النازحة، واغتنمت الفرصة للإطلاع على استعداداتهم للتصويت.

قالت وولبول، التي كانت قد زارت أخيرًا مخيمات&أخرى للنازحين في أطراف بغداد، للدعوة إلى شمولهم وغيرهم من الفئات الأكثر ضعفًا في عملية&انتخابات&حرة&ونزيهة، موضحة: "ما زلتُ أشدّد على الأهمية المركزية لمشاركة النازحين في الانتخابات المقبلة".&

وأكدت على الحاجة إلى اتخاذ تدابيرَ خاصةٍ لضمان تمكين الناخبين الشباب الذين صار يحقّ لهم التصويت للمرة الأولى والفئاتِ الأكثر ضعفًا من التسجيل والتصويت في الانتخابات المقرّر إجراؤها في 12 مايو 2018.

من جهته، طمأن مدير المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في كركوك قيس محمد خورشيد سكّان المخيّم إلى أن المفوضية ستوفّر آلياتٍ لتصويت النازحين في مراكزَ مخصّصةٍ داخل مخيماتهم. وأشار إلى أن فرق التسجيل المتنقلة ستجري زيارة أخرى إلى المخيم لغرض تمكين أولئك الذين لم يتم تسجيلهم بعد من إضافة أسمائهم، في وقت تواصل الأمم المتحدة تقديم الدعم الفني والمشورة إلى المفوضية بشأن الاستعدادات للانتخابات.

وشددت وولبول على الحق الدستوري لجميع العراقيين في المشاركة في الانتخابات، وشجعت الناخبين على بذل جهدهم للتوجه إلى الإدلاء بأصواتهم. وقالت "سأواصل الدعوة إلى تمكين النازحين من التصويت من أجل مستقبل العراق. وفي الواقع، أنا أشجّع بقوّةٍ جميع الناخبين على إظهار التزامهم بمستقبل بلادهم من خلال التوجه للتصويت بأعدادٍ كبيرةٍ في يوم الانتخابات".

وعقدت نائبة الممثل الخاص وولبول خلال زيارتها إلى كركوك اجتماعات&مع محافظ كركوك&وكالة،&وسياسيين من المحافظة لمناقشة الوضع السياسي والانتخابات المقبلة.

3.3 ملايين&نازح عادوا إلى مناطقهم و2.5 مليون ينتظرون
من جهتها، قالت المنظمة الدولية للهجرة "منظمة الأمم المتحدة للهجرة" إنه مع اختتام مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي عقد أخيرًا في الكويت، فإن عشرات الآلاف من النازحين العراقيين يواصلون العودة إلى ديارهم.

ووفقًا لأحدث تقرير للمنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح، أرسلت نسخة منه إلى "إيلاف" الأربعاء، فإنه حتى 31 يناير 2018، عاد أكثر من 3.3 ملايين&نازح عراقي إلى مناطقهم الأصلية، في حين لا يزال هناك 2.5 مليون نازح ينتظرون. وتبيّن الأرقام الحديثة للمنظمة أن حركات العودة مستمرة، ففي يناير الماضي وحده تم تحديد 125 ألف عائد آخر، حيث رجعوا إلى المحافظات الأربع نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار.

وأشارت إلى أنه منذ بداية الأزمة في أوائل عام 2014، بعدما سيطر تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من وسط العراق، ولاحقها الصراع لاستعادة هذه المناطق، نزح حوالى 6 ملايين عراقي، حيث عانت مجتمعاتهم من دمار وأضرار واسعة النطاق. وفي يناير الماضي، وللمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات، تجاوز عدد العائدين عدد النازحين.&

ففي السنوات الثلاث الماضية، تلقت محافظة الأنبار أكبر عدد من العائدين، وذلك بفضل تحسن الوضع الأمني وإعادة تأهيل الخدمات وبناء الهياكل الأساسية.

وفي يناير كانت المحافظات الثلاث التي سجلت أكبر انخفاض في أعداد النازحين هي: محافظة نينوى الشمالية (-6 في المائة)، وبغداد العاصمة في الوسط (-12 في المائة)، والأنبار غربًا (- 17 في المائة)، وهي تشكل معًا نحو ثلثي انخفاض عدد النازحين على الصعيد المحلي أي (أكثر من 145 ألف شخص).&

من بين بقية النازحين في العراق، والبالغ عددهم 2.47 مليون نازح، لا يقطن سوى نصفهم (51 في المائة) في أماكن خاصة، في حين لا يزال أكثر من ربعهم (26 في المائة) يعيشون في المخيمات.

وعلى الرغم من أن محافظة نينوى بعاصمتها الموصل تمثل ثلثي العائدين الجدد (قرابة 84 ألف) الذين تم تحديدهم في الشهر الماضي، فقد أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أنه ليس جميع العائدين إلى مدينة الموصل مستمرين في بقائهم فيها. وأوضحت أنه بسبب انعدام الأمن والخدمات وفرص سبل كسب العيش في غرب الموصل، عادت حوالى 600 أسرة إلى مخيم الحاج علي خلال الشهر الماضي.

يتركز العائدون الذين يعيشون في المساكن الحرجة، بما في ذلك الأماكن العشوائية والمباني غير المكتملة، في أربع محافظات هي ديالى (21500 شخص)، وصلاح الدين (12400)، ونينوى (7500)، وكركوك (800). كما تمت مناقشة الحاجة الماسّة للعراق إلى إعادة الإعمار السريع للمساعدة على إعادة إدماج النازحين في مناطقهم الأصلية في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي عقد هناك خلال الأسبوع الماضي.

وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق جيرارد وايت: "مع دخول العراق مرحلة الانتعاش بعد ثلاث سنوات من الصراع، يجب أن نتذكر بأن إعادة البناء الرئيس للبلاد لن تقوم فقط على إعادة بناء البنية التحتية". وأضاف: "هناك حاجة أيضًا إلى توفير الدعم المتخصص لكل من نجوا من النزاع إلى جانب إعادة بناء البنية التحتية".

وخلال مؤتمر الكويت، أطلقت الأمم المتحدة برنامجًا للتعافي والانتعاش لمدة عامين، حيث تشارك فيه المنظمة الدولية للهجرة لمساعدة الحكومة العراقية على تلبية الاحتياجات المتعددة لإعادة البناء والتعمير في البلاد. وتتركز مساعدات المنظمة الدولية للهجرة في العراق بالشراكة مع الحكومة العراقية على انتعاش مناطق العودة. وتشمل هذه المساعدات المراكز المجتمعية المتنقلة للمعلومات، مشاريع البنية التحتية السطحية، إعادة تأهيل المساكن، تعزيز المرافق الصحية، توزيع مجموعات الإغاثة ودعم سبل كسب العيش.