نصر المجالي: أعلنت تركيا التي ظلت تحت المجهر في كونها ممرًا للإرهابيين المتجهين إلى سوريا والعراق، أنها طردت تركيا، ألفين و566 أجنبيا من أصل أكثر من 44 ألف مواطن أجنبي جرى استجوابهم من قبل السلطات المختصة في المطارات ومحطات الحافلات للاشتباه بأنهم مقاتلين إرهابيين.

وقالت مصادر تركية، اليوم الأبعاء، إن شعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول، قامت بتأسيس "مجموعة تحليل المخاطر" في 2014، بهدف توقيف المقاتلين الإرهابيين الأجانب في مطاري أتاتورك وصبيحة غوكجن بإسطنبول، ومحطات الحافلات بين المدن التركية.

وقالت وكالة (الأناضول) التركية الرسمية إنه بحسب معلومات حصلت عليها فإن شعبة مكافحة الإرهاب، استجوبت مجموعة تحليل المخاطر نحو 44 ألف و462 مواطنا أجنبيا، طردت منهم ألفين و566، للاشتباه بتوجههم إلى مناطق الاشتباك بسوريا والعراق، وذلك خلال الفترة الممتدة من يونيو 2014 إلى أول يناير 2018.

جنسيات مختلفة

ووفقا للمعلومات ذاتها، طردت السلطات التركية ألفاً و577 شخصا يحملون جنسيات دول آسيوية، و887 شخصا من دول أوروبية، و79 من دول إفريقية، و19 من دول قارة أميركا و4 أشخاص من دول اوقيانوسيا.

وأفاد مسؤولون في مديرية أمن إسطنبول، أن مجموعة تحليل المخاطر التي تتشكل من عناصر شرطة مختصين بقضايا الإرهاب، تتحرى هويات الأشخاص الأجانب المشتبه بهم، وتطبق عليهم معايير تحقيق في تعابير وجههم وسلوكهم وتصرفاتهم واختيارهم لألبسة وأحذية معينة، ومعايير أخرى لم يفصحوا عنها لدواعٍ أمنية.

اتهام دولي

يذكر أن تركيا ظلت على الدوام موضع اتهام من دول العالم وخصوصا دول التحالف الدولي الذي يحارب الإرهاب بأنها ممرا لعبور مئات الإرهابيين الأجانب أسبوعيا إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي.

وفي يونيو 2017 أقر المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لدى "التحالف الدولي" لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، بريت ماكغورك، بدور تركيا، وقال أمام مؤتمر عقد في مستوطنة هرتسليا الإسرائيلية، إن "التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب يقوم ببناء قاعدة بيانات عن الإرهابيين الأجانب الذين يعودون من العراق وسوريا إلى بلدانهم".

وأضاف ماكغورك أن "هذه القاعدة يتم بناؤها عبر شبكات لتبادل المعلومات والشرطة الدولية الإنتربول، لضمان التعرف على كل شخص قاتل في صفوف تنظيم "داعش" في سوريا والعراق على النقاط الحدودية أو في سياق أعمال الشرطة الروتينية".

اعتراف تركي 

كما أن وزارة الداخلية التركية نفسها كانت اعترفت بأن الأراضي التركية كانت ممرا ومعبرا للتنظيمات الإرهابية ولا سيما تنظيم "داعش" الإرهابي للعبور إلى سورية.

وجاء اعتراف الوزارة في كتيب لها كانت نشرته صحيفة (جمهورييت) التركية بأن الإرهابيين كانوا يستخدمون تركيا كطريق عبور للوصول إلى بعض المناطق حيث يتوجهون إلى محافظات عنتاب ولواء اسكندرون وأضنة القريبة من الحدود السورية عن طريقي البر والجو ومن ثم الدخول إلى الأراضي السورية.

وأشارت الوزارة إلى أن الإرهابيين القادمين من جميع أنحاء العالم يدخلون إلى الأراضي السورية عبر الأراضي التركية موضحة أن الإرهابيين الأجانب كانوا يدخلون إلى الأراضي التركية عبر مطاري صبيحة غوكشن وأتاتورك في إسطنبول، إضافة إلى مطار أنطاليا فيما استخدم عدد من الإرهابيين الأجانب طريق البحر "إزمير ومرسين" للدخول إلى تركيا.