عودة ابو ردينة: تقلّص الإنفاق الاستهلاكي الأميركي على الكهرباء في عام 2017 إلى 1.3% من نفقات الاستهلاك الشخصي، لكن يواصل الأميركيون تخصيص 4% تقريبًا من نفقاتهم على التكاليف المرتبطة بالطاقة.

على مدى السنوات العشر الماضية، بلغت القدرة على توليد الطاقة المتجددة نسبة 55 في المئة من جميع الإنشاءات الجديدة. في عام 2017، ارتفعت نسبة الطاقة الأميركية المولدة من مصادر متجددة من 15 إلى 18 في المئة، من 628 إلى 717 تيراواط/ساعة. وهذا الرقم هو ضعف مساهمة 10 سنوات فقط، ويساوي تقريبًا كمية الكهرباء التي تنتجها محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة.

بيانات أميركية
يشمل هذا المجموع الطاقة الكهرومائية التي تعتبر مصدرًا لتوليد الطاقة منذ فترة طويلة. وباستثناء الطاقة المائية، شكّل توليد الطاقة من المصادر المتجددة 62 في المئة من الإنشاءات الجديدة في العام الماضي.
نُشرت البيانات في الأسبوع الماضي في كتاب حقائق الطاقة المستدامة في أميركا لعام 2018 (the 2018 Sustainable Energy in America Factbook)، وهي دراسة استقصائية سنوية أجرتها بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة (BNEF) ومجلس الأعمال للطاقة المستدامة (BCSE).
هبط الطلب الإجمالي في الولايات المتحدة على الكهرباء بنسبة 1.7 في المئة على أساس سنوي في عام 2017. وفي العام الماضي، انخفض توليد الطاقة من الغاز الطبيعي والفحم، ومن المتوقع أن ينخفض مرة أخرى في عام 2018. وشكّل توليد الطاقة من الغاز الطبيعي نسبة 32 في المئة من إجمالي توليد الطاقة في الولايات المتحدة في عام 2017، وهو انخفاض طفيف من نسبة 34 في المئة المحققة في عام 2016.

إنفق على الطاقة
إضافة إلى الانخفاض العام في الطلب، كانت أسعار الغاز الطبيعي في العام الماضي أعلى من الأسعار في عام 2016. وازدادت الطاقة الجديدة المتوافرة من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي بواقع 10700 ميغاواط، بينما تمّ الإعلان عن إقفال مصانع عاملة على الفحم تنتج 12،500 ميغاواط في عام 2018، وهو أكبر مستوى إقفال منذ عام 2015 عندما تمّ وقف إنتاج طاقة بسعة 15000ميغاواط.
وبحسب التقرير، تقلّص الإنفاق الاستهلاكي الأميركي على الكهرباء قليلًا في عام 2017 إلى 1.3 في المئة من نفقات الاستهلاك الشخصي، في انخفاض 1.4 في المئة عن العام 2016. ووجّهت الأسر 2.1 في المئة من إجمالي استهالكها نحو البنزين ووقود السيارات، في زيادة 1.9 في المئة عن عام 2016.
مع ذلك، يواصل الأميركيون تخصيص أقل عن 4 في المئة من نفقاتهم على التكاليف المرتبطة بالطاقة، حيث إن عام 2016 هو العام الوحيد التي شهد حصّة أصغر.

توفير مستدام
وفقًا لتقرير يناير 2017 الذي أصدرته وزارة الطاقة، وفّرت كفاءة الطاقة 2.2 مليون وظيفة في عام 2016. وکانت الکفاءة هي الموظِّف الأهم ضمن قطاعات الطاقة المستدامة التي تم تتبّعھا في التقریر.
من بين القطاعات المرتبطة بتوليد الكهرباء، استخدمت الطاقة الشمسية أكبر عدد من العمال في عام 2016. وناهز عدد الوظائف في مجال الطاقة الشمسية 374،000 وظيفة، أي أكثر من ضعف عدد العاملين في توليد الطاقة من المصادر الأحفورية، الذي بلغ 151،000 للفحم والغاز الطبيعي ومصادر النفط مجتمعة (من دون احتساب العمالة المرتبطة بإمدادات الوقود).
أما إنتاجية الطاقة، وهي كمية الناتج المحلي الإجمالي التي تنتجها وحدة الطاقة، فقد ارتفعت بنسبة 2.5 في المئة في عام 2017 مع استمرار النمو الاقتصادي في اتجاهها الطويل الأجل للانفصال عن استخدام الطاقة. ومنذ عام 2008، تقلّص استخدام الطاقة بنسبة 1.7 في المئة حتى مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة سريعة بنسبة 15.3 في المئة. 

انبعاثات أقل
يستمر قطاع الطاقة في دفع عجلة الحد من اعتماد الاقتصاد على الكربون، حيث انخفضت الانبعاثات من هذا القطاع بنسبة 4.2 في المئة في عام 2017؛ هذه المرة على خلفية انخفاض الحمل وزيادة توليد الطاقة المتجددة (بدلًا من التحول من الفحم إلى الغاز، وهو المحرك الأساسي للتراجع بنسبة 5.8 في المئة المسجل في عام 2016).
سجّلت انبعاثات قطاع الطاقة الآن نسبة 28 في المئة أقلّ مقارنة مع ذروتها في عام 2005، ما يجعل الولايات المتحدة على بعد 4 في المئة فقط من تحقيق هدفها السابق في خطة الطاقة النظيفة، المتمثل بتسجيل نسبة 32 في المئة أقل من مستويات عام 2005 بحلول عام 2030.
كما ساعد الانخفاض السريع للانبعاثات في قطاع الطاقة في جعل الولايات المتحدة في منتصف الطريق نحو تحقيق هدفها المحدّد في اتفاق باريس الذي انسحبت منه، وهو خفض الانبعاثات على مستوى الاقتصاد إلى 26 في المئة دون مستويات عام 2005، بحلول عام 2025.