قال تيار الغد السوري المعارض أنه بمواجهة حرب إبادة حقيقية وأمام مرأى ومسمع العالم، يقضي أكثر من ٢٥٠ ألف سوري من أهلنا، أبناء الغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق، أصعب لحظاتهم وأيامهم، منذ يوم الأحد الماضي .

وأضاف في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، أمام" هول هذا المشهد ورعبه وخطورته، يصيبون العدالة والمواثيق الدولية والأخلاقية والدينية بمقتل، أسئلتهم تتلخص حول حق الحياة، هذا الحق الذي وهبه الله للناس بغض النظر عن لونهم وشكلهم وانتمائهم وطريقة تفكيرهم و تتبناها المواثيق والأعراف الدولية وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الانسان .".

وقالت مصادر ذات صلة أن تيار الغد السوري "لم و لن يدخر جهدا في مساعيه من أجل حقن دماء أهلنا و تحسين أوضاعهم الانسانية".

وكشف عن قيامه "باتصالات و مباحثات مع عدة أطراف حول ذلك، و سوف نعلن عن نتائجها في حينها"وهو ما أكده البيان .

وشدد أيضا "ان أهل الغوطة يُسلبون حقهم في الحياة أمام مرأى ومسمع و صمت العالم أجمع، إضافة إلى أن ممثلي أهل الغوطة وانطلاقا من مشاعرهم بأن الحق في الحياة مقدس، وقّعوا على اتفاقيات خفض التصعيد في القاهرة وفي جنيف وبرعاية وتوافق بين وروسيا وتركيا وإيران والأمم المتحدة، ورغم التزامهم بجميع بنود الاتفاق إلا إن الاتفاق يسقط بحملة الإبادة ولا أحد يتحرك لا من الرعاة ولا من المتعهدين بالإشراف على تنفيذه، ويبدو أن الاتفاقات الدولية تسجل نقطة انتحارها".

وأكد البيان إن التيار "وانطلاقا من إنسانيتنا وديننا أولا وعروبتنا ثانيا و سوريتنا ثالثا، نعلن عن مواصلة انتمائنا إلى قضية أهلنا في الغوطة الشرقية، أبناء المدن والأحياء المحاصرة منذ أكثر من خمس سنوات ،الصابرين والصابرات، الشهداء الأبرار، الشعب الذي قاوم الحصار وحملات الإبادة بالمزيد من المقاومة والصبر والدعوة إلى السلام والتعاضد".

وتابع "انهم أبناء سوريا الذين دفعوا ثمن المطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية، نحن ننتمي لهم و ندعو معهم "مجلس الأمن الدولي للقيام بدوره ، ندعوه لاجتماع عاجل وإصدار قرار ينقذ حياتنا، نقول لممثلي الدول أعضاء المجلس، إنكم أمام جريمة إبادة بشرية نتعرض لها أمام أنظاركم، ندعوكم لتحمل مسؤولياتكم التي تم تأسيس المجلس لأجلها، إنكم أمام الامتحان الأكبر في تاريخكم". 

ودعا "جامعة الدول العربية أيضا والتي ما زلنا على ثقة بها ونراهن على دورها، إلى اجتماع عاجل وإصدار قرار ونفوضها بتوجيه دعوة باسمنا إلى مجلس الأمن الدولي للتدخل فورا لإنقاذ حياتنا، فنحن عرب وسوريون ونطلب الحياة والحرية لنا وللجميع، نحن دعاة حياة ولسنا دعاة قتل." 

كما طالب التيار "قادة الدول الضامنة إلى القيام بدورهم وتعهداتهم المنصوصة في اتفاقات خفض التصعيد التي وقعنا عليها والتزمنا بها "و خص الجانب الروسي، و قال أن عليه "جزء هام من المسؤولية عن ما يجري، للقيام بدوره حيال جرائم النظام، والوقوف في وجهها ووقفها، بدلا من التماهي معها او المشاركة فيها، علما بأن تعاوننا مع روسيا في ملفات سياسية مختلفة يجب ان يكون له آفاق واضحة لجهة حدوث تقدم ملموس في ملفات خفض التصعيد، والحالة الانسانية، والحل السياسي، بينما البديل عن مثل ذلك التقدم هو اعادة النظر في التعاون المشترك".

ودعا " جميع السوريين داخل و خارج البلاد إلى الوقوف في مواجهة جرائم الإبادة التي يتعرض لها أهلنا في الغوطة الشرقية بجميع الوسائل، صمتنا اليوم عن الجريمة مشاركة في القتل".

مصر تعرب عن قلقها العميق

وكانت قد أعربت مصر الْيَوْم في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن القلق العميق من التطورات الأخيرة في منطقة الغوطة الشرقية في سوريا، وتداعياتها الخطيرة على الأوضاع الإنسانية وأوضاع المدنيين الموجودين بها.

وأكد البيان على أن "هناك حاجة ماسة وفورية إلى هدنة إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمصابين لتجنب كارثة إنسانية حقيقية، مشيراً إلى إدانة مصر لأي قصف للمناطق المدنية في الغوطة ودمشق وكافة أنحاء سوريا. ".
كما شدد البيان على أن مصر تواصل مساعيها واتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية من أجل إيجاد مخرج للوضع الإنساني المتأزم في الغوطة.

وأعاد بيان وزارة الخارجية التذكير" بأن جهود مصر فيما يتعلق بالشق الإنساني تأتي في إطار الرؤية المصرية القائمة على السعي للتوصل لوقف لإطلاق النار يساعد على استئناف المفاوضات السياسية للتوصل إلى حل ينهي الأزمة السياسية والإنسانية المستمرة منذ سبع سنوات ويحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ويطهر سوريا من الإرهاب"، مشيراً إلى أن التسوية السياسية تظل هي الخيار الأوحد الذي يؤمّن إنهاء تلك الأزمة وتحقيق السلام والاستقرار في سوريا، بما يلبي طموحات الشعب السوري الشقيق.