نصر المجالي: تواجه صحيفة (الرأي)، وهي إحدى أعرق الصحف الأردنية، أزمة جديدة بين العاملين ومجلس الإدارة حول حقوق مالية، وهذه واحدة من مسلسل الأزمات المالية التي تعصف بالصحافة المكتوبة في المملكة. 

وفي حين أعلن وزير الإعلام الأردني محمد المومني أن "حجم المعاناة التي تعانيها الصحافة الورقية كبير"، فإنه قال بأنه على ثقة بحل الأزمة، وذلك في تعليق له اليوم الخميس.

وتحدث الوزير المومني لبرنامج "اخبار وحوار"، الذي يبث عبر اذاعة المملكة الاردنية عن الازمة الحالية في صحيفة (الرأي) حول مطالبة العاملين بحقوقهم المالية المتأخرة، وقال إنه كان على تواصل مع المعنيين كافة بالأمر، سواء أكانت النقابة أم زملاء صحافيين، والإدارة لحل الخلاف.

وكان موظفو صحيفة (الرأي) التي بدأت الصدور منذ يونيو 1971 هددوا بتعليق صدور الصحيفة اليوم الخميس حتى تحقيق مطالبهم بصرف مستحقاتهم عن عام 2016، اضافة الى حل مجلس الادارة.

إساءة

وجاء هذا القرار بسبب ما اعتبره العاملون اساءة لهم خلال اجتماع عقد مع مجلس الادارة يوم الاربعاء لبحث مطالب العاملين.

وكانت ادارة الصحيفة طلبت منذ شهرين امهالها هذه المدة لتأمين مستحقاتهم عن عام 2016، الا انها في الاجتماع المنعقد اليوم طلبت 3 اسابيع أخرى، ما أدى إلى خروج العاملين والموظفين بقرار تعليق صدور الصحيفة ليوم الخميس.

واشترط الصحافيون والعاملون المتوقفون الآن عن العمل حل مجلس الإدارة وإقالة الإدارة التنفيذية للمؤسسة وصرف مستحقاتهم المالية الليلة لاستئناف العمل واصدار الصحيفة صباح يوم غد الخميس، كما طالبوا النائب خالد الفناطسة بتقديم اعتذار لكافة العاملين في المؤسسة عمّا بدر منه في حقهم.

تأييد 

وإلى ذلك، اكد مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين وقوفه التام مع الزملاء الصحافيين والعاملين في صحيفة (الرأي) ودعم مطالبهم وحقهم بدفع كافة مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ سنوات وحقهم ايضًا في ادارة تحترم تحركاتهم المشروعة لإنقاذ مؤسستهم وصحيفتهم التي حملت رسالة الاردن ولا تزال.

ودعا المجلس، في بيان له اليوم الخميس، إلى ضرورة استجابة مجلس ادارة الرأي لمطالب العاملين بأسرع ما يمكن والتوقيع على مشروع الاتفاق الذي اقترحته النقابة مساء امس، ووافق عليه العاملون وذلك حرصًا من العاملين على استمرارية صحيفتهم ما يمهد لخطوات ناجحة وقريبة لمعالجة الاختلالات التي تعاني منها الصحيفة.

استغراب 

واعرب المجلس عن استغرابه لطريقة تعاطي مجلس ادارة صحيفة (الرأي) مع الازمة التي عمقتها تصرفات مدانة ومرفوضة على الاطلاق من قبل أحد اعضاء مجلس الادارة بتعرضه لعدد من الصحافيين والعاملين بالإساءة والتقليل من اهمية مطالبهم بدفع حقوقهم ومخاوفهم على مستقبل مؤسستهم.

وطالب مجلس ادارة الصحيفة بالاعتذار عن تلك الاساءات بحق الصحافيين والعاملين في المؤسسة، حيث ان المجلس باعتباره ممثل الصحافيين يحتفظ بحقه باتخاذ كافة الاجراءات ضد اي شخص او جهة تسيء بأي شكل من الاشكال للزملاء في كافة مواقعهم.

ودعت نقابة الصحافيين، الى ان تعمل مجالس ادارات الصحف ككل على تعظيم الاستفادة من الانجازات غير المسبوقة التي تحققت مؤخرا، خاصة زيادة سعر الاعلان الحكومي بنسبة 120 في المائة، استجابة لمطالب النقابة والكف عن الحلول التقليدية التي اثبتت فشلها في اكثر من موقع، ومن اهمها الهيكلة الاجبارية التي يرفضها مجلس النقابة بشكل جذري.